اهتمام الغرب بالمعركة الفاصلة مع الإمام المهدي(هرمجدون)

imam__al__mahdi__ag_by_ameeralazawy-d57dqjr

حسن الظالمي

الملحمة الكبرى كما يسميها النبي(صلى الله عليه وآله) أو المعركة الفاصلة التي يخوضها الإمام المهدي(عجل الله فرجه) في عصر الظهور يسميها الغرب المسيحي بمعركة «هرمجدون» الفاصلة وكلمة «هرمجدون» كلمة عبرية مكونة من مقطعين: «هر» بمعنى جبل «ومجدون» اسم وادٍ في فلسطين.. وتعرف مجدون الآن باسم (تل المتسلم) وكلمة «هرمجدون» بمعنى جبل مجدون (عودة المسيح المنتظر/ ص66).

 

وقد كثر الحديث في نهاية القرن الماضي وبدايات القرن الحالي عن هذه المعركة، وأخذت وسائل الاعلام الغربي تبث برامج منظمة عنها، فتقول الكاتبة الأمريكية جريس هارسن في كتابها النبوءة والسياسة: (أظهرت دراسة لمؤسسة (سن لنسن) نشرت في اكتوبر/ 1985 أن واحداً وستين مليون امريكي يستمعون بانتظام إلى مذيعين يبشرون على شاشات التلفزيون الامريكي بقرب وقوع معركة «هرمجدون»، وبأنها ستكون معركة نووية، وأن الشعوب المسيحية يجب ان تستعد لخوض هذه المعركة الرهيبة)(معركة «هرمجدون» وعودة المسيح/ ص65).
وفي استطلاع للرأي أجراه الواعظ الأمريكي (هول لندساي) اثبت أن: 72% من المسيحيين الامريكيين أكدوا انهم يعتقدون أن الحرب قادمة، وستؤدي عاجلاً ام اجلاً إلى وقوع معركة «هرمجدون»(معركة «هرمجدون»/ ص44).

كما اسهم بعض الساسة الامريكان بهذا التصعيد، كما هو الحال في عهد الرئيس الاسبق للولايات المتحدة (ريكَان) الذي صرّح خمس مرات باعتقاده بقرب حلول معركة «هرمجدون».

نصوص من الكتاب المقدس:
ويجيء هنا الاهتمام متناغماً مع نصوص من الكتاب المقدس المتداول اليوم(الانجيل)، إذ ورد فيه ذكر لهذه المعركة، فقد جاء في (سفر الرؤيا / ص 16): (لقد شهد هذا المكان عدة حروب وقد دمرت المدينة واعيد بناؤها في غضون عشرين عاماً، وتوجد هذه المدينة حالياً التي كانت احدى أهم مدن سليمان والملك آخاب على انقاض المدينة القديمة وتحمل نفس الاسم «هرمجدون» والتي كما يقول البعض: ستشهد يوم حساب الرب لهذا العالم) (معركة هرمجدون/ ص93).
ويقول الكاتب (مال لنديسي) في كتابه (كوكب الارض العظيم الراحل) :(هناك في تاريخ الكتاب المقدس معارك دامية لا تعد دارت رحاها بهذه المنطقة، ويقال: ان نابليون قد وقف بهضبة مجدو ناظراً إلى الوادي متذكراً هذه النبوءة وقال: جميع جيوش العالم باستطاعتها ان تتدرب على المناورات للمعركة التي ستقع هنا)( ن.م/ ص96).
أما (كارلوتاجيزن) فإنه يربط بين هذه المعركة والاحداث التي تدور على الساحة الدولية فيقول: ان معركة «هرمجدون» هي معركة دينية بين الاسرائيليين والمسيحيين والمسلمين، والاحداث التي تدور في العالم وبصفة خاصة منذ عام 1991م تمهد المسرح الدولي لمعركة «هرمجدون»، كما وان المسائل والقضايا الراهنة تشير بوضوح إلى ان هذه المعركة ستحدث عن قريب) (نفس المصدر/ ص114).
وقد صرّح القس (بيلي جراهام) عام 1977 بأن العالم يتحرك بسرعة نحو معركة «هرمجدون»، وان الجيل الحالي سيكون آخر جيل في التاريخ، وان هذه المعركة ستقع في الشرق الأوسط. (عودة المسيح/ ص61).

المسلمون وهذه المعركة:
يرى المسلمون انه قد ورد ذكر لهذه المعركة والمعركة التي تسبقها في الاحاديث المروية عن النبي محمد(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته(عليهم السلام) التي تذكر المراحل النهائية لحركة الإمام المهدي(عجل الله فرجه) في آخر الزمان، إذ يقول الشيخ الكوراني: (بعد هلاك قوات السفياني في الحجاز، والهزيمة التي تمنى بها على يد رايات الشرق في العراق تعود المعركة إلى ساحتها الاساسية «بلاد الشام» استعداداً لأكبر معارك المنطقة في احداث الظهور، معركة تحرير القدس التي يمتد محورها من دمشق إلى طبرية فالقدس)(الممهدون للمهدي/ ص56).
ولقد أوردت المصادر الشيعية والسنية أحاديث معركة المهدي الكبرى هذه، وان طرفها المباشر هو السفياني ومن خلفه اليهود ودول اوربا، ويمتد محورها من انطاكية إلى عكا، اي على طول الساحل السوري اللبناني الفلسطيني ومن ثم إلى طبرية ودمشق والقدس.
وفيها تحصل هزيمتهم الكبرى الموعودة (الممهدون للمهدي/ ص55)، وتورد الروايات ان الإمام المهدي(عليه السلام) يعقد بعد هذه المعركة هدنة مع الروم مدتها سبع سنين، ويبدو ان النبي عيسى(عليه السلام) يكون وسيطاً فيها، فيغدر الروم وينقضونها ويأتون بثمانين راية (فرقة) في كل راية اثنا عشر ألف رجل، وتكون هذه هي الملحمة الكبرى التي وصفها النبي محمد(صلى الله عليه وآله) التي يقتل فيها الكثير من اعداء الله تعالى، وقد وصفت بانها الملحمة العظمى أو مأدبة مرج عكا أو مأدبة السباع وطيور السماء من لحوم الجبارين.( الممهدون/ ص56).
وجاء في عقد الدرر للمقدسي الشافعي عن معاذ بن جبل عن النبي(صلى الله عليه وآله) انه قال: (الملحمة العظمى وفتح القسطنطينية وخروج الدجال في سبعة أشهر) (عقد الدرر/ ص270)، وعن ابي الدرداء: (انه سمع رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: يوم الملحمة الكبرى فسطاط المسلمين بأرض يقال لها الغوطة، فيها مدينة يقال لها دمشق) (عقد الدرر/ ص270).
وورد في بشارة الإسلام ص251: عن الإمام الصادق(عليه السلام): ثم تسلم الروم على يديه فيبني لهم مسجداً ويستخلف عليهم رجلاً من اصحابه ثم ينصرف)( بشارة الإسلام/ 251) وهذا يدل على ان الروم لا ينهزمون فقط في المعركة بل يسلمون ايضاً ويدخلون في دولة الإمام المهدي المرضية.
وإذا كان الغرب المسيحي يولي هذه المعركة كل هذا الاهتمام فإن غالبية الشرق العربي المسلم لا يكاد يعرف عن هذه المعركة شيئاً وهو لاهٍ عنها تماما.

 

نشرت في الولاية العدد 79

مقالات ذات صله