قبس من وحي المرجعية الدينية

20140503014910

شاكر القزويني

اعتادت الجماهير العراقية ان تنهل من المرجعية الدينية الرؤية الشاملة والوعي مكتمل العمق والتحليل المطلع على مجريات الأمور وتداعياتها واستشرافها الغني بعيد النظر في وضع الحلول والمعالجات للأزمات والكوارث التي تعصف بالعراق والعالم من حولنا، فيعرف الناس الموقف الذي يضع اصبعه على الأسباب اولا عند الانطلاق لوضع الحلول والإجراءات قبل المباشرة بتصحيح ومعالجة النتائج، وذلك لضمان قطع دابر الأزمة وتداعياتها ولإقتصاد تكلفة المعالجات الباهضة الثمن ولا سيما اذا ما عادت مرارا وتكرارا بسبب اغفال او تغافل مسببات الخلل والأزمة.
فنرى اضاءات خطبة صلاة جمعة كربلاء المقدسة وعلى سبيل الحصر في الخطبتين السابقتين من على منبرها الحسيني وهي تعالج وفي مقدمة قضايانا المطروحة، قضية قتال الفكر الارهابي التكفيري، فلم تتناوله من زاوية الزخم القتالي على اهميته القصوى فحسب، بل بحثت في معالجة دوافعه واسباب نشوئه ومصادره وفي بناء القدرة الاقتصادية التي تمكن الدولة من تسليح جيشها بالمعدات اللازمة في التفاتة الى استخدام امثل للثروات وايجاد مصادر تغني الاقتصاد من خلال التوجه نحو الثروات المهملة والبدائل الممكنة لترسيخ اقدام التنمية الاقتصادية للبلاد والابتعاد عن اقتصاد احادي الجانب يلوذ بزاوية ازمات النفط بين فينة واخرى. وقد تعدى توجيه المرجعية الى الدعم اللوجستي وادامة زخم المعركة واكتمال صنوفها. ومن جملة ما اشارت اليه الاهتمام بالطبابة العسكرية كأحد الصنوف العسكرية الأساسية التي لاتقل أهمية في تحقيق النصر وحقن دماء جنودنا الأبطال.
كذلك يكون تجفيف منابع الإرهاب المتدفق من دول العالم وعبر حدود بعض البلدان المجاورة وهو امر وثقته هويات قتلى العدو في سوح المعارك الذين اتوا من عشرات البلدان، ما يستدعي دبلوماسية العراق الخارجية الى أخذ دورها كاملا لمنع تسرب هؤلاء والضغط على بلدانهم من خلال اقناعهم بخطورة هؤلاء الذين هم نواة ارهاب مستقبلي في بلدانهم فينقلب السحر على الساحر كما حدث ويحدث وحينها «لات حين مناص».
وفي امر بالغ الصلة والخطورة بالحياة والمعركة ما تتعرض له المؤسسة التربوية من نكوص وتراجع مخيف يهدد مستقبل البلاد برمته الى ما لا يحمد عقباه، فكان موقف المرجعية الدينية واضحا وعلى حد قول الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة حينما اكد: «ينبغي للجهات المعنية اتخاذ اجراءات جادة لضبط العملية التعليمية والتربوية واعادة النظر في الطرق والآليات والمناهج التعليمية المتبعة في المدارس وتطوير قدرات المعلمين والمدرسين وتوفير الاجواء المناسبة للطلبة سواء أكان في اثناء الدراسة او في اثناء الامتحانات الوزارية» وهذا مما يستدعي ثورة لتغيير الطرق والوسائل التي ثبت فشلها وتخلفها وقصورها بما لا يقبل مراجعة أو تحليلا.

نشرت في الولاية العدد 89

مقالات ذات صله