معرض النجف الأشرف الدولي للكتاب بدورته الثامنة

BO1A1860

تحقيق: علي الوائلي

بمشاركة أكثر من 192 دار نشر ومؤسسة ثقافية ومن مختلف بلدان العالم، جاء الحرف إلى «دوحة أمير المؤمنين» رياض الولاية الغناء، لينصهر في بوتقة العشق الإلهي، وينهل من غدير النجف الأصالة والخلود، جاء ليرتع من بساتين العلم والعلماء في مدينة تخطت حدود الألف عام منذ أن حط الشيخ الطوسي رحاله فيها وأراد أن تنتظم فيها الحروف، وتعقد حلقات الدرس، حاضرة يتغنى بها الشعراء، ويمر بها الرحالة والمفكرون، هائمين بوله عجيب حبا بهذه المدينة التي سحرت القلوب.. عشرة أيام كان عمر هذا العرس الثقافي الذي أقامته العتبة العلوية المقدسة وأزدحم في أروقته الرواد وطلاب الكلمة ومريدو الثقافة.. وللوقوف على تفاصيل هذا الحدث الكبير سنحاول هنا استعراض أهم محطاته من خلال هذا التحقيق..

استعداد المعرض..
استعدادات متواصلة قدمتها اللجان المشكلة في العتبة العلوية المقدسة لإقامة معرض الكتاب الدولي بنسخته الثامنة بمشاركات عديدة ومن مختلف الدول العربية والاسلامية والاجنبية مع تعدد كبير للعناوين وفي المجالات شتى العلمية والدينية والادبية والثقافية ليكون نافذة للثقافة في العراق وليحمل زادا حضاريا وفيرا في ابهى القيم الثقافية والانسانية لجميع القراء والمثقفين ولينتهل الجميع من الثقافات وآخر الاصدارات في العالم وسط كم هائل من الكتب والمصادر والعناوين حيث تم مشاركة اكثر من مئة وتسعين دار نشر عربية واجنبية في معرض النجف الاشرف الدولي للكتاب الثامن الذي تقيمه العتبة العلوية المقدسة وهذه الدور من ثماني دول عدا العراق وهي من لبنان ومصر والجزائر والاردن وايران وفرنسا وبريطانيا وسوريا واما الدور المشاركة فهي ثمان وسبعون من لبنان كذلك اثنان وثلاثون داراً من ايران والبقية من الدول المشاركة منها سبعة دور نشر متخصصة للاطفال بالاضافة الى دور متخصصة بالكتب العلمية والحقوقية فيما يضم المعرض اكثر من خمسة وثلاثين الف عنوان وهناك دور نشر تشارك لاول مرة.
مدير المعرض الاستاذ عبد الرزاق الشيباني اوضح بان عملية استقبال الكتب المشاركة كان من خلال ارسال الكتب على شكل قوائم لتسلم هذه القوائم الى لجنة السلامة الفكرية وهي بدورها تعمل على متابعة الكتب بعناوينها ومضامينها مبينا بان هنالك بعض الدور المشاركة جمعت بين اللغات العربية والانكليزية وحول سعة المعرض يضيف قائلا» ان المعرض يضم قرابة المئتي جناح سعة الجناح الواحد ثلاثة في ثلاثة متر وهناك دور نشر تاخذ اكثر من جناح للعناوين الوفيرة التي لديها.

