المدينة الاعلامية في العتبة العلوية.. اكبر مشروع إعلامي في الشرق الاوسط

1 001

علي الوائلي

ما ان يمر ذكر اسم مدينة النجف الأشرف حتى تجتمع أمامه صور متعددة تحكي ماضي هذه المدينة المقدسة وتاريخها الذي يمتد الى عمر تاسيسها.
تلك المدينة التي تضمّ جسد ابن عم رسول الله وأجساد الأنبياء والأولياء والعلماء، حتى جاءت اليومَ لتمزج عبق الماضي بالحاضر لتعلن نفسها بانها مثوى وليد الكعبة ومدينة العلماء والمفكرين ومهد الحركات الادبية والعلمية والدينية لتزيل بذلك ستار الأزمنة الغابرة وتكشف عن مكنوناتها وكنوزها وآثارها وما سطرته من ملاحم ومواقف جهادية.
وذلك من خلال مشروع المدينة الاعلامية الذي اطلقته العتبة العلوية المقدسة ليكون الاكبر من نوعه في الشرق الاوسط.

 

تعمل العتبة العلوية المقدسة على انشاء المدينة الاعلامية العلوية المقدسة لنشر الخطاب الإسلامي وما جاء به النبي الأكرم محمد(صلى الله عليه وآله) وما انطلقت به مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) من فكر وعلوم، إذ يعد هذا الصرح من المشاريع الاستراتيجية الفريدة على مستوى العراق والوطن العربي، نظرا للميزات الفريدة والضخمة التي يتمتع بها هذا الصرح العمراني والإعلامي الكبير .

مشروع ريادي يشرق بفكر علي(عليه السلام):
بيّن الدكتور علي حجي عضو مجلس ادارة العتبة العلوية المقدسة والمشرف على قسم الإعلام في العتبة العلوية المقدسة ان اقامة المدينة الإعلامية سيكون بابا مفتوحا لكل الإعلاميين الذين يبثّون الكلمة الصادقة والنبيلة لخدمة الإسلام والمسلمين على نهج مذهب أهل البيت(عليهم السلام).
وأضاف: ان تصاميم المدينة الإعلامية قد وضعها المهندس المعماري الكبير الاستاذ رؤوف الأنصاري اذ لم يسبق للعراق والمنطقة ان صمم فيها مثل هذه المدينة بهذا الحجم الكبير.
فالعتبة العلوية بهذا المشروع الضخم خطت خطوات متقدمة بهذا المشروع الريادي لاحتضان كل الإعلاميين الذين سيوظفون خطب وكلمات أمير المؤمنين في رسالة هذه المدينة الإعلامية الكبيرة.

 

3 001

نقلة نوعية وتاريخية :
ان التاريخ الطويل والمجيد الذي تمتلكه هذه المدينة المقدسة يحتاج لواجهة مشرقة تليق به تنفتح على العالم.
والى ذلك يشير الإعلامي الأستاذ فائق الشمري مسؤول قسم الإعلام في العتبة المقدسة قائلا: ان انشاء المدينة الاعلامية يعد نقلة نوعية وتاريخية في سفر هذه المدينة التي لها عمق في التاريخ، وهذا الثقل الحضاري الكبير يضعنا أمام مسؤولية جسيمة وعبء خطير لنقل صورة هذا الارث الضخم الى العالم ليطلع على هذه الكنوز الفكرية وهذا التراث القيم، لذلك فان خطوة إنشاء مدينة إعلامية في هذه المدينة هي مفصل ونقطة تحول ليعرف القاصي والداني ما لهذه المدينة من مكانة.
وأوضح الشمري ان المدينة الاعلامية ستكون نقطة اشعاع تبث كل النتاجات الفكرية والعلمية فضلا عما يدور في العتبة العلوية من انجازات ونشاطات، فهذا المكان هو موضع اهتمام ومحل نظر جميع محبي أهل البيت(عليهم السلام) في العالم، وهي محط قلوب كل من يريد أن يغترف من ارث ثقافة الإسلام الاصيل.

