زيارة الأربعين مسيرة الكرامة والتحدي

OR9A5729

تحقيق: علي كريم

ملايين المؤمنين توافدوا على قبلة الاحرار في كربلاء الثائرين ليزوروا مرقد ابي عبد الله الحسين عليه السلام حيث تعددت اللهجات واختلفت الجنسيات والثقافات في هذا الحشد المليوني الكبير الا انهم قد توحدوا بحب الحسين، فهدفهم واحد وغايتهم سامية لينتهلوا من سيرة سيد الشهداء وليستنهضوا معالم ثورة الامام وليترجموا حقيقة المقولة المشهورة لبيك ياحسين حينما نادى عليه السلام يوم الطف الا من ناصر ينصرنا فما من طريق الا وفيه الشيخ الكبير والطفل والنساء والرجال ومن دول شتى تسير مشيا على اقدامها لتصل كربلاء المقدسة واما الاخرون فانهم قاموا بنصب المواكب لخدمة هذه الملايين فتنوعت الخدمات وكلها تصبو الى هدف واحد وهو شفاعة الامام الحسين يوم القيامة.
مجلة الولاية استطلعت عددا من اراء الزائرين والمشاركين في الخدمة لهذه المسيرة المليونية واهميتها ولمعرفة مشاعرهم وانطباعاتهم, حيث اوضح الزائر الحاج عبدالله سمير من محافظة البصرة «ان هذه المسيرة تمثل تحديا لاعداء الانسانية لان الامام الحسين عليه السلام جاء للانسانية جمعاء ولم يقتصر على طائفة معينة وان هذه المسيرة تغضب الكافرين والنواصب لانها ثورة الحق على الباطل ولانها تبث الاسلام الحقيقي الذي جاء به النبي الاكرم محمد (صلى الله عليه واله وسلم) ولذلك نجد ان الطغاة في كل زمان يقومون بمحاربة هذه الشعيرة لانها تهز عروشهم لكن الله يابى الا ان يتم نوره وها هي زيارة الاربعين الخالدة نجدها عاما بعد عام تنمو وتنتشر اهدافها وتبين نهضة الامام عليه السلام الاصلاحية للعالم اجمع».
اما الحاج حسين ابو حمرة صاحب موكب السعداء الواقع على طريق نجف كربلاء فيبين في حديثه «ان هذه الخدمة وما نقوم به من توفير كافة ما يحتاجه الزائر ماهي الا شرف لنا بغية نيل شفاعة الامام الحسين واهل البيت عليهم السلام لان الامام قد استشهد من اجل الدين لذا نسعى بكل ما لدينا من اجل بقاء هذه الشعيرة المقدسة».
فيما يشير الحاج ابو حيدر وهو زائر من محافظة ميسان بعد قطعه لآلاف الكيلومترات من جنوب العراق الى كربلاء الى «ان كل ما نقدمه هو اقل ما يمكن تقديمه في طريق الحسين عليه السلام ومن اجل نهج مبادئ الحسين كيف لا وهو الذي قدم نفسه في سبيل احقاق الحق والقضاء على الظلم والباطل ولاحياء سنة جده وتثبيت مبادئ الاسلام بدمائه الطاهرة فنحن كلنا فداء لابي عبدالله الحسين وجئنا لنلبي نداءه هل من ناصر ينصرني فكلنا نقول لبيك ياحسين».
ويوضح الزائر الحاج حسين الخرز من الكويت «ان ما وجدناه وما يجده الجميع في هذه الشعيرة الحسينية من الخدمات والمحبة والتسامح والتعاضد والتكاتف والتعاون والاخاء يدعونا الى التأمل والتفكر وعلى العالم ان ينظر الى هذه المفاهيم التي هي نفسها التي استشهد من اجلها الامام الحسين عليه السلام وهي المفاهيم التي جاء بها الاسلام, وقد وجدت اهل العراق اهل كرم وضيافة ومدعاة للمحبة والخير».
وكما ان المواكب التي انتشرت على طول الطرق المؤدية الى كربلاء لم تقتصر على ابناء هذا البلد فحسب فان هناك العديد من المؤمنين من مختلف الدول قد نصبوا المواكب لهم اذ اجرت المجلة ايضا عدة لقاءات معهم وكان من بينهم احد المؤمنين من جمهورية ايران الاسلامية والذي اوضح في حديثه «ان الامام الحسين عليه السلام شعلة الثائرين ورمز المصلحين ويجب ايصال قضية الامام الحسين عليه السلام للعالم من اجل ان يعرفوا مبادئ ونهضة الامام لكشف زيف آل امية في التاريخ وكذلك من اجل اظهار الصورة الناصعة للقضية الحسينية».
الزائر ابو حيدر من محافظة ذي قار بين «ان مسيره ومسير عائلته وقطعه لهذه المسافات الطويلة انما جاء لمواساة عائلة اهل البيت وما جرى عليهم من كربلاء الى الشام ولاظهار مظلومية سيد الشهداء وام المصائب زينب الحوراء عليها السلام».
الحكومة العراقية من جانبها عملت على تهيئة مطاراتها ومنافذها البرية من اجل استقبال الزائرين الوافدين من مختلف دول العالم لاحياء هذه الشعيرة حيث اعدت اجراءات امنية مشددة على طول الطرق في المحافظات وكذلك تم نشر المفارز الطبية وسيارات الاسعاف مع التنسيق الكبير مع اصحاب المواكب الحسينية،
وبهذا فان اربعين الامام الحسين عليه السلام تعد اكبر تظاهرة مليونية يشهدها العالم على مر التاريخ وقد انتهل من قيم نهضته وثورته الخالدة اغلب المصلحين والمفكرين وجعلت الجميع يراجع مسيرته التحررية وهي تقف أزاء ثورة الحسين لتسترشد وتهتدي بمعانيها واسبابها التي ترهب الطغاة والظالمين والتكفيريين.

 

نشر في الولاية العدد 90

مقالات ذات صله