عرس ثقافي كبير
انطلقت فعاليات معرض النجف الأشرف الدولي للكتاب بدورته الثامنة وبحضور جمع غفير من المثقفين والادباء والاكاديميين ورجال الدين والفضلاء ابتدأت مراسم الافتتاح بإقامة حفل في الصحن الحيدري الشريف تضمن كلمة لسماحة الامين العام للعتبة العلوية المقدسة السيد نزار حبل المتين دامت توفيقاته بين فيها اهميةَ الكتابِ مشيرا الى ما تركهُ القدماءُ ولاسيّما سكانَ العراقِ الاقدمينَ من خزائنَ للكتاب بذلكَ نعرفُ ما حظيتْ به المكتباتُ من اهتمام .. وبعد الفتوحاتِ الاسلاميةِ ازدادَ الاهتمامُ بالكتابِ والتدوينِ فكانّتْ البصرةُ و الكوفةُ مقرينِ لمراكز المعرفةِ ومدارسِ الفكرِ وقد كان لَنزول الإمام عليٍّ مدينةَ الكوفةِ شأنٌ كبيرٌ في انعاشِ الحركةِ الفكريةِ و العلومِ الاسلاميةِ و المعرفيةِ في الكوفةِ وبالنظرِ لتفردِ وتقدمِ الامامِ علي (ع) بين اصحابِ الرسولِ الله (ص) وفي الميادينِ كافة، فقد مهّدَ لتاريخِ النجفِ العلمي التدويني وبخاصةً بعد القرنِ الثاني الهجري معَ ابتداءِ السكنِ حول الضريحِ المطهّرِ نمت حركة علمية بدليلِ ظهورِ بعضِ الاجازاتِ العلميةِ بالاجتهادِ في القرنِ الرابعِ الهجري و وجودِ خزائن للكتبِ عني بها عضدُ الدولةِ البويهي الى ان وصلَت النجفُ الى ماهي عليه مِن تحولٍ تاريخي وبخاصةَ بعدَ نزولِ الشيخِ ابي جعفر الطوسي قدس سره النجفَ الاشرفَ و كانَ للكتابِ في هذه المدينةِ شآنٌ أيّما شأن ويعدّ ثروةً لا يٌفَرطُ بها في البيوتاتِ النجفيةِ، حتى وصلَت المكتباتُ الخاصةُ إلى اكثرَ من ثلاثةِ آلاف مكتبةِ اضافةً للمكتباتِ العامةِ التي تضمُ آلاف المخطوطاتِ والنفائسِ التدوينيةِ وتفتخرُ النجفُ باحتضانِها المطابعَ المتعددةَ فكانَتْ اولُ مطبعةٍ حجريةٍ في بدايةِ القرنِ التاسع عشر الميلادي وهي مطبعةُ (حبلُ المتين) التي كانتْ تطبعُ الكتب الفارسيةَ والعربيةَ.
من جانبه بين رئيس قسم الشؤون الفكرية والثقافية الشيخ سعد الخاقاني في كلمة له الغاية من إقامة هذا المعرض بنسخته الثامنة حيث اوضح انه جاء بحلة قشيبة رائعة امتزج فيها الذوق مع التنظيم قدر المستطاع رغم ضيق المكان لتقدم لوحة تبتهج بها نفوس اولي العلم والفكر والمثقفين لإمتاع عقولهم وزيادة معارفهم.
فلا زال القلم بسيطا في شكله عظيما في شأنه يعبر عن مكنونات نفوسنا وخلجات صدورنا وبه ابصرنا النور وبه سطرت الحضارات امجادها وبه جمع حصاد العلوم والمعارف والافكار ولولا عظم خطره وعلو قدره لما أقسم الله به في محكم كتابه في قوله تعالى: (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ) (القلم/1).. وهو السيف الذي لا يثلم وان طال القراع به وبيانه الباقي على مرور الايام على صفحات الكتب مؤشرا على العقول والمفاهيم فالكتابة امانة جليل اثرها عظيم قدرها ومن المؤسف ان تكون الكتابة ميدانا لا يحمى له يساق فيها القارئ الى انفاق الظلام من خلال اقلام مأجورة تنفث السم واننا اليوم نعيش وبألم اثار ذلك بأسوء حالاته.
لكننا وكلنا ثقة وأمل بالكتاب القيم الذي يقدمه حمله العلم والفكر الثاقب السليم في مختلف ميادين العلم والمعرفة وفي الاختصاصات شتى ليكون مصححا للمسيرة وهاديا الى سواء السبيل، واذا اعتقد بعضهم ان وسائل التواصل الحديثة وشبكة المعلومات الالكترونية الواسعة وسرعتها اصبح مغنيا عن الكتاب مما يجعل الناس تعزف عن المطالعة فيقال نعم على الرغم من فوائد ما ذكر وامتيازاته الا انه سيظل الكتاب بما هو جوهر العلم والتعلم فلولا الكتاب لما وجد الانترنت، فسيظل القلم والقرطاس هما الاساس في التعلم والكتاب هو المحور في تطور البشرية ويبقى الانترنت وسيلة تعليمية معينة كبقية الوسائل التعليمية في هذا العصر.
فيما قدم الشاعر عبد الحسين حمد قصيدته لتبدا بعدها مراسم افتتاح قاعة معرض الكتاب حيث شهد حضورا جماهيريا كبيرا من مختلف شرائح المجتمع العراقي وللمتعطشين للعلم والمعرفة اذ غصت اروقة المعرض برجال الدين والمفكرين والمثقفين وباقي شرائح المجتمع العراقي.

