شاكر القزويني
سعت المرجعية الدينية من واقع حرصها على حفظ الدين وارواح المسلمين وأموالهم الى وطن كريم يسوده العدل والرخاء والامان على رصد مكامن الخلل ووضع الحلول والخيارات للعبور الى جادة الامان وللوصول بالجماهير الى مستوى حياة تضمن الحقوق الانسانية والدينية السمحة والعقائدية الحقة من خلال التوجيهات والفتاوى اذا لزمت الضرورة لذلك حينما يحيق الخطر بالامة فتقضي الحاجة الى الانتفاض بوجه الظلم والعدوان والضلالة المحدقة بها.
وبعد فتوى الجهاد الكفائي واستنفار قوى الخير المباركة للذود عن حياض الدين والوطن ووحدته ومشروعه الوطني، كان لابد من متابعة كل المؤثرات والمعرقلات التي تقف حائلا في طريق تحقيق هذه الغايات المجاهدة والنبيلة، وهنا لزم تسليط الضوء عليها لإقالتها عن طريق التقدم والثبات وازاحتها للإسراع بتحقيق الحلم المنشود، وقد شخصت المرجعية الدينية المباركة في النجف الأشرف ما يعتري الصفوف المجاهدة المنبرية لمقارعة الارهاب من تخلخل وتقاطع في بعض الأحيان قد يوهن القدرة ويضعف العزم في هذا التحدي المصيري فأعلنت في منبر كربلاء المقدس على ضرورة تكاتف الصفوف ونبذ التجاذبات والتنسيق بينها لضرب العدو ضربة مقتدر يقطع دابر الكفر والضلالة.
كما شددت على القوى السياسية بضرورة توحيد خطابها ومواقفها وترك خلافاتها التي تدور في فلك آخر غير هذه القضية الملحة، مع وجوب توفير الدعم الكافي وعلى وجه السرعة للقوى المجاهدة التي تقف في مواجهة العدوان الارهابي العالمي.
ومن منطلق رؤية المرجعية الرشيدة الانساني ناشدت الحكومة الى ضرورة وضع خطة تحظى بمساندة الاهالي في المناطق التي لا تزال ترزح تحت ظلم وجور الارهابيين ، ليكون لهم دور اكبر في تخليص مناطقهم من براثن هذا الارهاب الذي جثم على صدورهم منذ عام واكثر. ولأجل الا تضعف او تتزعزع صفوف المواجهة مع العدو الغاشم وجه المتحدث باسم المرجعية الدينية نداءه الى الاخوة المقاتلين الذين يقفون عند السواتر الامامية ويخوضون حرباً ضروساً ضد الارهابيين والذين يرابطون في الاراضي المحررة ويحمون ثغور البلد، ان لا يتركوا مواقعهم للتوجه لزيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام، مبينا لهم انما هم ببقائهم في خطوط الالتحام مع العدو سيحظون بثواب اكبر هو ثواب الدفاع عن الارض والعرض والمقدسات، فضلا عن ان عشرات الالاف من الزائرين والزائرات سيشركونهم في مثوبة زياراتهم فتجتمع لهم مثوبة القتال في سبيل الله ومثوبة زيارة الامام الحسين (عليه السلام) ويا له من حظ عظيم .
نشرت في الولاية العدد 90
