شعبة صيانة التبريد

رياض مجيد علي

عندما يوظّف الفكر في الاتجاه الصحيح يبدأُ نتاجه الخلاق وابتكارته التي تملأ آفاق الدنيا تطوراً وتقدماً يُغني المجتمع بأدوات التطوّر والإبداع التي دعا لها ديننا الحنيف، فها هي شعبة التبريد في قسم الصيانة في العتبة العلوية المقدسة تعرضُ نتاج أفكار شبابها المبدع لتقول للعالم نحن هنا نشارككم ثورة التطور التكنلوجي، ومن أجل الوقوف على أهم الخدمات التي تقدمها هذه الشعبة أجرينا هذا اللقاء مع مسؤول شعبة التبريد المهندس الأستاذ مهدي ثابت مهدي ليضعنا في الصورة الحقيقية لهذه الشعبة ونشاطاتها ومواكبتها لعجلة التطور:

كان السؤال التقليدي والمعروف عن سنة تأسيس هذه الشعبة فبادر المهندس مهدي بقوله:
أسّست هذه الشعبة عام 2004م وكانت بداياتها بسيطة متواضعة ولكن بهمة الأخوة الذين سبقوني بهذا الشرف تمّ تطويرها وتحسينها مواكبة للتطور الحاصل تكنلوجياً وبسبب الحاجة الملحة خدمة للزائرين وتوفيراً للأجواء المريحة والمكيفة تمّ العمل على تطويرها وهي كما نشهدها اليوم.

كم عدد المنتسبين في هذه الشعبة؟
طبعا ليس بالكثرة وإنما بالنوعية فهناك 33 منتسبا في هذه الشعبة ومكونة من عدة وحدات وهي: وحدة البكجات والجلرات وهي قلب التبريد وتتميز بمنظومة التبريد المركزية و وحدة السبالت والبرادات و ورشة الغسل تتكون من ثلاث وحدات، أمّا دوام المنتسبين فهو في ثلاث وجبات وهناك تحكم بالاجهزة في أكثر من موقع داخلي وخارجي وعلينا أن نغطي جميع هذه المواقع.

هل هذا العدد كافٍ باعتقادك لإنجاز هذه المشاريع؟
طبعا بصراحة لو كنّا في غير مؤسسة أو دائرة فمن المستحيل أن يكفي هذا العدد، ولكن لله الحمد الذين يعملون هنا بروحية وبإخلاص للأمام سلام الله عليه ولكن كما تعلم العمل بتطور مستمر وهناك مدخلات ومخرجات فيجب أن يكون هناك تناسب بينهما ولكن مع ذلك الحمد لله العدد الموجود من المنتسبين كافٍ لإدارة شؤون هذه الشعبة.

هل تعتقد أنّ نكران الذات عامل مهم في الإخلاص في هذا المكان؟
ضروري جداً أن يكون هناك نكران الذات، فإذا ما تخلى الإنسان في عمله عن مصالحه الشخصية سيركز تلقائياً على الإخلاص والتفاني في خدمة المكان الذي يعمل فيه فكيف ونحن نعمل إلى جوار بطل الإسلام أمير المؤمنين (عليه السلام).

بالتأكيد تستمعون لأخبار التطور العلمي والتكنلوجي الحاصل في العالم وما علينا إلا مواكبة هذا التطور فأين أنتم من هذا التطور ضمن عملكم واختصاصكم؟
لاشك نحن على اتصال مستمر مع العالم لنتجول في أروقة العلم وآخر ما توصل اليه من اختراعات وتطورات على جميع الصعد ومنها ما يهمنا في مجال عملنا، ومن المشاريع الحديثة والخاضعة للمواصفات التكنلوجية العالمية هو مشروع جديد قامت بتنفيذه كوادرنا الهندسية والفنية في مجمع دار ضيافة الإمام الحسن(عليه السلام)، وهو منظومة الـ (بي أل سي) وتعتبر فريدة من نوعها وخلاصة عملها هو التحكم بالأجهزة من بعد حيث توجد شاشات ذكية لمراقبة عمل هذه الأجهزة ومتابعته ويعتبر هذا المشروع من المشاريع الحديثة وسينفذ إن شاء الله في صحن فاطمة(عليها السلام) كذلك وسيربط في منظومة التبريد العامة في هذا الصحن الشريف.

