شاعر وقصيدة

الشيخ طاهر السوداني

حيدر رزاق شمران

يعد الشاعر طاهر السوداني من شعراء النجف الذين تميزوا بغزارة شاعريتهم وجزالة المفردة وسبكها في إطار فني واستحسانها من قبل المتلقي فلقد كان اديبا يمتاز ببساطة الالفاظ  في صياغة الصورة الشعرية التي كان يرسمها بتلقائية وعفوية.

ولادته :
هــو الشيخ طـــاهر بن الشيخ حسن بــــن بندر بن ساهــــي الكندي السودانـــــي وهو اديــــب قديــر وشــــاعر مـعروف وعــــالم جليــــــل.
ينقل الشيخ الخاقاني في كتاب شعراء الغري الجزء الرابع صفحة 406 :ولد في النجف عام 1206هـ ونشأ بها فدرس المقدمات على مجموعة من رجال الفضيلة وتفوق على اخدانه واختلف على حلقات مجموعة من الاعلام واكثر من حضرها هي حلقة الشيخ محمد طه نجف والشيخ حسن المامقاني واستمر في العكوف على التخصص في الفقه واصوله وفي البقاء في النجف اكثر من اربعين عاما وبعد وفاة استاذه الشيخ محمد طه نجف أي عام 1323هـ سافر الى لواء العمارة حيث اتصل بزعماء قومه من عشيرة السودان فكان له بينهم مقام مرموق واقتدى به الكثير منهم.
شهادة معاصريه:
ذكر شاعرنا الشيخ النقدي في الروض النضير حيث قال :كان من أهل الفضل والأدب , جميل اللفظ حسن المحاورة بديهي النظم تتلمذ في النجف الأشرف على شيخ الطائفة الشيخ محمد طه نجف وسافر بعده الى العمارة.
اما الخاقاني فقد ذكره في مجلده في جزئه الرابع صفحة 407 بالقول : أما فضله فقد وصل فيه الى درجة عالية غبطه عليها الكثيرون.
وفاته:
توفي الشاعر الشيخ طاهر السوداني سنة 1333هـ وقد نقل جثمانه من العمارة الى مدينة النجف الاشرف حيث مثواه الاخير في وادي السلام .
وقد جمع شعره في ديوان ضم اكثر من ستة الاف بيت الا ان اغلب شعره قد تلف منه خلال اسفاره الكثيرة ولم يبق منه الا النزر اليسير.
ترجيكَ محجوباً..
ومن قصيدة له يستنهض بها الامام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف)..
اليك الوغى يا بن الوغى تعلن الندبا                   فلبي الندا منها فيا خير من لبى
ترجيك محجوباً اطلتَ انتظارها                           فكادت لطول الحجب ان تخرق الحجبا
وما فتحتْ في غير عينك عينها                          ولا عقدت في غير طلعتك الهدبا
ترى انّ سرح الشوق اربعَ مخصباً                       وربعك اضحى سرحه بينهمْ نهبا
واذ لم تجد للصبر في القوس منزعاً                    على نحبها حتى عليك قضت نحبا
الى كم عراب الخيل عندك ضمّراً                       تجول ولم تدرك طراداً ولا وثبا
يا يوم عاشوراء
ومن قصيدة له في رثاء سيد الشهداء الامام الحسين (عليه السلام)..
هلّ المحرمُ فاستهلّ بكائي                        فيه لمصرع سيد الشهداءِ
ما عدتَ يا عاشور الا عاد بي                      كمدي وهجتَ لواعج البرحاء
يا يوم عاشوراء كم لك لوعةٌ                       تهمي لها كبدي بفيض دمائي
واهاً على تلك النساء كأنها                        قطا ريع من اوكانه بنداء
لهفي على تلك الجسوم على الثرى           تصلى بحر حرارة الرمضاء
اسفاً على تلك الوجوه كأنها                     الاقمار قد ترّبنَ في البوغاء
من كل وضاح الجبين لهاشمٍ                     ينمى لرأس الفخر والعلياء
حشدوا على ورد الردى في كربلا              حيث العطاش على غدير الماء
سادةٌ سادَ مجدهم..
ومن قصيدة له في مدح اهل البيت (عليهم السلام)..
ان اذاب السقام يا صاح جسمي                  فشفائي منه بذكر عليّ
وانا لم ازل اذا اشتدّ كربي                         كان تفريجه بآل النبيّ
سادةٌ ساد مجدهم وعلاهم                     فسما كل ذي مشيدٍ عليّ
نافذا امرهم على كل عبدٍ                         من ذوي العزة الاله العلي
يا غياث الصريخ انتم رجائي                      ما لقلبي سوى الولا من وليّ
وبه لذت من فواحش ذنبي                     لذت في اقصى مكان قصيّ

نشرت في الولاية العدد 100

مقالات ذات صله