الشيخ اللنكراني: لحوزة النجف الأشرف حق دائم على جميع الطلبة في أي نقطة من العالم

IMG_0036

اجرى اللقاء: هشام كمون

عالم ومؤلف وأستاذ في البحث الخارج لأكثر من عقدين حضر دروس الحوزة العلمية عند أبرز مراجع الدين والعلماء الأفاضل في مدينة قم المقدسة وله تحقيقات في الفقه وفي بعض آيات القران، ذلك هو الشيخ محمد جواد الفاضل اللنكراني. تشرف بزيارة مرقد امير المؤمنين(عليه السلام) مؤخرا، وأهدى لمكتبة الروضة الحيدرية مجموعة من انتاجات والده التي خطها بيده، فاغتنمت الولاية هذه الفرصة لتجري معه هذا اللقاء.

 

نبذة من السيرة العلمية لسماحتكم
الشيخ محمد جواد الفاضل اللنكراني ابن المرجع الديني اية الله العظمى الشيخ محمد الفاضل اللنكراني، من مدرسي بحوث الخارج في الفقه والأًصول في حوزة قم المقدسة لأكثر من ثلاثين سنة، واكثر من خمس عشرة سنة اشتغالي بالتدريس الخارج اذ عندنا مركز تخصصي في الفقه والاجتهاد يسمى مركز فقه الأئمة الأطهار اسسه الشيخ الوالد قبل حوالي عشرين سنة والآن مسؤولية المركز على عاتقي ونفتخر في العمل بهذا المركز لخدمة الفقهاء والمحققين، وأنا عضو في جماعة المدرسين في الحوزة العلمية وهي مجموعة من العلماء المدرسين في الحوزة العلمية.
من هم ابرز الأساتذة الذين تتلمذت عندهم؟
أفضل استاذ لي هو الشيخ الوالد (رحمه الله) تتلمذت على يديه أكثر من خمس عشرة سنة في بحوث الخارج، وسماحة اية الله العظمى الشيخ وحيد الخراساني، إذ حضرت محضره الشريف حوالي سبع سنوات، وايضا آية الله العظمى السيد كاظم الحائري إذ حضرت عنده ما يقرب من السنتين أو أكثر.. هؤلاء هم أساتذتي في بحوث الفقه والأصول.
وتتلمذت على يدي سماحة اية الله الشيخ جواد الآملي في الفلسفة، وسماحة آية الله الشيخ حسن زاده الآملي في بحوث الفلسفة والتفسير.

