صفات الامام المنتظر كما وردت في نهج البلاغة

254789_9

د. خليل المشايخي

ان الأدلة القرآنية وما ورد في المصادر المقربة كلها تؤكد على وجود الامام المنتظر عجل الله تعالى فرجه وانه سوف يظهر في آخر الزمان فيملأ الدنيا قسطا وعدلا ويقتص من الظالم وينشر العدل ويعطي كل ذي حق حقه، ويحرص على تطبيق الشريعة الاسلامية كما هي.
وقد قال الامام امير المؤمنين عليه السلام: (وَسَيَأْتِي غَدٌ بِمَا لَا تَعْرِفُونَ يَأْخُذُ الْوَالِي مِنْ غَيْرِهَا عُمَّالَهَا عَلَى مَسَاوِئِ أَعْمَالِهَا وَتُخْرِجُ لَهُ الْأَرْضُ أَفَالِيذَ كَبِدِهَا وَتُلْقِي إِلَيْهِ سِلْماً مَقَالِيدَهَا فَيُرِيكُمْ كَيْفَ عَدْلُ السِّيرَةِ وَيُحْيِي مَيِّتَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ).
يمكن ان نلمس بشكل واضح أن الامام علياً عليه السلام يشير الى صفات الامام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف في اخر الزمان.
ثم يقول الامام امير المؤمنين عليه السلام: (يَعْطِفُ الْهَوَى عَلَى الْهُدَى إِذَا عَطَفُوا الْهُدَى عَلَى الْهَوَى وَيَعْطِفُ الرَّأْيَ عَلَى الْقُرْآنِ إِذَا عَطَفُوا الْقُرْآنَ عَلَى الرَّأْيِ).
نلحظ ان الامام عليه السلام في هذه العبارة يشير الى انه يرد النفوس الضالة عن طريق الله تعالى، والمحبوبة بحجب الهوى والسالكة للطرق الفاسدة والمذاهب المنحرفة، يردها الامام عليه السلام الى سبيل الله تعالى من خلال جعل السيادة لهداية العقل باتباع انوار الهداية وهم العترة الطاهرة عليهم السلام.
ان الانحرافات التي شخصها الامام عليه السلام التي اصيب بها المسلمون من البؤس والشقاء كانت نتيجة عدم تحكيم العقل اذ حكّموا هوى النفس وطبقوا الرغبات والاطماع على ايات القرآن من خلال التفسير بالرأي.. لذلك يمكن القول ان الذي سيقف بوجه هذه الانحرافات هو الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف عند ظهوره.
ومن الصفات الكثيرة التي اشار بها الامام علي عليه السلام للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف: انه سيحق الحق وسيزهق الباطل، وانه سيرجع الناس الى هداية القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بعد ان تراجعوا عن الالتزام بهما.. وسيثبت لها عجل الله تعالى فرجه الشريف أنّ القرآن والسنة اللتين حكمتا الناس في جاهليتهم الاولى سيحكمان الناس في آخر الزمان، وهم في قمة تطورهم الحضاري والتكنولوجي مما يدل على ان القرآن الكريم والسنة لكل عصر وزمان، فقد قال الله تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً)(البقرة/30) ما هذا الا دليل على ان الحكمة في الخليفة ابلغ من الحكمة في الخليقة فالحكمة ان يبدأ بما هو الاهم دون المهم وهذا ما يؤيده قول الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام وهو (الحجة قبيل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق ولو خلق الله الخليقة خلواً من الخليفة لكان قد عرضهم للتلف).
وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه واله قوله (سيكون بعدي خلفاء ومن بعد الخلفاء امراء ومن بعد الامراء ملوك جبابرة، ثم يخرج المهدي من ال بيتي يملأها عدلا كما ملئت جورا)
هذه هي بعض صفات الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه ذكرها الرسول صلى الله عليه واله في هذا الحديث.. وقد ذكرت الروايات الواردة عن الرسول صلى الله عليه واله وعن اهل بيته عليهم السلام: ان الكل يطيع الامام ويتمثل لأوامره وأنه سيريكم عدل السيرة ويحيي ميت الكتاب والسنة
وهذه من خصائص الدولة المهدوية وهي السيرة العادلة باحقاق الحق وازهاق الباطل وانه عجل الله تعال فرجه يُرجع الناس الى هداية القرآن الكريم والسنة النبوية بعد ان درست اثارهما وانه سيأخذ البشرية تحت راية واحدة ويدبر شؤونها في دولة واحدة فتسود الفضائل والاخلاق بين الناس وينشر الحب والصفاء بينهم وتختفي مساوئ الاخلاق.

نشرت في الولاية العدد 89

مقالات ذات صله