الاعلام القرآني.. اصالة وتأصيل

holy quran for all

الشيخ حسن الصفار

القرآن الكريم هو المؤسس الأول الأصيل للمفاهيم والنظريات والقواعد في الدين الاسلامي، ليكون الخاتم للأديان لقيادة وهداية البشرية الى يوم يبعثون، ومنها الإعلام موضوع البحث.
ومن هذا المنطلق يمكن تقسيم الإعلام الى قسمين:
1. الإعلام الإلهي: الذي يصح ان يطلق عليه لفظ الإعلام الهادف حقيقة، وكل ما يخالفه فهو اعلام مضاد او مدعٍ، فمثلا عندما يخبرنا القرآن عما ستؤول اليه الامور المستقبلية، فان الشواهد ستقع حتما ويراها الانسان رأي العين، ومن ذلك قوله تعالى: (لَقَدْ صَدَقَ الله رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء الله آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا)[الفتح/27] فقد سبق الاعلام القرآني المشهد الواقعي بالصوت والصورة والشكل.
ويمكن ايجاز اصالة الإعلام القرآني بما يأتي:
أ. اصالة الانتساب الى رب الأرباب الحكيم العليم.
ب. أصالة المحتوى (الرسالة) وشموله المعارف الغيبية والحاضرة كافة.
جـ. استقامة الدلالة، إذ لا تفاوت في الشكل والمضمون الإعلامي، بخلاف اعمال البشر.
د. الكمال والإحكام، إذ لا يتطلب فهمه مراجعة وإضافات مستحدثة.
هـ. أنه ثابت لكل زمان ومكان.
د. أنه خاتم ومصدق للرسالات (السماوية) ورجالاتها، وهو بذلك يتحدى البشر أن يأتوا بمثل هذا الإعلام، وبخاصة أن رسالة القرآن الخاتمة تمثل كل القيم المتقدمة العالية المضامين.
ومن اهم مؤشرات نجاح الرسالة الاعلامية السماوية ان الكتب السماوية ما زالت مقدسة في ضمير الأجيال الى يومنا هذا، على الرغم من التطور المادي الهائل ومنظومات التواصل التقني المتسارع، بالاضافة الى بقاء الذكر العظيم لرجال تلك الرسالات اعني بهم الأنبياء (عليهم السلام).
وهكذا يتبين ان هذا فقط ما يجب ان نطلق عليه اسم الاعلام الذي ينظم حياة البشرية، ويكون هو المرجع والميزان لكل اعلام هادف.
2. الإعلام الشيطاني: الذي يمثل بكليته الإعلام المضاد للإعلام الإلهي بزعامة (ابليس). ومن ابرز معالمه:
أ. الاستكبار والعنصرية (قومية، عرقية..).
ب.الغواية والتضليل والافساد والكذب والنفاق: ، ليحرف الانسان عن فطرته ولتحقيق مكاسب مادية.

 

نشرت في الولاية العدد 78

مقالات ذات صله