IMG_0020
ما أهم النتاجات العلمية لسماحتكم؟
بلطف الله تبارك وتعالى وتوفيق منه صدرت بقلمي في الفقه والاصول والتفسير بعض المجموعات والموسوعات، كموسوعة احكام الأطفال في ثمانية أجزاء وهي مجموعة كبيرة مهمة قارنت فيها بين فقه الإمامية والمذاهب الأربعة للعامة, عملت فيها لجنة من الفضلاء تحت إشرافي، وأنا علقت جميع مباحثها، وقد طبعت ستة أجزاء منها.
وكتبت تحقيقات جديدة في المباحث الفقهية، منها حول قاعدة لا حرج في جريان هذه القاعدة في المحرمات وعدم جريانها، إذ اثبتّ فيها جريان هذه القاعدة في المحرمات – طبعا الفقهاء يعتقدون بجريانها في الواجبات ولكن لم يلزموا في جريانها في المحرمات- ولإثبات جريانها في المحرمات آثار كثيرة.
ونشرت كتاباً يبحث في قاعدة الإلزام، إذ اعتقد أن أهم القواعد الفقهية في الفقه السياسي أو الفقه بين الملل هي قاعدة الإلزام، ولها آثار كبيرة لا سيما في هذا العصر الذي لا بد فيه من الارتباط بين أتباع المذاهب المختلفة، إذ يطرح سؤال في هذا الباب مفاده: هل مذهب أهل البيت(عليهم السلام) عنده طرح يخص كيفية معاملة أتباع أهل البيت مع غيرهم من أتباع كل دين؟ فنحن نعيش معهم ونأكل من طعامهم وهم يأكلون من طعامنا ويبيعون معنا، وقاعدة الإلزام تتكفل بكل هذه الأمور، لهذا أقول إن القاعدة ليست منحصرة بالتعبير الدارج بين الفقهاء(ألزِموا الناس بما ألزَموا به أنفسهم) بل لهذه القاعدة تعابير أخرى في الروايات وفي كتابي بينت ستة تعبيرات لهذه القاعدة، وعلى كل حال عندي رأي جديد بالنسبة لهذه القاعدة وأظن انه من عنايات الله تبارك وتعالى بي.
ولديّ مباحث حول الربا وبحث حول في الاجتهاد الشيعي وفي استنباط الأحكام فضلا عن مباحث أخرى.
هل هذه بداية للتعاون بينكم وبين العتبات والمؤسسات في العراق؟
نعم، نحن نعتقد بلزوم هذا الترابط بين المكتبات الموجودة في النجف الأشرف وحوزة قم المقدسة، ونعتقد بأنه في هذا الزمان يجب على الحوزة في قم المقدسة والنجف الأشرف الترابط الأكيد بينهما في المباحث العلمية والنشاطات العلمية وحل المشكلات الدينية، ففي هذا العصر نواجه -مع الشبهات الكثيرة- هجمة على الدين من الكفار من مختلف الاديان..
نحن نعتقد أن الإسلام هو دين العقل ودين المنطق، ولا يوجد في الإسلام حكم يخالف العقل والمنطق، ولكن لا بد من فهم مغزى أحكام الدين وحقيقتها، ولتحقيق ذلك يجب الترابط بين العلماء في هذا الزمان.
من وجهة نظركم، ما الذي يميز حوزة النجف الأشرف على باقي الحوزات في العالم؟
هذه الحوزة المقدسة من الحوزات القديمة التي خرّجت فقهاء أكابر في سابق الأيام، ونحن الى الآن نستفيد من تحقيقات فحولها السابقين، ولحوزة النجف الأشرف حق دائم على جميع الطلبة في أي نقطة من العالم، كما أن لحوزة قم المقدسة أيضا كبار الفقهاء والعلماء…
كل الشيعة يأملون ان يحضروا في النجف الأشرف وبخاصة أن حوزتها المقدسة تتشرف بجوار قبر أمير المؤمنين(عليه السلام) كما أن فيها الآن المراجع الكبار الحافظين للدين في هذا الزمان والحمد لله، طبعا نفس وجود المرجعية في حوزة النجف ووجود المرجعية في حوزة قم المقدسة يوجب ان يتوجه الناس الى هاتين الحوزتين.

IMG_0015
في الوقت الذي تتكاثر فيه الفتن في العالم الإسلامي والقتل على الهوية ما الذي يجب فعله ما هو دور العلماء لدرء هذه الفتنة؟
لا يوجد لدى الكفار طريق لوقوفهم في قبال الدين إلا عن طريق إيجاد الاختلاف بين الشيعة والسنة، طبعا يفترق الشيعة عن السنة في المسائل الاعتقادية والفقهية ولكن كتابنا واحد ورسولنا واحد وقبلتنا واحدة.
ولكن الأئمة المعصومين(عليهم السلام) قد أوصوا اتباعهم بالترابط بينهم وبين اهل السنة، ما يعني أن وجود الاختلاف الاعتقادي او الفقهي لا يصح أن يكون سببا للافتراق، فمسألة الاختلاف الفكري شيء ومسألة الأمل والتعايش في هذا الزمان شيء آخر، لا سيما مع وجود عدو مشترك للشيعة والسنة في هذا الزمان، واذا كان العدو واحداً فالعقل يحكم بأن من اللازم الارتباط بينهما لدفع العدو…
كلمة أخيرة توجهونها الى المسلمين؟
يجب ان يدرك الشيعة واهل السنة أهمية موقع الدين في هذا الزمان، ويجب عليهم ان يرتبطوا بعلمائهم اكثر مما سبق، والشيعة لا يصح ولا يجوز لهم أن يفعلوا غير ما هو مورد لتأييد العلماء. فوصية الأئمة المعصومين في زمن الغيبة تركز على التبعية للمجتهدين المتخصصين في امر الدين بالنسبة للمسائل الاعتقادية والعملية والسياسية، فاذا طبق الناس هذه الوصية فسوف نوفّق ان شاء الله.

 

نشر في الولاية العدد 77

مقالات ذات صله