مطلقات بين رغبة الحياة وضغط المجتمع

رملة الخزاعي

انتشرت ظاهرة الطلاق بين اوساط المجتمع بشكل كبير حيث سجلت الاحصائيات في الاونة الاخيرة تزايدا ملحوظا في اعداد المطلقات اللاتي تتراوح اعمارهن (18-27)، هذه الفئة العمرية لم تتوقف عن محطة الطلاق بل واصلت مسيرتها في الحياة فالكثير منهن رجعت الى مقاعد الدراسة لتكمل تعليمها وسط قبول وعدم قبول من المجتمع فمن الناس من يرى ان المطلقة افة يجب الابتعاد عنها ومنهم من يرى انها يجب ان تمارس حياتها الطبيعية، فهل تشكل المطلقة التي ترتاد المدرسة خطرا على الطالبات؟ ام هل انها خرجت من تجربة ويجب ان تواصل حياتها؟ استطلاع اجرته المجلة لتعرف على اراء المجتمع حول المطلقات على مقاعد الدراسة، 

المطلقات خطر على الفتيات
زينب محمد جواد /رابع اعدادي تقول: عندما انتقلت الى الصف الرابع الاعدادي كانت معنا اثنتين من المطلقات في شعبتنا، عندما تحدثت لامي عن معاناتهن وكيف رجعن الى المدرسة بعد طلاقهن غضبت امي مني ونهرتني وقالت: اياك والاقتراب منهن او الحديث معهن لان المطلقات خطر على الفتيات وصرت لا اكلمهن ولا اجالسهن ابدا.
الاء ماجد / طالبة جامعية تقول: كثرت حالات رجوع المطلقات الى الدراسة بعد انقطاع دام سنوات عدة ونشاهد في المرحلة الواحدة حالات عدة ينظر لهن الطلبة نظرة دونية بل حتى من تصادقهن ينظر لها على انها ترتكب ذنبا، وكل خطوة تخطوها المطلقة محسوبة عليها، اضطرت اغلب الطالبات الى مقاطعتهن تماما للحفاظ على سمعتهن ومكانتهن.
اسراء ساجد / تربوية تقول: نعاني في المدارس وبخاصة الاهلية كثرت وجود المطلقات اللاتي لا تتجاوز اعمارهن الـ(20) عاما، وبدأت سلوكياتهن تؤثر على بقية الطالبات، كونهن خرجن من تجربة فاشلة وانعكس ذلك على وضعهن النفسي مما اثر على سلوكياتهن، واغلب المطلقات من هذه الفئة العمرية يكن جريئات جدا ومن الخطأ ان يكملن دراستهن في المدارس نفسها التي ترتادها الفتيات، يجب ان تكون لهن مدارس خاصة كي لا يؤثرن على غيرهن.
المطلقة اداة هدم:
ام محمد التميمي / ربة بيت تقول: بسبب التربية الفاشلة للذكور والاناث كثرت وانتشرت حالات الطلاق وهذا خطأ فادح ترتكبه اغلب العائلات وتريد ان تصححه فترتكب خطأ اكبر، فبعد طلاق ابنتهم يسمحون لها بالعمل او اكمال الدراسة متناسين حجم خطر المطلقة على المجتمع وعلى عائلتها، بناتنا اختلطن بهن وصارت لديهن جرأة في خوض موضوعات خاصة، يجب ان تكون لهن رعاية خاصة وتفتح مراكز خاصة تعالج وضعهن النفسي قبل ان يختلطن ببقية افراد المجتمع.
زهراء فيصل / تعمل في مركز تجميل تقول: كان مركزنا ترتاده شهريا مئات النساء لكن شاهدنا انحسارا كبيرا بإعداد الزبونات ولم نعلم ما السبب الا بعد ان ضغطنا على احدى زبوناتنا اللاتي تركتنا فقالت: بعد ان عملت (س) لديكم وشاع الخبر بين النساء تركن مركزكم كونها مطلقة وتخرج من البيت كثيرا تدرس في الجامعة وتعمل ولا يوجد رجل يحكمها.

معاناة بسبب نظرة المجتمع:
أ.ع : تقول تزوجت وبعد ثلاث سنوات طلقني زوجي كوني لا انجب الاطفال وكان عمري 18 عاما، بعدها رجعت الى الدراسة وواجهت مشكلة كبيرة بسبب نظرة المجتمع اشعر اني عبء على المجتمع بسبب المجتمع نفسه، فلماذا اتحمل اللوم بسبب مصير لم اختاره.
ه.س: بعد ان تزوجني وعمري 16 عاما تركني بعد اقل من سنة، اضطررت الى الرجوع لإكمال دراستي لكني واجهت متاعب كثيرة اولها معاملة التدريسيات لي يعدنّي افة خطر على بقية الطالبات ولا استطيع ترك الدراسة ولا استطيع اكمالها بسبب معاملة المجتمع لي.
ف.م: درست في الاعدادية بعد مرور عام على طلاقي من ابن عمي لكني واجهت جبهات عديدة من داخل المدرسة وخارجها وكأني ارتكبت ذنبا لا يغتفر ولا ادري هل تحولت المطلقة الى مخلوق خطر يجب الابتعاد عنه.
اقتراحات وحلول
الطلاق احد اكبر المشاكل التي يعاني منها المجتمع بسبب تزايد اعداد المطلقات صغيرات السن وبدلا من وضع حل لهذه المشكلة يساهم افراد المجتمع في توسيع حجم المشكلة، وحدها النظرة الدونية لهن تتسبب في مشاكل كثيرة فعندما ينتقص المجتمع منها تتولد لديها ردة فعل ربما تحولها الى متمردة او منتقمة من المجتمع دخولهن المدارس والجامعات لا يعني انهن مرض معد يجب عزلها عن بقية افراد المجتمع هذا الاحساس يجعل منهن منتقمات وناقمات من المجتمع الذي ساهم في مأساتهن، فعلى التربويات والجامعيات تلافي حجم الخطر الناتج عن النظرة السلبية لهذه الفئة من الطالبات، يجب ان يعاملن معاملة خاصة ويراعن مراعاة خاصة كي لا نساهم في تأزيم الوضع النفسي لديهن، فمعاملتنا لهن ونظرتنا سبب رئيس في نشوء غول منتقم متمرد لا يبالي بما يصنع او ما يقال عنه فلنساهم في اصلاح المجتمع بمراعاة هذه الفئة.

نشرت في الولاية العدد 100

مقالات ذات صله