الشيخ مرتضى الأنصاري

21

اعداد: حمود الصراف

من أفذاذ العلماء، زاهد عابد  تقي ورع، محقق بارع ذاع صيته في البلاد الإسلامية، وقد قالوا عنه انه صار وحيد عصره لما قدّم من الأطروحات والكتب القيمة في الفقه والأصول التي ينهل من نميرها طلبة العلوم وغيرهم، كـالرسائل والمكاسب التي هي مدار التدريس في الجامعات الشيعية. 

الشيخ مرتضى الأنصاري عالم كبير ولد في دزفول في 18 ذي الحجة سنة 1214هـ ونشأ بها، وقرأ المقدمات الأدبية والشرعية على يد فضلاء المدرسين منهم عمه الشيخ حسين الأنصاري.
وفي سنة 1234هـ سافر إلى العراق مع والده فوصل كربلاء المقدسة، ودرس فيها على يد السيد محمد المجاهد والمازندراني أربع سنين، ورجع إلى بلده، ثم عاد إلى العراق ثانية ونزل مدينة النجف الاشرف ودرس بها على يد الشيخ موسى كاشف الغطاء، ثم انتقل إلى كاشان وحضر بها على الشيخ احمد النراقي ، وعاد إلى النجف الاشرف وحضر درس الشيخ علي كاشف الغطاء والشيخ محمد حسن صاحب الجواهر وعليهما تخرج.
استقل بالبحث والتدريس فتخرج من بين يديه المئات من أفذاذ العلم، وصار من فقهاء الامامية ومراجعهم ومن الدعائم والأركان التي قام عليها هذا الكيان المقدس.
قال السيد محمد باقر الصدر (قدس)في كتابه المعالم الجديدة للأصول: (وأما الجيل الثالث فعلى رأسه تلميذ شريف العلماء المحقق الكبير الشيخ مرتضى الأنصاري الذي ولد بعيد ظهور المدرسة الجديدة عام( 1214 )ه‍ـ وعاصرها في مرحلته الدراسية وهي في أوج نموها ونشاطها، وقدر له أن يرتفع بالعلم في عصره الثالث إلى القمة التي كانت المدرسة الجديدة في طريقها إليها، ولا يزال علم الأصول والفكر العلمي السائد في الحوزات العلمية الامامية يعيش العصر الثالث الذي افتتحته مدرسة الأستاذ الوحيد. ولا يمنع تقسيمنا هذا لتأريخ العلم إلى عصور ثلاثة إمكانية تقسيم العصر الواحد من هذه العصور إلى مراحل من النمو، ولكل مرحلة رائدها وموجهها. وعلى هذا الأساس نعتبر الشيخ الأنصاري قدس سره المتوفى سنة 1281ه‍ رائدا لأرقى مرحلة من مراحل العصر الثالث وهي المرحلة التي يتمثل فيها الفكر العلمي منذ أكثر من مائة سنة حتى اليوم ).
من تلامذته :أسد الله الأصفهاني، إسماعيل البهبهاني، السيد أغا الشيرازي، السيد جعفر الخرسان، الشيخ جعفر التستري، السيد جعفر القزويني، الشيخ حبيب الله الرشتي، السيد عباس الطالقاني، الشيخ عبد الله الكرماني، الشيخ علي حيدر، الشيخ فتح علي السلطان آبادي، الشيخ لطف الله الاسكي المازندراني، الشيخ محمد طه نجف، محمد جواد مشكور، محمد حسن الاشتياني، محمد كاظم الخراساني وغيرهم..
من مؤلفاته :أحكام الخلل في الصلاة، صراط النجاة، سراج العباد، فرائد الأصول، رسالة في التقية، رسالة في الرضاع، رسالة في قاعدة من ملك، رسالة في القضاء عن الميت، رسالة في مصاهرة، كتاب الخمس، كتاب الزكاة، كتاب الصلاة، كتاب الصوم، كتاب الطهارة، كتاب النكاح، كتاب الوصايا، مناسك الحج..
توفي في النجف الاشرف في 18 جمادى الآخرة سنة 1281هـ ودفن بالصحن الحيدري الشريف بحجرة رقـم(11).

نشرت في الولاية العدد 91

مقالات ذات صله