Z77A4476

اراء بعض ممثلي الدور المشاركة والزائرين
ومع اول ايام افتتاحه غصت اروقة الدور بالمثقفين والباحثين وطلبة العلوم الدينية ومن شرائح المجتمع كافة حيث شهدت اروقته اقبالا منقطع النظير والكل يتسابق لمعرفة العناوين التي حوتها اجنحة المعرض، اذ ان الاف العناوين وفي مختلف المجالات جمعها هذا المعرض من خلال المشاركات الواسعة هذا العام من قبل دور النشر المحلية والعربية والاجنبية حيث تعدد الثقافات واختلاف المصادر وتنوع الطبعات من دار الى اخر وقد حظي باستحسان المشاركين والزائرين اليه وفي استطلاعنا لبعض اراء اصحاب الدور المشاركة وحجم الاقبال والتنظيم الذي شهده المعرض فقد وجدنا الثناء على حسن التنظيم وتهيئة الخدمات والمستلزمات التي يحتاجها اصحاب الدور وكذلك كل ما يتطلبه المعرض لاقامته وقد بان السرور واضحا على وجوههم فالعديد منهم اوضح بان الاعوام القادمة ستكون المشاركات اوسع من خلال جلب الاصدارات والعناوين المهمة فان معرض النجف الاشرف الدولي للكتاب له بصمة واضحة في اقامة المعارض ونجاحها بينما ذهب بعض الزائرين الى ان الكم الهائل من الدور المشاركة من الدول العربية والاجنبية الى جنب المحلية منها قد اضاف لمسة واضحة على نجاح المعرض اذ ضم الكثير من الاصدارات والمطبوعات بين اجنحته من العلوم الدينية والفلسفية والانسانية والتاريخ والقانون والعلوم الاخرى والكتب الادبية والنقدية والبحثية حتى ان الكثير من ابناء المحافظات العراقية قد جاء لزيارة هذا المعرض للتبضع منه وشراء الكتب والمؤلفات التي لا يوجد بعضها في المكتبات في بلدنا الى جنب التطلع لمعرفة الثقافات الاخرى والاصدارات الجديدة التي كتبت في المجالات شتى وبطبعات مختلفة.

العتبات المقدسة والمزارات شاركت هذا العام بشكل اكبر
شاركت العتبات المقدسة في معرض الكتاب، باجنحة متميزة، فالعتبات المقدسة اليوم تؤدي دورا ثقافيا كبيرا فهي مراكز للانتاج الفكري والثقافي بالاضافة الى دورها الديني والعقائدي.. جناح العتبة العلوية المقدسة في المعرض شارك بأجنحة عدة منها لشعبة الأصدارات والمطبوعات من خلال الكتب التي أصدرتها العتبة المقدسة، وكذلك قسم الشؤون الدينية في بعض الكتب التي تصدرها العتبة العلوية واشترك ايضا قسم الصيانة في العتبة بلوحات مكونة من الخشب الموجود في ضريح الحرم العلوي وكذلك الرخام والمرمر وكان النحت عليها بطريقة جميلة ومتقنة وقسم المخازن إذ شارك في الاشياء التي تهدى لضريح امير المؤمنين وكذلك شارك قسم المشتل بالزهور فيما شارك قسم الاعلام بجناح الطفولة في مرسم الزائر الصغير .
فيما بيّن ماجد حميد ممثل مسجد السهلة المعظم في المعرض بان هذه هي المشاركة الثامنة في معرض العتبة العلوية وقد قمنا باصدارات جديدة هذه السنة لاول مرة تعرض في المعرض من كتب قيمة واصدارات, اما عباس الخياط ممثل مزار ابراهيم الغمر فقد اوضح بان هذه هي المشاركة الاولى التي نشارك في معرض الكتاب الدولي وهو معرض قيم بما فيه من مؤسسات علمية ومؤسسات ثقافية ومعرض جيد ومزيد من التقدم, رضا سيادت ممثل جناح العتبة الرضوية يثمن الجهود التي قدمت وما تم تهيئته ونقدم شكرنا لكل من اسهم في اقامة هذا المعرض.
أما انور حامد ممثل جناح العتبة العباسية فقد بين بقوله «لنا الشرف ان نشارك في هكذا معارض دولية كما اننا شاركنا بجملة من الاصدارات ونحن نشكر القائمين على هذا المعرض» , اما نائل تويج ممثل جناح مسجد الكوفة المعظم في معرض الكتاب الدولي فقد اكد بان الهدف من هذه المشاركة هو لنشر فكر اهل البيت عليهم السلام من خلال الاصدارات التي تقوم باصدارها الامانة العامة لمسجد الكوفة المعظم وقد شاركنا ايضا بمجموعة كبيرة من الكتب والمجلات التي تصدر عن المسجد.
عايد هارون ممثل مزار زيد الشهيد اشار الى ان امانة المزار شاركت في معرض الكتاب الدولي وللسنة الثامنة على التوالي وهذه المشاركة تشمل الاصدارات الخاصة بالمزار والكتب الدينية التي تطبع على نفقة المزار وقد لاحظنا الاقبال الواسع والكبير من الحاضرين، اما ماهر الشمري ممثل عن الوقف السني فقال: هذه المشاركة للوحدة الوطنية ولوحدة الامة الاسلامية لان هذه المشاركة دلالة على وعي تام وثقافة عالية من قبل العتبة العلوية ونحن نشكر القائمين لهذه الجهود الجبارة وكرم الضيافة والاخلاق العالية ونشكرهم ايضـــــــــا للتسهيلات التي قدمــت نشــــاطاً راقيــــــاً وشهد اقبـــالاً واســـعاً من قبل طلبة العلوم, كما شاركت كل من العتبة العسكرية والعتبة الحسينية والعتبة الكاظمية بعدة اصدارات واعمال حيث شهدت اجنحة هذه العتبات حضورا لافتا من قبل طلبة العلوم الدينية والمثقفين ومن مختلف شرائح المجتمع العراقي فيما قدم ممثلو هذه العتبات شكرهم لكل من اسهم في اقامة هذا المعرض وللتسهيلات التي قدمت للدور المشاركة وخاصة العتبات المقدسة والمزارات.

