“باب المراد” وثيقة إعلامية تؤرخ حياة الامام الجواد عليه السلام

babmorad6

حيدر محمد الكعبي

انتجت شركة (موديل آرت برودكشن) المسلسل الدرامي السوري (باب المراد) الذي يجسد حياة الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السلام)، وعرض على شاشات التلفزة في شهر رمضان المبارك من العام 2014، وقد تضمن هذا المسلسل العديد من الامكانات التقنية والفنية العالية لإخراج العمل الى حيز الاحتراف.

جمع المسلسل كوادر تمثيل واسعة حرص المنتجون على أن يشركوا فيها أكثر من بلد إسلامي، فقد شارك 46 ممثلا من سوريا، و22 ممثلا من لبنان 19 من إيران و4 من البحرين و6 من العراق و3 من الكويت.
كتب سيناريو المسلسل الكاتب والشاعر السوري محمود عبد الكريم، وأخرجه المخرج السوري (فهد ميري)، وقد استمر تصويره في مواقع عملاقة شهدت أكبر الاعمال السينمائية والتلفزيونية التاريخية في العالم الاسلامي من بينها 4 مدن سينمائية رئيسة في إيران استخدمت في تصوير أعمال تاريخية كبيرة كمسلسل يوسف الصديق ومسلسل المختار ومسلسل مريم المقدسة، ومن بين تلك المواقع كانت مدينة الدفاع السينمائية ومدينة (مختار نامه) ومدينة غزالي السينمائية.
وحول انتاج هذا المسلسل قال مخرج المسلسل الاستاذ (فهد ميري) إن: «النص يتميز بالدقة التاريخية ويحمل أفكارا تنويرية تثقيفية للعالم العربي والإسلامي» مضيفا أن المسلسل «يحظى بدعم كامل من القطاع الحكومي والخاص في إيران».
ونقل موقع العتبة الحسينية تأكيد رئيس مجلس إدارة الشركة المنتجة للمسلسل السيد (ضياء ضياء الدين) بأن هذا العمل خضع لرقابة وإشراف وتدقيق سماحة العلامة الشيخ (علي الكوراني) خاصة فيما يتعلق بالجانب التاريخي والفقهي، وتنبع أهمية الدور الذي لعبه العلامة الكوراني في تحقيقه للنص حول عمليات الدس والتزوير الواسعة التي وقعت في تاريخنا الاسلامي، حتى أصبح جانبا يعتد به من هذا التاريخ يتعارض مع العقائد والفقه الاسلامي الاصيل، لذلك فان سماحته تولى تنقيح القصة والاشراف على ما جاء في تاريخ الامام الجواد والجزء المتعلق بالامام الرضا (عليهما السلام) لتكون منسجمة ومتلائمة مع ما يجمع عليه أغلب المسلمين.
وعلى الرغم من الامكانيات الكبيرة التي هيئت للمسلسل إلا أنه لم يلاقِ الصدى المتوقع مقارنة بأعمال درامية مشابهة، مثل مسلسل (غريب طوس) ومسلسل (المختار)، وربما يعود ذلك الى عوامل عدة منها ما يتعلق بالسيناريو الذي كان يغلب عليه طابع التوثيق التاريخي والعقائدي أكثر منه طابعا لقصة درامية.
ولكن العامل الأهم يكمن في أداء كثير من النجوم المشاركين في المسلسل، إذ يظهر عليهم طابع التكلف وعدم الانسجام مع الشخصيات التاريخية التي يلعبون ادوراها.
ويتضح ذلك بمجرد عقد مقارنة في تجسيد مرحلة تاريخية واحدة عرضها كل من مسلسل (باب المراد) السوري ومسلسل (غريب طوس) الايراني، وهي مرحلة نزاع المأمون مع اخيه الامين لتولي حكم الدولة بعد وفاة هارون العباسي، اذ لا يخفى اطلاقا مستوى النجاح الذي حققه الممثلون في (غريب طوس) في تجسيد تلك المرحلة مقارنة مع (باب المراد)، اضف الى ذلك ان تجسيد شخصيتي الامامين الرضا والجواد(عليهما السلام) في (باب المراد) كان يتسم بالجمود وانحسار جانب المهابة التي تشد الجمهور لشخصية البطل في العمل الدرامي.
وعلى الرغم من ذلك يبقى مسلسل (باب المراد) وثيقة اعلامية مهمة تؤرخ لعمل لم يسبق للدراما التاريخية أن طرقته، وكما يقول رئيس مجلس إدارة الشركة المنتجة: إن ( باب المراد ) يتناول قصة ملحمية لم يسبق تناولها على شاشات السينما والتلفزيون من خلال تسليط الضوء على حياة الإمام الجواد (عليه السلام ) المليئة بالعبر والحكم والتجارب درامياُ، موضحا: إن الإخفاء المتعمد لتلك الجوانب تعتبر إحدى مظلوميات هذه الشخصية الفذة الأمر الذي دفع شركة (موديل آرت برودكشن) للشروع بالعمل الدرامي التاريخي الضخم هذا ليجسد سيرة الإمام الجواد (عليه السلام ).

نشرت في الولاية العدد 91

مقالات ذات صله