همهمات .. شناشيل

1272495659_2

حيدر رزاق شمران

حين اسير في شوارع مدينتي الحبيبة وازقتها.. ينتابني شعور ما.. وتختلج في صدري عواطف لا تنتهي.. وتستوقفني اصداء تناغم مسمعي مع كل خطوة أخطوها.. التفت ورائي لاتبين ما حولي .. فيخفق امام عيني الخورنق والسدير.. وبانقيا.. ارض ابراهيم الخليل موضع الرسل والأنبياء .. وموطن حضارات شتى.. كانت مع التاريخ بل ولدت قبل ان يولد التاريخ .. تنسمت عبقاتها انفاس الوجود.. لتقطع رحلة طويلة نشأت مع اول ابجدية لحضارة الإنسان .. وأتابع سيري لأكمل شوطا اخر من خطاي وانظر تارة اخرى لأتبين ما حولي فإذا بكون شاخص أمام ناظري يخطف بطلعته الأبصار .. قبة تسامق السماء رفعة وعلواً لتضفي الى هذه الأرض رونقا من الشرف والقداسة .. تتجلى كل يوم مع اطلالة الفجر الأولى وتكبيرة مئذنة هذه القبة العلوية الطاهرة .. فيقشعر بدني .. وتتبعثر خطواتي في زحمة السكون ويتشتت بصري من شدة البريق .. فالتقط انفاسي متكئاً على ذي الجدار وذي الجدار .. لتطالعني شناشيل هذه الأزقة القديمة ضاحكة .. تمتد بأفيائها حولي لأستشعر فيها تراثا زاخرا ظل على بساطته منتصبا شامخاً يسخر من حوادث الأزمان والعصور .. وها أنا ذا قد بلغت منعطف الطريق . ولكن لم لم تكتمل فرحتي بأناقة شوارع مدينتي ونظافتها .. سألت أحدهم: لماذا ترمي ما فضل من يدك في قارعة الطريق! فأجابني والدهشة تملأ عينيه: لكني لم افعل شيئاً لم يألفه الآخرون!..
تأسفت كثيراً لذلك .. فمدينتنا لا تستحق منا الا ان تبدو مرآة صافية تعكس عن طيب اهلها بسماحتها .. وتبدو في حسن جمالها بأناقة اروقتها وشوارعها لتخرج بابهى صورة خلابة بسواعد اهليها .. زاهية تتألق في اعين الزائرين.

نشرت في الولاية العدد 94

مقالات ذات صله