مسجد الحنانة

بب

 

عبد الحسن الشافعي

مسجد الحنانة هو موضع رأس الحسين«عليه السلام» وهو من المشاهد المشرفة في مدينة النجف الأشرف التي يقصدها الزوار من داخل المدينة وخارجها ومن الدول المجاورة، و يعد هذا المزار من المزارات المهمة وهو من الأماكن الثلاثة التي صلى فيها الإمام الصادق عليه السلام عند مروره بمدينة النجف الأشرف.

 

الحنانة لغويا بفتح الحاء وتشديد النون مؤنث الحَنَّان، الذي يحن إلى الشيء، والحنّةُ بالكسر، رقة القلب.
سميت بالحنانة وذلك عندما مرّت سبايا الإمام الحسين (عليه السلام) بموضع الثوية، إذ عبثوا برأسه الشريف ورؤوس أصحابه، فصدرت أصوات من الحنين جزعاً على ما حلّ بهم، فالكلمة عربية الاشتقاق أصيلة، وقد تأتي من تحنّن عليه: أي ترحم، والحنان: الرحمة.
أو أن الكلمة مشتقة من لفظة «حنّا»، و «حنا»: دير نصراني قديم من أديرة الحيرة، كان في موضع المسجد عينه، وتطورت اللفظة من «حنّا» إلى «حنانة» بمرور الزمن، ودير حنّا قد بناه المنذر الأوّل بن النعمان الأوّل الذي حكم بين 418 ـ 462م، وكان ديراً عظيماً في أيامه. يقع مسجد الحنانة في شمال بلدة النجف القديمة على يسار الذاهب إلى الكوفة، إذ يبعد مسجد الحنانة عن قبر أمير المؤمنين عليه السلام بحوالي 1000م، ويقع شمال غربي الكوفة على يمين الذاهب إلى النجف الأشرف.
وروي إنه في هذا الموضع انزلوا سبايا آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عيال الحسين (عليه السلام) بعد شهادته في كربلاء 10 محرم الحرام سنة 61هـ، فقد روي عن المفضل بن عمرو قال: جاز مولانا الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) بالمائل طريق الغري فصلّى عندهُ ركعتين، فقيل له: ما هذه الصلاة؟ قال: هذا موضع رأس جدي الحسين (عليه السلام) وضعوه هاهنا، وقد زاره الإمام عليه السلام بهذه الزيارة: (السلام عليك يا بن رسول الله، السلام عليك يا بن أمير المؤمنين، السلام عليك يا بن الصديقة الطاهرة سيدة نساء العالمين…).
وروي عن إبان بن تغلب قال: كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) فمر بظهر الكوفة، فنزل فصلّى ركعتين، ثم سار قليلاً فصلّى ركعتين، ثم سار قليلاً فنزل فصلّى ركعتين، ثم قال: هذا موضع قبر أمير المؤمنين (عليه السلام)، قلت: جعلت فداك والموضعان اللذان صليت بهما! قال: موضع رأس الحسين، وموضع منبر القائم.

 

نشرت في الولاية العدد 90

مقالات ذات صله