حوار : باسم عبدالنبي النصار
قد تحول الظروف بينك وبين ما تصبو إليه والهدف الذي ترسمه للوصول إليه ورغم ذلك فإنك تبدع في كل مكان حين يكون عندك إصرار وعزيمة..
وحين تتغير الظروف ويصبح الطريق سالكاً قطعاً سيكون إصرارك أكبر وستسرع الخطى وتبذل الجهد وتسهر الليل حتى تحقق هدفك وحلمك رغم مرور السنين والأيام وهذا ما فعله ضيفنا العزيز.
ماذا يمثل لك الكتاب؟ وكم من الوقت تمضيه مع الكتاب؟
الكتاب يمثل لي الأب الحنون والمربي الفاضل والصديق الذي لا يمكن مفارقته.. واقضي بعض وقتي في الحوزة العلمية صباحاً ومعدل ثلاث ساعات في المكتبة ظهراً وساعتين بعد صلاة العشائين،
بماذا تفسر ظاهرة عدم اهتمام الشباب بالقراءة؟
ان بعض جيل الشباب أمّي جاهل لا يعرف القراءة والكتابة هذا من جهة ومن جهة أخرى مشاكل الحياة الصعبة التي يعيشها جيل الشباب وهم لاهثون وراء لقمة العيش ومع وجود وسائل التواصل الاجتماعي التي أدت لعزوف الشباب عن المطالعة والقراءة.
منذ متى وأنتم ترتادون مكتبة الروضة الحيدرية؟
منذ أكثر من ثلاثة سنين على أقل تقدير أما باقي المكتبات فقد كنت أرتادها منذ وقت طويل ولعل أجمل ما رأيت في المكتبات العامة هي مكتبتكم الموقّرة لارتباطها الصميمي بالعتبة العلوية المقدسة فأنت تستنشق عطر الولاية منها.. وهي جوهرة موجودة بأيدي أمينة يرتادها الداني والقاصي فهذه المدينة المباركة ولاسيما العتبة المطهرة تستحق أن تضم بين جدرانها هذا الكنز العظيم الذي لا يضاهيه كنز حيث شرف العلوم الاسلامية من علوم القرآن والفقه والكلام والأصول والفلسفة وغيرها.
ما سبب تفضيلكم مكتبة الروضة الحيدرية؟
سبب هذا التفضيل يمكن أن يكون لعدة أسباب منها: منها قدسية المكان وروحانيته، و نظام المكتبة الذي يعتمد على الرفوف المفتوحة مما يسهل على الباحث استعمال المصادر بحرية كاملة. هذا فضلا عن وجود الأجهزة الالكترونية كالكمبيوتر والذي يحتوي على فهرس المكتبة وحرية استعماله بشكل مباشر. كما ان وفرة المصادر والمراجع وكذلك الرسائل والأطاريح الجامعية والكتب العلمية بكافة فروعها.. يجعلها مكتبة شاملة دون المكتبات الأخرى. ناهيك عن وجود وسائل الراحة من قبيل التبريد والتدفئة والمرافق العامة، كما وإن المكتبة مجهزة بأحدث الكراسي والمصطبات والقرطاسية المجانية.. هذا بالإضافة الى التعامل الأخلاقي من قبل منتسبي المكتبة مع الباحثين جزاهم الله خير الجزاء.
هل ترى ان هناك مصادر تفتقدها المكتبة؟
لعل أهم المصادر والمراجع المفقودة هي الكتب القرآنية المعاصرة والمنهاج التدريسي للأزهر الشريف والكتب العلمية الحديثة لا سيما الطبية.
هل من كلمة أخيرة؟
نسئل الله أن يديم عز هذه المكتبة المباركة ويبارك لنا بكادرها وأن يوفقهم لكل خير وصلاح. وأن يوفق الباحثين ورواد هذه المكتبة العامرة وأن يعينني على إكمال كتابي فقه الجهاد بعد أن أكملت كتابي الاول فقه المرأة ومن بعده فقه التشريح لأقوم بإهداءه إلى المكتبة كما أهديت الكتب السابقة.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
نشرت في الولاية العدد 95