مدينة إنسانية للعالم أجمع :
ان هذا المشروع كبير ولا يقتصر دوره على العتبة العلوية وإنما يتعداها الى أماكن أخرى، وذلك لأن النجف الأشرف هي مدينة عالمية لا يقتصر دورها ولا تقف حدودها عند مدينتها المقدسة فحسب، إنما هي مدينة للعالم والإنسانية أجمع، ذلك ان مشرفها أمير المؤمنين صاحب المقولة التي تتحدث عن تآخي الانسان للإنسان (إما أخٌ لك في الدين أو نظيرٌ لك في الخلق) .
من هنا تنطلق أممية وعالمية وإنسانية مدينة النجف الأشرف وستكون المدينة الإعلامية هي المكمّل الحقيقي لهذا الدور.
فهذه المدينة الإعلامية ستحدد نوعية الخطاب الإعلامي وستوحده وستكون هناك مفردات مشتركة كلها تصدح وتلهج بمنهج واحد هو منهج أهل البيت(عليهم السلام) وهذا الخط سينقل رسالة وخطاباً يجسدان ثقافة السلم والتعايش مع الآخر فضلا عن ثقافة بناء الإنسان داخليا وخارجيا ليصبح الأداة الأساسية للبناء والإصلاح.

003

الإعلام وسيلة خطاب عالمية:
المثقفون والباحثون رحبوا بهذه المبادرة التي تعيد الى النجف الأشرف دورها الريادي بما خطته للعالم من أسس في التسامح والمحبة والإخاء، لذا يكون لزاما توضيح ونشر خطابها النابع من مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) الى العالم.
فمن جانبه بيّن الدكتور عباس العبودي المستشار في جامعة الكوفة ان: الإعلام وسيلة التخاطب العالمية ونحن نشجع على أن تكون لدينا مدينة إعلامية بهذه المواصفات وهذا الموقع، إذ ستشع للعالم بفكر محمد وآل محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) كما يحدثنا الامام الصادق(عليه السلام): (حدثوهم بمحاسن قولنا فلو عرفوا محاسن قولنا لاتبعونا).
ومن خلال هذه المدينة يمكن أن نعكس للعالم اشعاعا جديدا أراد الله سبحانه وتعالى ان نخاطب به العالم: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ الله أَتْقَاكُمْ إِنَّ الله عَلِيمٌ خَبِيرٌ (الحجرات/13).
بهذا الخطاب الإعلامي إن شاء الله ستنهض مدينة النجف الأشرف والعتبة العلوية لتخاطب العالم بالروح الإنسانية، لنعلّم تآخرين ان خطاب محمد وآل محمد هو خطاب الأمن والاستقرار والمحبة والسلام.
وبين الدكتور عقيل عبد ياسين رئيس جامعة الكوفة قائلا: هنا يبدأ الخطاب الإعلامي ولن تصل تلك الصورة التي نريد إلا من خلال الإعلام ليروا بأم أعينهم ما تحوي هذه المدينة العظيمة الشأن من كنوز، فهناك الكثير ممن قرؤوا عن النجف الاشرف ولكن لم يشاهدوها ولم يتعمقوا بتراثها وتاريخها، ونحن بأمس الحاجة لهكذا مشاريع لما تحمله هذه المدينة من دور ريادي في العالم.

مواصفات فريدة وطموح بلا حدود :
وضعت للمشروع امكانيات وخبرات متطورة لإنجاحه على مساحة تشغل عشرين ألف متر مربع كما جاء على لسان المهندس علاء دوش مسؤول الشؤون الهندسية في العتبة العلوية المقدسة الذي أوضح قائلا:
هذا المشروع يقع في الجنوب الشرقي للعتبة العلوية أي في مدخل النقطة 66 من الشارع الحولي، ويضم أبنية رئيسة منها قاعة اجتماعات تتسع لألفين وخمسمائة شخص، وفندقا بخمس نجوم فضلا عن برج يضم ما يقارب عشرين طابقا مجهزا باستديوهات مع مستلزماتها المتطورة كافة، وسيكون له امتياز خاص تمتاز به العتبة العلوية المقدسة.
وتحتوي المدينة على مرآب متعدد الطوابق، وقاعات تتسع لـ(ثلاثمئة – سبعمئة) شخص.
وسيدرج هذا المشروع ضمن الخطة الاستثمارية. وأضاف دوش قائلا: ان هذا المشروع يندرج ضمن مشاريع العتبة العلوية الخاصة بموازنة عام 2014 وبرعاية الوقف الشيعي.
واكد قائلا: لأهمية هذا المشروع العملاق ولأنه من المشاريع الفريدة في العراق فقد أحيل الى مكتب استشاري دولي مختص في هذا المجال، وقد اختير هذا المكتب بعد دراسة دقيقة جدا، إذ رشحت مكاتب استشارية عدة تم عرضها على مجلس الإدارة وعلى كادر هندسي متخصص بهذا الشأن ليقع الاختيار أخيرا عليه.
وستكون مدة انجاز المشروع ثلاث سنوات.

 

نشر في الولاية العدد 81

 

مقالات ذات صله