شعبة صيانة الأبنية

رياض الخزرجي

تتوزع نشاطات العتبة العلوية المقدسة على محاور عدة منها الهندسة والبناء والإعمار ومنها الخدمات المباشرة التي تقدمها للزائرين ومنها الإرشادية والتثقيفية وكذلك النشاطات الإعلامية والكثير من النشاطات التي لم تصلها مجلتنا بعد لتغطيها، وأملنا كبير أن نغطي جميع هذه النشاطات وأن لا يُبخس حقّ شعبة أو قسم أو حتى وحدة في العتبة العلوية المقدسة دون تسليط الضوء على جهودها المتفانية لمرضاة الله تعالى وللوصول الى درجة اكتساب الشفاعة من صاحب المرقد المقدس عليه السلام، في هذا العدد سنقرأ ونتجول في أروقة شعبة صيانة الأبنية التابعة لقسم الشؤون الهندسية لنتعرف على نشاطاتها الكثيرة والجهود التي يبذلها منتسبوها في هذا الاتجاه:

تأسست هذه الشعبة منذ الأيام الأولى لهيكلية العتبة العلوية المقدسة بعد سنوات التغيير في عام 2003م وقد تعاقب على ادارتها الكثير من الأخوة آخرهم كان المهندس ذو الفقار عبد المحمد نصار، فكانت أعمال هذه الشعبة خاصة في صيانة أبنية العتبة داخل الصحن الشريف ولكن مع مرور الأيام والتطور الذي حصل في خارج العتبة بدأت المشاركة في إعادة إعمار وصيانة وتنفيذ بعض المشاريع التي كانت خارج اختصاصها فأصبحت من مسؤوليتها.
العمل في هذه الحدود المقدسة هو شرف ما بعده شرف عندما نعمل وباسم أمير المؤمنين(عليه السلام) هكذا استهل حديثه مسؤول الشعبة المهندس ذو الفقار نصار وقال: نحن لا نشعر بالتعب أو الإرهاق والملل، وحالنا كمن يعمل في روضة غناء بين باقات الورود ذات العطر الفواح، وكل مشروع هو روضة من تلك الرياض، فكان تنفيذ صحن الإمام الحسين(عليه السلام) والجهة الملحقة به من جهة شارع الصادق(عليه السلام) من أهم المشاريع الرئيسية التي تفتخر الشعبة بتنفيذها، كما كان لنا نشاط آخر هو تنفيذ بعض الاعمال الفنية منها تغليف الأروقة داخل الروضة الحيدرية المنورة وتغليفها بقطع المرايا الهندسية لتظفي جمالية ورونقاً اضافياً لها كالمنطقة المقدسة التي تنورت بنور صاحبها، وكذلك تغليف وتجميل بعض الجدران داخل الروضة العلوية بالقاشاني المزخرف وهذه فنون جديدة بدأنا ولله الحمد بالعمل عليها ونأمل أن يتطور هذا العمل تطورا أفقيا وعمودياً إن شاء الله.
ويؤكد نصار بالقول حول تنوع عمل هذه الشعبة فيضيف: هناك مشاريع صغيرة تكاد تكون شبه يومية يقوم بها منتسبو هذه الشعبة على مدار الساعة، وهناك مشاريع متوسطة ومشاريع كبرى ولله الحمد استطعنا أن نغطي كل طلبات العتبة والأبنية التابعة لها بل واستطعنا أن نغطي عمل ما أضيف لنا من مشاريع سواء كان على مستوى التنفيذ أو على مستوى الصيانة والبناء والإعمار، ومن هذه النشاطات الأخرى: صحن الإمام الحسن (عليه السلام)، حيث تبلغ مساحته أكثر من 5000 متر مربع وكذلك مخبز العتبة وروضة الأطفال التابعة للعتبة، وبسبب كثرة المشاريع أخذت مهامنا واعمالنا تتوسع وتكبر.
وفي ختام هذه الجولة ختم المهندس ذو الفقار حديثه حول هذه الشعبة وعملها والجهد الجبار الذي يبذله منتسبوها بالقول: في الواقع العمل في مثل هذه الأماكن يقطع عليك مساحة تفكيرك في الأماني والآمال الدنيوية وأنت تخدم أمير المؤمنين(عليه السلام) فتشعر وكأنك تعمل خادماً في بيت أمير المؤمنين الحقيقي وأنت ترى يومياً قبة وضريح الإمام علي (عليه السلام)، فتزداد نشوة واعتزازاً، ونحن طالما يتملكنا هذا الشعور فلا حاجة حينئد أن نفتح بوابات آمالنا على مصراعيها فكل ما نأمله موجود هنا، هذا على الصعيد الشخصي أما على الصعيد الإداري والوظيفي بالتأكيد دائماً نسعى لأن نكون الأفضل من خلال الواقع العملي لا من خلال الكلام فقط. كما بدأت الشعبة بوضع متواضع وبإمكانيات بسيطة وهي الآن تعد من أهم الشعب في العتبة العلوية ونسعى كذلك على ان لا نبقى نراوح في أماكننا فقد قدمنا بعض الدراسات من أجل تطوير العمل وإيجاد الحلول الناجعة للتقدم الى امام باذن الله تعالى.

نشرت في الولاية العدد 96

مقالات ذات صله