رسول كاظم عبد السادة
كتبت على باب المرقد الرئيس (باب الساعة):
تزاحم تيجان الملوك ببابه ويكثر عند الاستلام ازدحامها
إذا ما رأته من بعيد ترجلت وان هي لم تفعل ترجل هامها
ترجمة الناظم
أبو الحسن التهامي علي بن محمد بن الحسن العاملي الشامي من شعراء الشيعة، ذكره الحر العاملي في الأمل، وكان فاضلا أديباً شاعرا بليغا له ديوان شعر حسن، سجن في القاهرة في شهر ربيع الاول سنة 416 ثم قتل سرا في سجنه في 9 جمادى الاولى من السنة نفسها، وبعد موته رآه بعض أصحابه في النوم فقال له ما فعل الله بك؟ قال غفر لي، فقال بأي الاعمال؟ قال بقولي في مرثية ولدي الصغير جاورت أعدائي وجاور ربه.. الخ التهامي بكسر التاء نسبة إلى تهامة وهي تطلق على مكة زادها الله شرفا والنسبة إليها تهامي بالكسر وتهام بالفتح(1).
لما توجه السلطان مراد من سلاطين العثمان إلى زيارة النجف الأشرف ورأى القبة المباركة من مسافة أربعة فراسخ ترجل عن فرسه، فسأله أصحابه عن سبب نزوله؟ فقال: لما وقعت عيني على القبة المنورة ارتعشت أعضائي بحيث لم استطع على الوقوف على ظهر الفرس فامشي راجلا لذلك، فقالوا الطريق بعيد، فقال: لنتفاءل بكتاب الله، فلما فتحوا المصحف كان أول الصفحة: (فاخلع نعليك انك بالواد المقدس طوى)؟ فمشى في بعض الطريق وركب بعضه الآخر، إلى ان وصل إلى الروضة المقدسة، ولما رأى الموضع المعروف في الصندوق المطهر المشهور بموضع الإصبعين سأل عن حكايته؟ فذكروا له قصة أمره، فقال رجل هذا من موضوعات الروافض! ولا أصل له! فسأل من بالحضرة العلوية ليتبيّن صدق هذه الواقعة وكذبها، ولما كان اليوم الآخر أمر بقطع لسان الرجل المذكور(2).
وقيل إن السلطان ومن معه لما رأوا القبة المباركة نزل أحد الوزراء الذين كانوا معه، وكان يتشيع في الباطن، فسأله السلطان عن سبب نزوله؟ فقال له هو أحد الخلفاء الراشدين، نزلت إجلالا له، فقال السلطان: وأنا انزل أيضا تعظيما له، فقال بعض النواصب الذين كانوا معه إن كان هو خليفة فأنت أيضا خليفة ووالٍ على المسلمين ! واحترام الحي اشد وأولى من احترام الميت ! فتردد السلطان ! فتفاءل بكتاب الله فكان تفاؤله: (فاخلع نعليك انك بالواد المقدس طوى) فترجل واحتفى وأمر بضرب عنق ذلك الذي نهاه، وأنشد هذين البيتين مشيرا إلى هذه الواقعة (3).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- وفيات الأعيان: 3/378، الأعلام للزركلي: 4/372، الكنى والألقاب: 1/49.
2- الأنوار العلوية: 303.
3- الأنوار العلوية: 423.
نشرت في الولاية العدد 86