اقدم مكتبة في الناصرية

هاشم الباججي

تسعى وحدة التواصل والتوزيع في شعبة الصحافة – قسم الاعلام للتواصل الاعلامي والثقافي مع المحافظات بمؤسساتها الثقافية والفكرية من اجل تسليط الضوء على الواقع الثقافي في المحافظات وحفظ تراثها ، وفي زيارتنا الى محافظة ذي قار بحثنا عن اقدم مكتبة في المدينة ، وعرفنا عن طريق بعض المثقفين انها مكتبة الاهالي التي تقع في مركز المدينة ، فذهبنا الى هناك والتقينا بالأستاذ عمار حمودي صاحب اقدم مكتبة في مدينة الناصرية ، وبدأنا الحديث معه عن تأسيس المكتبة فقال :

اسسها جدي المرحوم الحاج جبر غفوري شناوة سنة 1937 ، فقد كان جدي محبا للعلم والثقافة لذا طلب من والده مبلغا من المال ليفتتح كشكا صغيرا في مركز المدينة ليكّون بذلك اول مكتبة في هذه المدينة ،وكان هدفه نشر العلم والثقافة ، ثم توسعت المكتبة من كشك صغير الى محل اكبر وذلك بانتقالها عام 1945 الى شارع الجمهورية في بناية حديثة في ذلك الوقت ، ونقلنا الى مكان اخر اوسع في شارع الجمهورية نفسه عام 1957 وهو هذا المكان الذي تراه الان وما زلنا به ولحد هذا اليوم ، وعن طبيعة العمل وبداياته تحدث الاستاذ عمار قائلا : كانت البداية ببيع الصحف والمجلات وكانت تصل جدي في ذلك الوقت الصحف والمجلات عن طريق القطار من بغداد ،وكانت تتأخر عن يوم صدورها ، وعن بعض الذكريات التي ينقلها عن جده مؤسس المكتبة قال الاستاذ عمار هناك طريفة انقلها لكم : كان جدي من ضمن مؤسسي الحزب الوطني الديمقراطي العراقي بقيادة كامل الجادرجي ، وقد تعرض للمضايقات والمطاردة ايام الحكم الملكي من سنة 1949 – 1953 وقد اعتقل في احدى المرات وسجن ، وعندما وقف امام الحاكم العسكري البريطاني سأله ما اسمك ولقبك ؟ فقال جبر غفوري ولقبي الحركي ( جخر) ، فقال له الحاكم العسكري البريطاني ماذا تريد من معارضتك للنظام ! هل تريد ان تكون رئيس وزراء ؟ قال جدي : ولم لا ؟ قال الحاكم العسكري وهل اسم (جخر) لائقا ليكون رئيسا للوزراء ! ، فرد عليه جدي وهل تيتو رئيس وزراء يوغسلافيا افضل مني فضحكوا جميعا .
وعن تطور ادارة المكتبة قال : كان جدي يدير المكتبة ثم انتقلت ادارتها لابي ، وفي عام 1983 بدأت بإدارة المكتبة ، وعن المضايقات التي كانت تحصل للمكتبة قال الاستاذ عمار : المضايقات كانت تحصل في كل عهد منذ العهد الملكي وحتى الجمهوري لان الكتاب والمجلة تعبر عن الفكر، والفرقاء يعملون على عدم نشر فكر الاخر وهكذا كل من يستلم السلطة يحاول ابعاد المخالف ومحاربته وهذا يقع على المكتبات لأنها الواسطة التي من خلالها تنشر الفكر فكانت المضايقات والتعهدات بعدم بيع الكتب المخالفة ،واشد المضايقات كانت في فترة النظام البعثي لاسيما وكنا نبيع و نوزع جريدة طريق الشعب ، وعن الكتب الاكثر رواجا بين القراء قال: كما تعلمون مدينة الناصرية مدينة القراء ، واكثر الكتب مبيعا هي الروايات والادب وهناك بعض الطلب على كتب الدراسات والابحاث والكتب الدينية وهناك ملاحظة مهمة يجب ان اذكرها وهي من النادر ان ياتي شابا ويشتري كتابا فالشباب مع كثير الاسف قد شغلوا انفسهم بامور لهوية وغير نافعة، اما عن الواقع الثقافي في المحافظة فقد تحدث الاستاذ عمار قائلا: لا توجد لدينا في الناصرية معارض كتاب او بعض النشاطات الثقافية ، وهناك مكتبة وحيدة في هذه المحافظة وهي المكتبة العامة في الناصرية وهي مكتبة بائسة فلا يوجد لديهم تواصل وتجديد وكل كتبهم قديمة ، ولكن هناك الكثير من المثقفين الذين يبحثون عن الكتاب وعن ما هو جديد ،ويبقى الطلب على الكتاب في الناصرية من قبل كبار السن المثقفين ، ومن بين رواد المكتبة شاكر الغرباوي وطالب الحسني وعبد الرحمن مجيد الربيعي و احمد الشيخ وغيرهم الكثير ، اما أبرز الكتّاب في المحافظة اذكر منهم ياسر البراك وهو كاتب مسرح، وجبار وناس مؤلف قصة ، ومن المكتبات القديمة في الناصرية مكتبة الباقر ومكتبة الفيض التي تختص بالكتب والروايات والنسب العشائري.
وعن رؤيته لتطوير الواقع الثقافي في المحافظة قال : اذا اردنا تطوير الواقع الثقافي يجب ان نبدأ بالمدارس الابتدائية لحثهم على القراءة ، والعمل على اقامة المعارض والفعاليات الثقافية المختلفة ، واستخدام الاساليب المحببة لترويج الكتاب لدى الطلبة والشباب باستخدام التطور التكنلوجي.

نشرت في الولاية العدد 106

مقالات ذات صله