علموا أولادكم حب الرسول وأهل بيته عليهم السلام

_M4G1386زهراء جبار

لا تقتصر تربية الأولاد ورعايتهم على اشباعهم ماديا او عاطفيا فحسب، بل هناك تغذية مهمة جدا وهي التغذية العلمية والعقائدية، فمن واجبات الاباء والأمهات الرئيسة والمهمة هي تعليم الاطفال وتعويدهم على حب رسول الله محمد واهل بيته الكرام صلوات الله عليهم اجمعين.

إن حب أهل بيت محمد عليهم السلام عقيدة مستمدة من كتاب الله تعالى وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وآله، فلا سلامة لمن لا يلهج بحب رسول الله وأهل بيته الطيبين الطاهرين، كما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (أحبُّوا الله لِما يَغذوكُم من نِعَمهِ، وأحبُّونى بِحُبِّ الله، وأحبُّوا أهلَ بيتى لِحُبى).
فعلى أولياء الأمور أن يهيئوا لأهل البيت عليهم السلام مكانا خاصا في قلوب الاولاد منذ الصغر لأن التعلم في الصغر كالنقش على الحجر، ولأن من شب على شيء شاب عليه، لذا فعلى ذوي الاولاد ان يقوموا بتوضيح وبيان سيرة محمد وآل بيته عليهم السلام لأبنائهم من خلال إخبارهم بأن الله تعالى أمرنا بحبهم لِما لهم من المنزلة العظيمة عند الله، ولأنهم أشرف خلق الله وأعظمهم، وتعليمهم أن حبهم وطاعتهم واجبة على كل من يريد أن ينال رضا الباري عز وجل.
كما يجب أن نروي لهم التضحيات التي قدمها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى يوصل الدعوة والاسلام الينا، ويعرفوا العقبات التي واجهها أهل بيته من بعده وكيف ضحوا بكل ما يملكون في سبيل الله وإعلاء دين الحق، ضحوا بأنفسهم وأولادهم وأموالهم، كذلك يجب عليهم أن يذكروا لهم فضائل حب أهل البيت عليهم السلام والسير على طريقهم وأنه من خالف هذا الطريق سوف يؤدي به الى الخسران والابتعاد عن رحمة الله.
إضافة الى ذلك يجب أن يقوم الآباء والأمهات باقامة الاحتفاليات في مولد الرسول الاكرم والأئمة الاطهار صلوات الله عليهم أجمعين، حتى يشعروا الاولاد بأهمية هؤلاء الأطهار عند آبائهم وليشعر بأهمية هذا اليوم، إذ يقوم أولياء الأمور بإحضار الحلوى ولوازم الافراح حتى يترسخ هذا اليوم في ذهن الاولاد ويبقى في مخيلتهم. وكذلك يحب تذكير الأبناء في ذكرى وفياتهم واستشهادهم عليهم السلام، وأن يبدو الحزن عليهم ويذكروهم بما حدث لهم من الظلم وما عانوه من أجل إيصال معالم الدين الصحيحة الينا وارشادها الى طريق الهداية والصلاح.
فعلينا جميعا أن نشعر بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا وأن نؤدي الرسالة التي كُلفنا بها تجاه أولادنا بالطريقة المثلى والصحيحة حتى تستمر المسيرة المحمدية وتبقى خالدة أبد الدهر.

نشرت في الولاية العدد 91

مقالات ذات صله