دور النشر الخاصة بالاطفال
وللطفولة نصيب ايضا في هذا المعرض حيث شاركت بعض الدور المحلية والعربية في هذا المعرض ممن عَنيت بتنمية ثقافة الطفولة حيث احتضنت اجنحة هذه الدور العديد من الاصدارات والكتب التعليمية والمناهج التربوية والقصص الاخلاقية والالعاب الفكرية اذ لاحظنا الكم الهائل من كتب التعليمية والقصص المشوقة والمطبوعات التي تخص الطفل من السنين الاولى من عمره حتى العاشرة كما ان ما يميز هذه القصص والمناهج هو الطباعة الحديثة والجميلة التي تشد الطفل لقراءتها مع الرسوم الجميلة بخط الفنانين العالميين حيث تواجد العديد من الاطفال في هذه الدور لشراء القصص والمناهج والوسائل التعليمية والفكرية وهو ما يميز المعرض ايضا من ناحية ازدياد اعدادهم مع ازدياد اعداد الاطفال وهذا يعني ان المعرض لم يغفل عن اهمية توعية الطفل وضرورة تنشئته وتوفير المناخ العلمي الملائم له اذ ان هنالك اقبالا واضحا وكبيرا من قبل العوائل لاصطحاب اطفالها للانتهال من معين هذا الزاد الثقافي.

