المهندس د. رؤوف الأنصاري: قدّمنا نواة مشروع تطوير النجف الأشرف وتوسعة العتبة العلوية وهو اول مشروع يقدم بهذا الشأن

adad

رياض الخزرجي

فن العمارة الإسلامية يحتل موقع الصدارة في الموروث الفني الاسلامي، وفضلا عن اقترانه بالأماكن المقدسة لما تتمتع به من منزلة رفيعة فهو يجتذب عشاق الفن والجمال من كل بقاع الأرض، حتى بات هذا الكيان الجمالي فنا قائما بذاته له متخصصون عارفون بسبل تكوينه وتأهيله ممن كرسوا حياتهم في البحث والتنقيب عن تصاميمه وأشكاله الفنية.
ومن الباحثين المتخصصين بهذا الجانب الرائع المهندس المعماري د. رؤوف الانصاري الخبير في العمارة الاسلامية، الذي ذاع صيته على نطاق عالمي، فاشتهر بمؤلفاته المختصة بالتراث والعمارة الإسلامية .
«الولاية» اغتنمت فرصة وجود هذا المبدع العراقي في رحاب العتبة لتفتح صفحاتها له، لتسقط الضوء على محطات من مشروعه المعماري الكبير في المرقد العلوي الشريف.. فكان معه هذا الحوار.

 

– متى انطلقت مشاريع التعاون بينكم وبين العتبة العلوية المقدسة؟
في الواقع تعود علاقتنا الى عام 2006م عندما قدّمنا نواة مشروع لتطوير مركز مدينة النجف الأشرف وتوسعة العتبة العلوية المقدسة وكان هذا اول مشروع يقدم في المدينة بهذا الخصوص، وكان هذا المشروع نواة للمشاريع التي قدمت لاحقا.
والمشروع الذي قدمناه كان تطويرا لمنطقة مدينة الزائرين وتطويرا لمنطقة السوق الكبير ومنطقة السور، وكان هذا المشروع موضع إعجاب بالنسبة لمراجع الدين (دام ظلهم الوارف)، اما بالنسبة لمشروع صحن فاطمة فكان المشروع الذي قدمته نواة لمشاريع لاحقة اعتمدت عليه.

– هل هناك افكار تطويرية للمرقد العلوي الشريف نفسه؟
المرقد بحاجة الى صحون أخرى خارجية ترتبط به بوساطة البوابات الخارجية، وللمرقد صحن من جانب باب الطوسي وصحن من جانب شارع الرسول فيكون لدينا أركان اربعة: ركن صحن فاطمة والركن الأمامي للسوق الكبير وصحنان على جانبي المرقد من شارع الرسول وشارع الطوسي.

– ما هدفكم الرئيس من زيارة العتبة العلوية؟
الهدف الرئيس هو تعاوني مع الأخ الاستشاري المهندس غني سعدون لتقديم تصاميم مشروع المدينة الإعلامية مدينة الإمام علي(عليه السلام) وقد نالت هذه التصاميم استحسان جميع من اطلع عليها.
ولقد ثبت المشروع بتصميمه النهائي والجميع وافقوا عليه حتى وزارة التخطيط والحمد لله، وبعد انتهاء التصاميم -أي بعد اربعة اشهر أو أكثر قليلا- تبدأ عملية التنفيذ بإحالته الى الشركة.

ما ابرز السمات التي سيتضمنها تصميم المدينة الاعلامية الخاصة بالعتبة العلوية المقدسة؟
قد يعتقد للوهلة الأولى ان هذه المدينة الإعلامية عبارة عن منشآت لقناة تلفزيونية وفندق وقاعة مسرح، وفي الواقع لقد صمّمنا المجمع مراعين انطباع الداخل اليه ليشبه عمارة جامع السهلة وجامع الكوفة من خلال تكريس جمالية العمارة الإسلامية، وان روحية التصميم مأخوذة من جامع السهلة وجامع الكوفة وصحن أمير المؤمنين(عليه السلام) وصحن فاطمة، فهذا المشروع هو امتداد حركة انسيابية بدأت من جامع الكوفة الى ان وصلت الى الشارع الحولي.

– كيف تستطيعون الدمج بين التحديث وتوسعة العتبة مع الحفاظ على الاجزاء التراثية في المدينة القديمة، كالسوق الكبير مثلا؟
تعلمون ان صورة السوق قد تشوهت الآن عما كانت عليه في السابق، فالسقف الآن ليس هو السقف القديم، ففي الوقت الحاضر سقف السوق الكبير عبارة عن الواح معدنية وبناؤه فيه تشققات كبيرة، وهو في الماضي كان يخدم آلاف الزائرين, اما في الوقت الحاضر فهو يسير باتجاه آخر، فلا يستطيع بوضعه اليوم أن يقدم تلك الخدمة، وعلى هذا الاساس لابد لهذه المنطقة من ان تنفتح بإزالة السوق الكبير الذي يقف عائقا دون تطوير مركز مدينة النجف الأشرف والانفتاح على المرقد الشريف. .
أما البنايات الدينية والمناطق التراثية فيه فهناك العديد من الحلول لها منها ان تبقى هذه المباني في الصحن الجديد الذي سيمتد من ساحة الميدان الى المرقد الشريف.

– هل كان لكم حديث مع تجار السوق الكبير المعنيين بشكل مباشر بهذا الأمر؟
تكلمت مع التجار في ندوة أعدت لهذا الغرض وقلت لهم ان التصميم الجديد عبارة عن صحن يؤدي من ساحة الميدان الى المرقد الشريف، وعلى جانبي الصحن ستكون هناك سوقان، كل سوق عرضها 9 أمتار والدكاكين التي بها ستعوض محلا بمحل، وقد انتهى الحديث بموافقتهم، وقد بينت ان الأماكن التراثية سوف تبقى بنفس الاسم ويعاد بناؤها على الطراز نفسه، وهذه الحلول الواقعية قد تم تنفيذها في أماكن أخرى.
كلمة أخيرة توجهونها لأصحاب المحلات التجارية وأصحاب الفنادق المحيطة بصحن أمير المؤمنين(عليه السلام)؟
انصحهم بأن يفكروا بهذه المدينة اكثر مما يفكرون بمصلحتهم الشخصية لان مرقد الإمام علي(عليه السلام) يستحق من أهل المدينة الكثير، وتطوير المدينة هو لصالح التجار بالذات وبالدرجة الأساس، لأنه عندما تبنى اسواق جديدة على الطراز الإسلامي مكيفة ومزينة بالقاشان والرخام فسيزيد من رواج حركة السوق وإزدهار تجارته.

 

نشرت في الولاية العدد 80

مقالات ذات صله