الحافظ احمد قاسم الحسيني

DSC_0294

محمد هادي فخر الدين

 

من البراعم القرآنية الذين كانت لهم مشاركات متميزة في المسابقات القرآنية سواء المحلية أم الدولية، مثّل من خلالها مدينة النجف الأشرف بالرغم من صغر سنه وما زال يواظب على حضور الدروس الخاصة بحفظ كتاب الله العزيز وينسّق مع دراسته في المدارس الأكاديمية، إنه الحافظ أحمد قاسم الحسيني.

 

بداية المشوار القرآني:
الحافظ أحمد قاسم علي عوض محمد الحسيني من مواليد 2001، ولد من أسرة دينية معروفة برجال الدين، وترعرع في مدينة النجف الأشرف، وله أخوان من حَفَظة القرآن الكريم.
حضر الجلسات القرآنية منذ صغر سنه، حين كان عمره خمس سنوات عندما كانت تقام تلك الجلسات على شكل محافل دورية يقيمها قسم القرآن الكريم في مؤسسة النجف الأشرف في الصحن الحيدري الشريف، فضلا عن الجلسات الأسبوعية التي تقيمها الجمعية القرآنية في حسينية سعيد عباس دوش في محلة الجديدة الثانية.
وذلك يعود لولعه الشديد بحفظ كتاب الله، وفي ذلك يقول: (أمنيتي الكبرى منذ صغر سنّي أن أتشرف بأن أكون ضمن حَفَظة القرآن الكريم.. والحمد لله وجدت جميع وسائل النجاح في ذلك متاحة لديَّ وتهيأت الأجواء المناسبة لي في البيت للمراجعة والتي لم تكن عائقاً في مواصلة دروسي أيام الدوام، والفضل الأكبر يعود لوالديَّ اللذين كان لهما التأثير الأكبر في التحاقي بالدورات القرآنية الخاصة بحفظ القرآن الكريم والاهتمام بالمراجعة التي تعطى كواجب لي وتقديمهما مختلف النصائح التي تحفّزني على الاستمرار في هذا المضمار، وحثّي على بذل ما في وسعي كي أكون المتميز من بين أقراني, وكانا يركّزان كثيراً على مرافقة الأصدقاء من القراء والحَفَظة وجعلهم الأقرب اليَّ من بين بقية أصدقائي).

حفظه لكتاب الله العزيز
بدأ بحفظ كتاب الله العزيز حينما كان عمره ثماني سنين، وبالتحديد في عام 2009 حينما كان في الصف الثاني الابتدائي, إذ تتلمذ على يد الأستاذ السيد حيدر الياسري -أحد أساتذة التحفيظ في دار القرآن الكريم في العتبة العلوية المقدسة- فالتحق بدورته بعد أن أجرى له اختبارا لمعرفة قابلية الحفظ لديه، وقد تجاوز ذلك بنجاح وكان جديراً بأن يكون من ضمن طلبته.
وفي ذلك يقول الحافظ احمد: (طالما كان السيد يحرص على أن يكون الطالب على درجة كبيرة من الانضباط والخُلُق الرفيع باعتباره يمثّل القرآن الكريم في كل سلوكه وأفعاله، وكنت من أشدّ المعجبين بطريقته من بين طرائق الأساتذة الموجودين في النجف باعتماده الأسلوب الأنسب الذي ينسجم مع تأدية الواجبات المدرسية وعدم تضارب برنامج الحفظ مع تلك الواجبات إضافة الى استخدام أساليب متعددة من شأنها أن تحفّز الطلبة على بذل المزيد من الجهود كي يُتمّوا الواجبات المنوطة بهم).

أماكن مباركة لحفظ القرآن
انضمّ الحافظ احمد قاسم لدورة السيد حيدر الميالي التي كانت تقام في مسجد الحسنين الذي يقع في شارع المدينة بالنجف الاشرف، وبعد افتتاح وحدة التعليم القرآني التابعة لدار القرآن الكريم في العتبة العلوية المقدسة، انتقل درسه الى المدرسة الغروية في الصحن الحيدري الشريف، وكان للأجواء الروحانية أثر بالغ ومؤثر في نفسه، اذ كان يتعلم القرآن بالقرب من النفحات الطاهرة لمرقد الإمام علي(عليه السلام).

مشاركات في محافل قرآنية
شارك الحافظ احمد قاسم في المحافل والجلسات القرآنية المنتشرة في مدينة النجف الأشرف لا سيما في الصحن الحيدري الشريف خلال شهر رمضان المبارك، وكان لهذه الأجواء الأثر الفاعل في مواصلة المشاركة وبذل المزيد من الجهد لكي ينافس أقرانه الحَفَظة وأعطته حافزاً كبيراً في خوض المسابقات القرآنية داخل النجف الأشرف وخارجها.
وفي هذا الصدد يقول الحافظ احمد: (كانت لي مشاركات عديدة منها داخل مدينة النجف الأشرف كمسابقة مؤسسة شهيد المحراب التمهيدية التي شاركت فيها ثلاث مرات في فقرات حفظ مختلفة من ثلاثة أجزاء وخمسة أجزاء وعشرة أجزاء، والتي على أثرها يتم إشراك الفائزين الثلاثة الأوائل في المسابقة الكبرى على مستوى محافظات العراق، والحمد لله تأهلت في عام 2012 حين فزت بالمرتبة الأولى في حفظ ثلاثة أجزاء ومثّلت محافظة النجف الأشرف في المسابقة الوطنية التي أقيمت في محافظة ميسان، وشاركت عدة مرات في المسابقات القرآنية التي تقيمها الجمعية القرآنية في النجف الأشرف والمسابقة القرآنية التي يقيمها قسم القرآن الكريم في تجمع الإمام العسكري الثقافي ومسابقة العتبة العلوية المقدسة التي أقيمت في شهر رمضان المبارك، والحمد لله على إثر تلك المشاركات تمّت دعوتي للمشاركة في المسابقة القرآنية الوطنية خلال الأسبوع القرآني الخامس الذي يقيمه المركز الوطني لعلوم القرآن والتراث الإقرائي التابع لديوان الوقف الشيعي الذي احتضنته العتبة الحسينية المقدسة، أما على صعيد المشاركة في المسابقات المدرسية فقد شاركت مرتين، مرة في خمسة أجزاء وأخرى في عشرة، وكل تلك المشاركات لها أجواء خاصة إذ تكون أبواب المنافسة مفتوحة وتجعلني أبذل كل ما في وسعي لأرتقي منصات المراتب المتقدمة).

 

نشر في الولاية العدد 77

مقالات ذات صله