الشاعر الحسيني ياسين الكوفي المخزومي

 

ا

 

حمود الصراف

الشعر الشعبي أحد ألوان الأدب العراقي له تاثير واسع واسهامات مهمة وواضحة في نشر الوعي بين كافة اصناف المجتمع بما يستسيغه الناس باسلوب جميل يؤثر بالنفس، فهو شعر الشعب وأدب الجماهير..وقد كان للمراسيم الحسينية دور جلي وأثر فعال في بلورة الشعر الشعبي وتعميق صورته الادبية.. امتاز الشعر الحسيني الشعبي بطابع الحزن واللوعة وغزارة العاطفة بسبب تاثير الثورة الحسينية في نفوس المحبين والعراقيين بشكل عام..ومن شعرائهم كان المرحوم الشيخ ياسين الكوفي

 

اسمه ونسبه وولادته: ياسين بن عبد ابن عبيس الكوفي المخزومي ولد في مدينة الكوفة وتحديدا في صحن سفير الحسين مسلم بن عقيل عليه السلام سنة 1880 م.
من عائلة دينية تربى على حب أهل بيت وخدمة الإمام الحسين علية السلام. وكان خادما لسفير الحسين مسلم بن عقيل عليهما السلام.

ياسين والشعر: موهبة الشعر تعلمها على الفطرة ايّ الموهبة والنبوغ والالهام الالهي. لم يأخذ نظم الشعر بالتعلم وإنما هي موهبة من الله جل شأنه، فعندما اصابه مرض شديد فقد على اثره بصره وفي يوم زيارة وفاة النبي الكريم محمد صلى الله عليه واله. ينقل عنه إنه رحمه الله تعالى (ذهب الى مرقد أمير المؤمنين عليه السلام وطلب من الله تعالى ان يعطيه شيئا بدل بصره الذي ذهب فاستحلفه بالإمام علي عليه السلام ان يكون شاعراً للحسين عليه السلام وعندما رجع كان مروره ببيت الإمام علي عليه السلام فجلس ليستريح فأخذته النومة فاستيقظ مرعوبا ومن ساعته اخذ ينظم الشعر الحسيني بألوانه الجميلة وقام ابنه الحاج خادم الحسين المرحوم عبد الصاحب بإبلاغ المرحوم الشيخ عباس يعقوب الكوفي بالكتابة لكل ما كان ينظمه من الشعر لأن خط الاخير كان جيدا بحيث انه كان سريعا في نظم الشعر وكان يتحير في بعض المرات في تكملة القصيدة.
شهرته: اخذت شهرته وسمعته تنتشر في جميع محافظات العراق، حيث حظيت اشعاره بالشهرة لقوة شعره والصور الجميلة التي كانت تؤثر في النفوس وكان من قرأ له (جابر الكوفي وفاضل الرادود وعبد الرضا النجفي ووطن النجفي وعباس الترجمان وحمزة الزغير وباسم الكربلائي وجليل الكربلائي وعبد الله جابر الكوفي والسيد محمد العوادي والرادود احمد الباوي وكثيرون غيرهم) حيث كان الرادود عبد الرضا النجفي يجلس معه في مسجد الكوفة ويأخذ الشعر منه، واكثر من قرأ شعره هو الرادود عبد الرضا النجفي من فترة الأربعينيات الى بداية الثمانينيات.

من قصائده: من قصائده المشهورة القصيدة التي قرأها المرحوم حمزة الزغير في بداية الثمانينات ومنها:
يـا شـهر عاشور ما مثلك شهر             بـيـك ابـو السجاد دلاله إنفطر
يـا شـهر عاشور هيجت الحزن              بـيـك جسم حسين ظل بلا دفن
حسين خلّ الدمع يجري على الوجن     وانـفـجع چبد النبي سيد البشر
يـا شهر عاشور بيك شچم شباب         بـيـك ظل بلا دفن فوگ التراب
يـا شهر عاشور حرگوا للاطناب             بـيـك دين المصطفى دامي النحر
يـا شـهـر عباس خسفوا هامته            وبـيـك ابو فاضل إنگطعت يمنته
وبـسـهم صابوه وشگوا جربته              عـالشريعه من وگع جسمه و خر
يـا شـهـر عاشور بيك تچتلت               آل عـدنـان وعلى الغبره هوت
والـحـرم يـا شهر بيك تسلبت              وبـيـك تتراجف بگت من الخطر
يـاشـهر عاشور وانصار الشهيد             بـيك كلها تچتلت فوگ الصعيد
والـيـتـامى تچتفت من إيد ليد              عگب ابـوالسجاد والسبعة عشر

وقصيدة:
الليلة بالخيم حنـة او زينب يم اهاليها        يودعوها وتودعهم وابو اليمة يوصيها
والتي قرأها المرحوم عبد الرضا النجفي
وقصيدة:
يــــاماي كل البشر ترويه ياماي                وحسين منك ينحرم بالغاضرية
التي قرأها الرادود عبد الله جابر الكوفي
وفي أحد الأيام طلب منه أن يصف الامام الحسين عليه السلام بانه مستشفى للمحبين فقال في قصيدته:ـ
اصبحت مستشفى للإسلام وادي كربله والطبيب احسين للناس شبل عقد الوله

وفاته: توفي خادم الحسين ياسين الكوفي رحمه الله تعالى في 3 من شعبان سنة 1374 هــ / 1953 م. وشيع من مسجد الكوفة المعظم الى الصحن الحيدري الشريف حيث دفن في صحن أمير المؤمنين عليه السلام تحت ميزاب الذهب.

 

نشرت في الولاية العدد 90

مقالات ذات صله