الوصف التشريحيّ للحَنْجَرة

 

4692-1

احمد جاسم النجفي

الحنجرة عضو غضروفي يقع في مقدمة الرقبة (أعلى الرقبة) من اسفل العظم اللامي، وهي لدى الرجل أكثر بروزاً في الرقبة مقارنة بالمرأة.
والحنجرة عضو رئيس في الجهاز التنفسي، وتعمل كصمام أمان لمنع تسرب الاكل أو الشرب في اثناء البلع إلى القناة التنفسية، فضلا عن أنها عضو أساس لعملية الكلام، إذ يتم فيها اهتزاز الحبال الصوتية بمرور الهواء من الرئة في عملية الزفير.

 

الوصف التشريحي للحنجرة :
تتكون الحنجرة من غضاريف فردية عدة هي: الغضروف الدرقي، والغضروف الحلقي، وثلاثة غضاريف زوجية هي: الغضاريف القرنية، والغضاريف الاسفينية، والغضاريف الارتينويدية.
وتتصل هذه الغضاريف بأربطة عدة (يبطنها من الداخل غشاء مخاطي) وعضلات، وهي تعمل على تقريب أو ابعاد الحبال الصوتية في أثناء الشهيق أو الزفير، وكذلك في أثناء البلع أو الكلام، كما يوجد عند مدخل الحنجرة غضروف مغطى بغشاء مخاطي يسمى لسان المزمار يتحرك ليقفل الحنجرة عند بلع الطعام، وعلى السطح الداخلي للحنجرة يوجد بروزان على كل ناحية، يسمى البروزان العلويان بـ(الحبلين الصوتيين الكاذبين) ويسمى البروزان السفليان بـ(الحبلين الصوتيين الحقيقيين) وتتحكم هذه الحبال الصوتية في نغمة الصوت بوساطة الشد والارتخاء، ويقوم بذلك عضلات صغيرة متصلة بغضاريف الحنجرة.
وظائف الحنجرة :
هي عضو مهم وحيوي بالنسبة للتنفس والبلع، إذ إنها تعمل كصمام أمان لمنع دخول الأكل والشرب إلى الرئتين في أثناء البلع، ومنع دخول أي أجسام غريبة، و هذه هي الوظيفة الوحيدة للحنجرة في بعض الحيوانات، إلا أنها تكتسب صفات أخرى لكي تقوم بوظائف إضافية مهمة في الإنسان والحيوانات العليا، إذ أن القدرة على الكلام تقوم اساساً على إصدار الصوت عن طريق الأداء الوظيفي السليم للحبال الصوتية.
واجمالاً يمكن تحديد وظائف الحنجرة في (التنفس والبلع والكلام والسعال لطرد البلغم من الرئتين وتثبيت القفص الصدري ـ حتى تتمكن عضلات الساعدين والصدر من اداء دورها الوظيفي بكفاءةـ والمساعدة على زيادة ضغط الهواء في منطقة البطن عند اغلاق الحنجرة كما يحدث في حالات الحزق عند الولادة أو عند التبرز).
الصوت:
يؤدي الصوت وظائف عدة، فهو وسيلة اتصال وتفاهم كما انه يبين الحالة النفسية للمخاطِب، فضلا عن انه قد يبين الحالة الصحية له، سواء الحالة العامة أم حالة الجهاز التنفسي.
ويصدر الصوت من الحنجرة من خلال تحرك الحبال الصوتية انقباضاً وانبساطاً بطريقة سلسلة. فيأخذ الإنسان شهيقاً عميقاً وتقوم الحبال الصوتية بالتلامس، ثم تنقبض عضلات الصدر والبطن فيخرج الهواء من بين حبلي الصوت وتحدث لهما الذبذبة التي ينتج عنها الصوت، وبتغيير درجة انقباض الحبال الصوتية والتغيير المناسب في الطول والتوتر تحدث الاختلافات في نبرات الصوت.
وبالنسبة لقوة الصوت، لابد من توفر الطاقة (وهي كمية الهواء المخزون بالرئتين) مع سلامة حبلي الصوت والغشاء المخاطي المبطن لهما، والالتقاء الناعم بين حبلي الصوت، ومع استمرار الكلام ونفاذ تلك الطاقة، يخفت الصوت شيئآ فشيئاً.
ولكي نتمكن من استمرار الكلام في نفس واحد، فإننا نعوض هذا الخفوت بالحركة العنيفة للحبال الصوتية، ولكي نستعيد القدرة على الكلام لا بد أن نكف عنه من اجل أن نتمكن من أخذ شهيق.
أما بالنسبة لسلامة الصوت ونقائه فهذا يستلزم تلامس حبلي الصوت بنعومة مع حركة سلسلة وسلامة الغشاء المخاطي، بمعنى أن أي خلل في هذا يؤدي إلى تغيير في نبرة الصوت وظهور بحة الصوت، وفي المعتاد تكون البحة مصاحبة لضعف الصوت إلا أنه أحياناً يظهر كل منهما منفردا، وذلك في بعض مراحل امراض الحنجرة .
صعوبة البلع وصعوبة التنفس:
إن الحنجرة تغلق أثناء البلع وتتحرك للأعلى، وتتمثل صعوبة البلع الناجمة عن أسباب في الحنجرة في حدوث شرقة لعدم عمل صمامات الحنجرة بكفاءة، أو لثبات الحنجرة في مكانها وعدم قدرتها على التحرك إلى أعلى في أثناء البلع، ويكمن العلاج بالتعامل مع السبب.
وإذا حدث أي ضيق في مسار هواء التنفس خلال الحنجرة يؤدي ذلك إلى صعوبة في التنفس مصحوبة بصوت عال مثلما يحدث عند مرور الهواء من خلال ثقب ضيّق، وهذا الصوت يميز صعوبة التنفس الناجمة عن ضيق في الحنجرة والقصبة الهوائية، وهو يختلف عن الصوت الذي يصدر نتيجة أسباب أخرى مثلما يحدث في أمراض الرئة و أمراض القلب أو الإجهاد أو السمنة المفرطة .
وقد يحدث الضيق فجأة وبسرعة، ويصحو المريض على نوبة شرقة وسعلة وضيق في التنفس نتيجة التهاب حاد في الحنجرة، وقد يحدث الضيق ويزداد تدريجيا نتيجة تليّف أو وجود ورم حميد أو خبيث، أو حدوث خلل في التغذية العصبية للحبال الصوتية.
وعلاج تلك الحالات يحتاج إلى التدخل السريع باستنشاق الأوكسجين لإزالة السبب، إلا أنه أحياناً لا بد من التدخل الجراحي العاجل لإنقاذ حياة المريض، وذلك بعمل فتحة (شق) في القصبة الهوائية، ثم تستكمل مراحل العلاج المعتادة بعد عبور تلك الأزمة.

