المخرج مهدي العلوي

_DSC0745 (2)

حيدر رزاق الكعبي

الشباب العلوي المبدع هم أمة مؤمنة لكن بواقع أفضل وأجمل، وقد تعودنا أن نحط رحالنا ونحن نسير بين المحطات القريبة في واحة إبداع تطيب لها نفوسنا ونفوسكم لنتعرف على تجربتهم الإبداعية مقلبين طرائق فنونها ومسالك تجربتها الثرة وصفحات المبدع.
، وها نحن اليوم نقف في محاذاة واحة غنّاء لنلقي ببصرنا فنلتقي بالمخرج السينمائي الطموح مهدي العلوي، فكان لنا معه هذا الحوار:

البطاقة الشخصية؟
السيد مهدي العلوي، من مواليد النجف الأشرف 1991، اسمي الفني هو (مخرج طموح) وأنا أسعى أن أكون باسمي هذا مخرجا طموحا بعون الله تعالى.
ما اهم الاعمال التي انجزتموها على صعيد الاخراج؟
خلال العمل المتواصل في مجال الاخراج السينمائي لمدة 10 سنوات تقريبا انجزت الكثير من الاعمال في هذا المضمار، ومن هذه البرامج مثلا برنامج «خبر عاجل» الذي يتناول الكذب الاعلامي بشكل ساخر، وبرنامج «شبيكم» وهو برنامج معد للأطفال ويتضمن دراما نقدية للعادات السلبية لدى الاطفال.
ومن الافلام القصيرة فلم «روح الحكمة» الذي يعدّ الرد الاول على الفلم الذي أساء لشخصية الرسول الاكرم(صلى الله عليه وآله) وفلم «مسيرة عاشق» الذي يتناول موضوع المسير الى كربلاء بشكل درامي ممزوج بنكهة وثائقية، وفلم «هذا هو دينهم» الموجه ضد الارهاب، وفلم «إلى أين؟» الذي يتضمن نقدا هادئا لإدمان الشباب على استخدام الهواتف، وفلم «المصباح السحري» الذي يطرح فكرة اختلاف الرؤية بين الأجيال.
ومن أعمالي الفنية أيضا عدد من الكليبات التي تم عملها بقواعد سينمائية مثل كليب «وا علياه» للرادود احمد الفتلاوي وأوبريت «رمال الشرف» وغيرها.

من الملاحظ على مهدي العلوي انه يمزج الحداثة بأعماله الاسلامية، ما الدافع إلى ذلك؟
هذا شيء يتبع الذوق العام حتى تستحوذ على انتباه الناس وتشدهم بما تطرحه يجب ان يكون المطروح لا يقل تشويقا عن مستوى الطرح العام للعالم السينمائي، وهذا لا ينطبق على اصحاب القضية التي يبنى عليها السيناريو حصرا بل انه يشمل حتى المجتمعات البعيدة عن محور الاطروحة فان لم يكن المضمون دافعا لجلب انتباههم فتكون العوامل الفنية هي الكفيلة بان تنال انتباههم لانها تحدث اقتراناً فطرياً بين العمل المقدم وبين اعمال سابقة قد احبوها لانها اشتركت بعناصر فنية حتى وان اختلفت مضامينها.

ما شعوركم وانتم تعملون في رحاب العتبة العلوية؟
هذا السؤال اشبه بان تسأل شخصاً عن ماهية شعوره حين يكون في الجنة.. باختصار ان حضوري في اروقة العتبة العلوية المقدسة وتشرفي بان احمل اسم (خادم) لصاحبها شعور لا يوصف واحساس بالدعم الروحي من سيدي الامام امير المؤمنين(عليه السلام) وبركة كوني جزء منها اراها تنعكس على حياتي الفنية بشكل ايجابي واضح.

ما الاعمال التي تتمحور حول أهل البيت وأمير المؤمنين عليهم السلام في مشاريعكم الفنية المقبلة؟
في خاطري طموحات كثيرة هي مشاريع عمل على الأمد البعيد، منها افلام وثائقية ودرامية ومزيج بينها، القصيرة منها والطويلة، ولكن الامر يحتاج الى توفيق من الله سائلين المولى العزيز ان يوفقني لخدمة رسالته المحمدية وآل بيته الأطهار.
أما على المدى القريب فهناك أعمال قيد الانجاز كسلسلة افلام «بذور العشق» وفلم «يوم من حياتهم» وفلم «دموع العدسة» و«who will help»، وبدعائكم سيتم تقديمها بوقت قريب، ولكن القصة مع سيدي أمير المؤمنين عليه السلام مختلفة فطموحاتي كبيرة في تحقيق نتاجات تتشرف بحمل اسم هذا الشخص العظيم.

بماذا تنصحون شبابنا العاملين في هذا الجانب الإبداعي ؟
اقول لأصدقائي الذين يعملون بهذا المجال والمهتمين به: تحرروا من القواعد الجامدة التي أصبحت كالحواجز في طريق الإبداع واصنعوا منحوتاتكم المميزة فلكل مخرج ألوانه الخاصة لرسم لوحته، وحاولوا الخروج عن المألوف بشكل متجدد ولكن بطريقة لا تضعف الاطروحة وتجردها من مراكز الاستناد الفني.
من الجميل أن تدرك أن ليس هناك قاعدة للفن ولكن الاجمل أن تدرك أن هناك قواعد للذوق العام وعدم اعتمادها قد يفقدك ثقة الجمهور وانتباههم .
ان كان طموحك ان تكون مخرجا ناجحا فعليك ان تسلك طريق الفلم وتمر بكل مراحله ابتداء من كتابة السيناريو وانتهاء بالتصحيح اللوني، عليك ان تعمل بهذه المراحل وتكون على تواصل مع تقنياتها حتى وان كان عملك فيها سطحياً، لأنك تحتاج للإدراك الفعلي لها لتتمكن من دراسة ما يستطيع فعله كادر العمل الذي يعمل معك، وما تستطيع ان تنفذه من مزيجه السحري، حاول ان تتعلم من المدارس السينمائية الاخرى ولكن لا تكن مقلدا اعمى لها بل اصنع تركيبة منها واضف نكهتك الخاصة لتكون لك مدرسة منفردة، وانصحك بالإصرار … نعم الاصرار يا صديقي فانك قد تواجه مصاعب كثيرة وضغوطات نفسية ولكن اعلم ان الاخطاء هي سر النجاح فتعلم من اخطائك واخطاء اصدقائك واتمنى لكم التوفيق من كل قلبي.

بأي الكلمات ستودعون قراءنا الأكارم ؟
نرى ان مستوى السينما العالمي ارتقى الى درجات عالية من التقنيات والاساليب والقيمة الفنية في التعاطي مع المشهد والحدث، إلا ان مستوى المنتج السينمائي العراقي بقي منخفضا ويرجع ذلك لعدم ادراك اصحاب القرار أهمية السينما وتأثيرها على الشعوب، ونحن نتمنى أن يعوا هذه الأهمية ليتخذوا خطوة عملية جادة في هذا المجال.
وأتقدم بشكري الجزيل الى مجلتكم المباركة لهذه الاستضافة المميزة متمنيا لكم ولها التألق الدائم والابداع المتواصل.

نشرت في الولاية العدد 88

مقالات ذات صله