IMG_8522

اقامة الندوات الفكرية والبحثية على هامش المعرض
وضمن فعاليات معرض النجف الأشرف الدولي الثامن.. للعتبة العلوية المقدسة وبالتعاون مع بعثة الصليب الأحمر الدولي أقيمت ندوة بحثية حول (الإسلام والقانون الدولي الإنساني) وهي ندوة تخصصية حول (الإسلام والقانون الدولي الإنساني النزاعات المسلحة إنموذجا)، اذ بين عضو مجلس الإدارة السيد عيسى الخرسان المشرف العام على فعاليات المعرض اننا اليوم أحوج ما يكون إلى الرجوع للقانون والاحتكام إليه، وقد يرى بعضهم أن لا رأي للإسلام في القوانين الدولية الإنسانية ، بينما الإسلام سبق الجميع في هذا المجال وبالخصوص رائد هذه المسيرة هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، بعد أن بين النبي الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله) الخطوط العريضة والقواعد العامة للنزاعات المسلحة وكيفية التعامل معها ومع ما يحيطها، بادر أمير المؤمنين (ع) في قسم من خطبه أو في غمار الحروب التي خاضها حينما يقول (لا تقطعوا شجرة.. لا تولوا مدبرا.. لا تجهزوا على جريح..) وغيرها من المصاديق الموثقة في ذلك، وهذا يعكس الإنسانية بأبهى صورها واليوم تتباهى الشعوب بأن لها إنسانية، فيما سبقها الإسلام وأصفى وأنقى إنسانية من الجميع لان البقة لما قام بسن قوانين الإنسانية تبقى تلك القوانين محدودة لان الذي وضعها محدود الرؤى والأفكار والزمن، أما ما وضعه أمير المؤمنين فكان تتعامل مع جميع الأوقات، ونحن اليوم أحوج ما نكون لذلك ليس فقط العراق بل جميع شعوب العالم للاحتكام للقانون الإسلامي بشكل عام وإلا تصبح الدنيا غابة يأكل القوي فيها الضعيف».
كما اقيمت ندوة اخرى بعنوان (ازمة الكتاب بين الواقع والتحديات) على هامش المعرض حاضر فيها الاستاذ مهدي الشعلان اذ اكد على ما يمر به الكتاب من ازمات كما بين بان هذه المدينة كتب عليها ان تكون صاحبة الشأن الثقافي الرائد منذ ان ضمت بين جنباتها جسد امير المؤمنين علي ابن ابي طالب امير البلاغة وسيد المتكلمين وبعد ان قصد الشيخ الطوسي هذه المدينة وانشا الحوزة العلمية واشرع الابواب امام الفقه الشيعي المتنور ومن خلال هذه الرحلة التي تبدا منذ اكثر من الف عام جاورت هذه المهمة الفقهية مهمات اخرى هي مهمة الادب بأنواعه واجناسه المتعددة من الشعر والقصة والمقالة والنقد والى ما شابه ذلك واضافة الى ذلك هو التاريخ فأصبحت هذه المدينة تشكل ثلاثيا مهما في الثقافة العراقية والعربية والعالمية وقد بزغ منها نجوم كبار على هذه الاصعدة فهي مدينة ريادة ومدينة علم وهي المدينة المتفتحة التي ترسم فسيفساء الثقافة العراقية والعربية، ورغم عصر التكنولوجيا والوسائل الحديثة يجد الجميع الاف الكتب بالأجهزة الحديثة لكن هذا يفقد متعة القراءة اذ يختلف عما يقرا في تلك الاجهزة فعلينا ان ننمي الذائقة الثقافية وهذا لا يعني ان نحد من التكنلوجيا ولدينا مقترح بان نسمي المعارض الدولية بأسماء ابناء المدينة المبدعون ممن افنوا حياتهم في سبيل ارتقاء الكلمة فعلى الجامعات والمؤسسات الثقافية ان تاخذ دورها وهذا الكتاب يعيش في ازمة وهو يترنح بين الموت والحياة فكيف نحافظ على تراثنا وحتـــــــــــى ان الكتـــــــــاتيب أنشئت في هذه المدينة وان العديد من العلماء والمفكرين قد تعلموا فيها اذن فكيف يترك في مهب الريح.

اقامة حفل توقيع لعدد من المؤلفين لبعض اصداراتهم
فيما واصل المعرض فعالياته الاخرى اذ اقيم حفل لعدد من المؤلفين لتوقيع مؤلفاتهم في اروقة معرض الكتاب حضره عدد كبير من المثقفين والكتاب والباحثين الى جنب نائب الامين العام للعتبة العلوية المقدسة الاستاذ خالد شنون والمشرف العام على المعرض السيد عيسى الخرسان حيث اكد الدكتور باقر الكرباسي اثناء توقيعه كتاب (حركة تصحيح الخط والاملاء في العصر الحديث) للشيخ محمد جعفر الكرباسي اكد على شكره وامتنانه لادارة المعرض لاقامة هذا الحفل البهي والاحتفاء بعدد من المؤلفين في توقيع مؤلفاتهم في معرض الكتاب الدولي مقدما نبذة مختصرة عن حياة والده الشيخ الكرباسي الذي افنى حياته في خدمة العلم كما اوضح اهمية الكتاب الذي تم توقيعه.
اما المؤلف الدكتور حيدر نزار السيد سلمان فقد اشار الى ان مضمون كتابه يتناول دور المرجعية الدينية في نشأة الدولة الحديثة منذ عام 2003 ولغاية هذه الفترة موضحا انه يتناول الجذور الفكرية والتاريخية لمدرسة النجف الاشرف ويعتمد على الارشادات والتوجيهات التي صدرت من مكتب السيد السيستاني (دام ظله).

نشرت في الولاية العدد 93

مقالات ذات صله