نصائح عامة لوقاية الحنجرة:
يمكن إيجاز النصائح العامة لـلمحافظة على الحنجرة بالاتي:
– تجنب التنفس من الفم، لأن له تاثير مباشر وضار على الحنجرة، إذ يمر تيار الهواء البارد أو الساخن الجاف أو الرطب و المحمل بكل ملوّثات البيئة على الحلق والحنجرة مباشرة، فيؤدي ذلك إلى الالتهاب وما ينتج عن هذا من أعراض مثل بحة الصوت والاحساس بالجفاف والسعال وما شابه .
– الابتعاد عن التدخين والملوثات البيئية من أدخنة وكيمياويات وأتربة وما شابه .
– استعمال الصوت بطريقة سليمة وغير مجهدة للحبال الصوتية، ومراعاة ذلك بخاصة في المهن التي يعتمد أفرادها على استعمال الصوت لفترات طويلة مثل المحامي والواعظ وسيدة البيت عند تعاملها مع أولادها .
– العلاج السريع والمناسب لأي التهابات تحدث في الحنجرة مثل نزلات البرد .
– العناية بالصحة العامة للجسم بشكل عام، والاهتمام بسلامة الأنف والحلق والتأكد من الأداء الوظيفي السليم لهما بشكل خاص .
إذ إن هذا يضمن استمرار تكييف الهواء ليصل إلى الحبال الصوتية بصورة طبيعية ونقية، وكذلك عدم استنشاق ميكروبات أو افرازات صديدية متساقطة من الانف أو البلعوم .
– الابتعاد عن العلاج الهرموني، ويجب ألا يتم هذا إلا تحت إشراف طبيب متخصص في هذا الشأن، حتى لا تفقد الحنجرة طبيعتها وبخاصة عند المرأة .

 

نشرت في الولاية العدد 79

مقالات ذات صله