سنشهد بعونه تعالى في الفترة القادمة افتتاح صحن فاطمة (سلام الله عليها) وكما تعلمون سعة وحجم هذا الصحن وحاجته الكبيرة لمنظومات تبريد عملاقة ربما، وذلك لتأمين الأجواء المناسبة للزائرين فما خططكم المستقبلية في هذا الإطار؟
لاشك إنّا وضعنا في حساباتنا ما ستؤول اليه الأمور بعد افتتاح هذا الصحن الشريف وابتداءً بودي القول أنّ الحرم الشريف سيُربط بصحن فاطمة بكل خدماته التي يقدمها، أمّا منظومة التبريد فهناك بناية خاصة للتبريد جُهزت لهذا الغرض، كما أنّ هناك مضخات لتدوير المياه، وأود الأشارة إلى أنّ هناك شركات عالمية منشغلة حالياً بتنفيذ هذا المشروع، كما توجد منظومة كهربائية متكاملة لتأمين احتياجات الأجهزة العاملة كافة على الطاقة الكهربائية ومن ضمنها أجهزة التبريد المركزي التي نعمل على تأمينها.

نكون سعداء جداً عندما نرى شبابنا بهذا المستوى من الجهود ما أهم الأفكار التي تمّ طرحها سواء في مرحلة الدراسة الجامعية لجنابك الكريم أو في العتبة المقدسة؟
كما تعلم تسديد الخطى من خلال المسؤولين الذين يفتحون الطريق أمام الشباب، نعم هناك مشروع شاركنا فيه في معرض بغداد الدولي، معرض التقنيات كمشروع منظومة تبريد باستخدام الماء المثلج، ويعتبر النموذج المستخدم نفسه في الحرم المطهر، ومن المؤكّد فإنّ الحاجة هي التي تفرض نفسها لذلك صنعنا هذا الجهاز وشاركنا به في معرض بغداد الدولي وبتوفيق من أمير المؤمنين(عليه السلام)، لاقينا استحسان من قبل وزير الاتصالات و وزير الكهرباء وتمّ منحنا شهادة اختراع من قبل دائرة السيطرة النوعية وتمّ تسجيله باسم العتبة ومنحنا براءة اختراع.

هل هذا المشروع فيه جدوى اقتصادية وما الخطط المستقبلية لتطويره؟
كما ذكرت لكم فقد عملنا نموذجاً وشاركنا به وكان ناجحاً 100% وبتوصية من سماحة السيد الأمين العام فنحن الآن مشغولون بصناعة نموذجٍ لهذا المشروع في أحد منازل مشروع قنبر السكني، وبعد ذلك سيتوسع بعونه تعالى، وهناك خطة انتاج متكاملة سنفصح عنها في حينها إن شاء الله.

من المعروف أنّ بلدان العالم تعمل على خطط استراتيجية تطويرية لاختراعاتهم، فهل هناك خطط استثمارية لتطوير هذا المشروع؟
العتبة العلوية دائما تفكر بالزائر وخدمته أمّا الفائدة المادية فهي في المرحلة الثانية، هذا المشروع يخدم الناس وعلى سبيل المثال لا الحصر اذا أردت أن تكيف الهواء في منزلك فعليك أن توفر أجهزة تبريد لكل غرفة في حين هذا الجهاز المخترع هو قطعة واحدة يبرد ثلاث غرف في آن واحد وبطاقة كهربائية أقل من المتعارف تصل إلى النصف، وهناك أمور حسابية كثيرة.

كلمة أخيرة توجهها إلى زائري أمير المؤمنين (سلام الله عليه)؟
أتمنى أن يكونوا راضين عن عملنا ونحن نضحي بالغالي والنفيس من أجل راحتهم ونتمنى أن ننال رضاهم دائماً وبالتالي رضا الباري عزوجل ورضا صاحب هذا المرقد الطاهر.

نشرت في الولاية العدد 104

مقالات ذات صله