كيف تفكّر بشكل خلّاق؟

Basic CMYK

رياض الخزرجي

يعتقد الكثيرون أنّ التفكير الخلاق مختص بالعلوم الطبيعية كالهندسة والفن والأدب، أي ما يتعلق بالاكتشافات العلمية الحديثة كاكتشاف الكهرباء أو اكتشاف اللقاحات الطبية أو اكتشاف طرق الوصول إلى الفضاء.
ومع أن هذه الاكتشافات تعد جزءً لا يتجزأ من التفكير الخلاق، ولكنها ليست كل شيء فيه، فالتفكير الخلاق يشكل دائرة واسعة تشمل أدق تفاصيل الحياة الإنسانية، فإذا استطاع مجموعة من الأهالي تحويل حيهم الذي يقطنون فيه إلى حديقة جميلة تسرّ الناظرين، فهذا ناتج من نتائج التفكير الخلاق لهؤلاء الأهالي.

 

وباختصار فالتفكير الخلاق عبارة عن إيجاد الطرائق الناجحة لانجاز أمور الحياة المختلفة، ويمكن لكل إنسان أن يشعر بلذة التوفيق في جميع شؤون الحياة من خلال استخدام الطرائق المثلى في انجاز امور الحياة بشكل أفضل.
والسؤال المهم الذي يطرق اذهاننا في هذا المجال هو: ماذا نفعل لتوسعة وتقوية مساحة التفكير الخلاق؟
ويمكن الإجابة عن هذا التساؤل بعرض خطوات عدة، أولها: الاعتقاد بانه لا يوجد شيء مستحيل التطبيق، وهذه حقيقة يجب أن يعتقد بها كل إنسان على طول مسيرته، فهذا الاعتقاد يساعد على إيجاد أفضل الطرائق الخلاقة للانجاز.
فالاعتقاد الراسخ بإمكانية انجاز هذا العمل أو ذاك سيمهد الطريق لإيجاد الحلول المناسبة.
ولنكون موفقين في تفكيرنا بحيث يوصلنا هذا التفكير الى نتائج موفقة ما علينا إلاّ أن نتبع هذه الخطوات:

1- الإرادة القوية للنجاح:

بعض الناس يحدث نفسه بالإخفاق والفشل دائما، فتراه يندب حظّه ويشتكي من انه «لا يستطيع» و «غير قادر» و «لا يملك التجربة الكافية» و «غير موفق في الاختيار»، فتلقين النفس بهذه الأفكار مؤدّاه إغلاق تفكير الإنسان ومنعه من الوصول الى تحديد أهدافه في هذه الحياة.
وفي واقع الأمر فإنّ الإنسان قادر «بما أعطاه الله من قدرات» على إنجاز أصعب الأعمال في حياته، ولا وجود لسوء الحظ وما شابه.
فبعض الشباب نجدهم يتركون المدرسة لاخفاقهم فيها، ويمتهنون بعض الأعمال فيواجهون الاخفاق نفسه، ولكن بعد هذه التجربة يعودون الى مقاعد الدراسة من جديد، ليجتازوا الامتحانات بموفقية عالية، والسبب في ذلك صقل الإرادة التي جعلتهم يفكرون بطريقة أخرى قادتهم الى النجاح.

2- تحديد الهدف في هذه الحياة، فالإنسان الذي لا يعلم ما هي وجهته سوف لا يصل الى أي جهة.. ولكن أيّ هدفٍ ننتخب؟
الجواب: علينا ان ننتخب الأهداف التي تقع في مرمى قدراتنا وقابلياتنا الشخصية لنستطيع تحقيقها بأسرع وقت ممكن.

3- الإيمان بالنفس وبقابلياتها يجعل تفكيرنا خلاقاً وتخطيطنا ناجحاً، فإن لم نؤمن بأنفسنا فلن يؤمن أحد بنا، فعلينا أن نكون إيجابيين مع أنفسنا ولكن بالقدر الذي لا يوصلنا إلى الغرور والتعالي على الآخرين.

4- حب الخير للآخرين والابتعاد عن الأنانية من العوامل التي تجعل الإنسان يبني أفكاراً خلاقة فيها فائدة للمجتمع ولنفسه، أمّا إذا كان الإنسان أنانياً لا يريد الخير للآخرين فسوف يغلق باب التفكير عنده لعدم امتلاكه الأرضية المناسبة للتفكير الصالح.

5- الإخلاص: فالإنسان الذي يتمتع بإخلاص في كل شيء يجعله يتفانى في العمل والتخطيط لما هو أفضل ليترجم هذا الإخلاص في أي مجال شاء إلى واقعٍ عملي، وما نراه من تقدم في بعض المجتمعات ليس سوى نتيجة طبيعية لإخلاص ابنائها لأوطانهم ومجتمعاتهم.

6- الاحتكاك بالمجتمعات الأخرى المتقدمة: ونعني بها المجتمعات المتقدمة علمياً وثقافياً، مما يثير في الإنسان روح المنافسة ويوقد في نفسه وعقله وقلبه روح التفكير الخلاق، ليصل إلى ما وصلت اليه هذه المجتمعات من تقدم وازدهار.
وكل هذه الموارد إذا ما سعى لها الإنسان فسيكون كتلة وهّاجة من التفكير الخلاق الذي من خلاله يبني نفسه ومجتمعه بناءً رصيناً يشار اليه بالبنان.

 

نشرت في الولاية العدد 79

مقالات ذات صله