عمار ما شاءالله
لا شكّ ان هناك تناقضاً بين الدعوة إلى القراءة، وغياب الكتاب عن متناول شرائح اجتماعية لا تسمح ظروفها الاقتصادية باقتنائه، وذلك ما شكّل معضلة أصبحت المحك الموضوعي في تحقيق الدعوة إلى القراءة على المستوى المجتمعي.
ولله الحمد نجحت مكتبة الروضة الحيدرية منذ افتتاحها عام (2005م) بتجاوز الأطر التقليدية، في دعم جميع شرائح المجتمع من طلبة وباحثين أكاديميين وحوزويين لتبدد التمايز في ممارسة حق القراءة للجميع، حيث حررت الكتاب من استحالة وصوله إلى شرائح المجتمع ، من خلال اقتناء المصادر المهمة والغير متوفرة دائماً في الأسواق أو الباهضة الثمن وفي مختلف علوم المعرفة ووضعها تحت أيدي الباحثين في المكتبة.
كل ذلك كان بدعم كبير ومتواصل من قبل الأمانات العامة المتعاقبة للعتبة العلوية المقدّسة منذ سقوط النظام البائد وافتتاح المكتبة وإلى الآن , ونخصّ بالذكر الأمين العام الحالي سماحة السيد نزار حبل المتين(دامت توفيقاته) حيث كان منذ توليه الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدّسة داعماً ومستجيباً لكلّ ما تحتاجه المكتبة من دعم معنوي ومادّي لتوفير مصادر المهمة والغير متوفرة في المكتبة من خلال الشراء من معارض الكتاب الدولية في داخل العراق وخارجه.
حيث قامت المكتبة بشراء اكثر من 2000 مصدر مهم في مختلف العلوم من معرض النجف الدولي الثامن للكتاب ، وفي هذه الايام تشارك المكتبة في معرض طهران الدولي للكتاب لتقتني ايضا كل ماهو جديد ومميز من الاوعية المعرفية المختلفة لتضيفه لرصيدها المعرفي خدمةً للباحث الكريم ، وهذا التكاتف بين المكتبة والأمانة العامة ما هو إلا دليل على دعم العتبة العلوية المقدسة المتميز للانسان العراقي لاكتساب المعارف والذي يخلق تغييراً يلبّي طموحات الأجيال الشابّة الصاعدة والمجتمع بأسره، وهو ما ينعكس فكرياً وثقافياً في ممارسات المجتمع الحياتية.
نشرت في الولاية العدد 95
