المؤرخ الدكتور كامل سلمان الجبوري

في امسية رمضانية جميلة اقيمت يوم الرابع من رمضان سنة 1438 الموافق 30/5/2017 احتفالية في مكتبة الجواد العلمية احتفاءا بالدكتور كامل سلمان الجبوري ومجلته افاق نجفية بمناسبة مرور اثنى عشر عاما على اصدارها، وقد ابتدأ الحفل بعد ذكر الله الكريم الاستاذ ابو وهاب مخاطبا الدكتور الجبوري والحاضرين:
فلا تسأليني في هواك زيادة          فايسره يغني واكثره يقنع
والدكتور الجبوري غني عن التعريف فهو باحث ومؤرخ واديب ومؤلف اضافة الى انه رئيس تحرير مجلة افاق نجفية التي يصدرها بجهود خاصة في مدينة النجف الاشرف ، وفي هذه المناسبة التقيت الدكتور كامل سلمان الجبوري لتهنئته على هذا الاحتفاء وطلبت منه اجراء لقاء قصير لمجلة الولاية عن بداية مجلة افاق نجفية والحديث عن بعض مؤلفاته فكان هذا الحوار
متى بدأت الكتابة واصدار مجلة مختصة عن تراث النجف ؟
في عام 1965 اصدرت مجلة شهرية اسمها الموعظ استمرت لمدة سنتين، وفي اواخر تسعينيات القرن الماضي ذهبت الى بيروت واصدرت من هناك مجلة الذخائر التي كانت تضاهي مجلة الممورد التي تصدرها وزارة الاعلام العراقية، وكانت تشترك في هذه المجلة مؤسسات ثقافية وحكومية من دول الخليج، ومن ضمنها مؤسسات المملكة العربية السعودية التي كانت ترسل لي بعض الاصدارات التي تتعلق بالمملكة العربية السعودية ومن ضمن الامور التي كانوا يبعثونها الي مجلة (الدارة) وهي دارة الملك عبد العزيز أي مقر ، وهي مجلة مختصة بشؤون الدارة ما كتب عنها محليا وعالميا وتراثيا من العادات والتقاليد والاثار التاريخية ،عند ذلك تبلور في ذهني ان اصدر في النجف مثل مجلة دارة الملك عبد العزيز ، وحينما عدت الى النجف هيأْت نفسي وبدأت اجمع ما يخص النجف من تراث ووثائق ، وطلبت من بعض الاساتذة ليكتبوا في مجلة افاق وهكذا بدأت عام 2006
ما مدى أصداء المجلة داخليا وخارجيا ؟
لقد حدثني شخصيا احد المراجع انه يقرأها من الغلاف الى الغلاف ، وفي احدى المرات عندما قدمت له عددا جديدا قال سأخبرك عن جميع مواضيع العدد السابق ، وهذا ما زاد من همتي لتطويرها واستمرارها، والمجلة بدأت بالانتشار ولها اصداء خارج العراق ويخاطبوني من الخليج والدول العربية ولندن للحصول على اعدادها ،وهذا دليل على مقبوليتها لدى الخاصة والعامة
ما أبرز الابواب والمواضيع التي تحاول اظهارها ؟
المجلة غير مبوبة ولكن هي مجلة شاملة وكأنها مجمع وارشيف خزانة ففيها ترجمة ودراسة عن الادباء والشعراء ، وبحوث ومواضيع عن النجف وترجمة لملفات كبار اعلام النجف الذين لم تسلط عليها الاضواء ،اضافة الى الوثائق والرسائل التراثية
ما هدفكم من اصدار مجلة وثائقية تاريخية ؟ وما الصعوبات التي تواجهها ؟
هدفي من اصدار هذه المجلة خدمة التاريخ والادب والثقافة في النجف فرغم معاناتي التي اقوم بها لاصدار هذه المجلة من معاناة مالية وتوزيع، فانا اقوم بجميع عمل المجلة من جمع المعلومات ومراجعة الادباء ومن تهيئة الطباعة ومراجعتها وتصحيحها الى نشرها فانا اقوم بتوزيعها بيدي ، وليس للمجلة أي دعم مالي واصدرها من مالي الخاص فقد بعت قطعة ارض وبعض الحاجيات الخاصة من اجل اصدار هذه المجلة وطباعتها في مطبعة النجف وانا اشكر هذه المطبعة التي تنتظرني واسدد لهم بالاقساط ولا اريد ان اغلقها او اتوقف رغم الصعوبات التي اواجهها فقد صار نوع من التحدي
هل يوجد دعم لهذه المجلة ، او تعاون مع بعض المؤسسات الثقافية والاكاديمية ؟
كما قلت سابقا لا يوجد أي دعم لهذه المجلة فأنا اصدرها من مالي الخاص ، ولا يوجد أي تعاون مع المؤسسات الثقافية والاكاديمية ولكن احصل على بعض المواضيع بشكل شخصي ، وحصلنا فقط على كلمات الدعاء وهنيئا لك وبارك الله فيك وحياك الله وغيرها
وانت ابن هذه المدينة المعطاء ، فماذا تمثل لكم النجف الاشرف ؟
النجف مدينة علمية وهي روضة من رياض الدنيا فيها مختلف الأمكانيات من علماء وادباء وشعراء ومكتبات ومدارس وحركة ثقافية فالأنسان ينهل منها .
ما عدد مؤلفاتكم المطبوعة ؟
بلغ ما طبع لي من الكتب أكثر من ( 87 ) مؤلفا منها، معجم الشعراء في معجم البلدان ، ومعجم الأدباء في العصر الجاهلي حتى عام 2002 (7 مجلدات) ، و ( مرآة الزمان) تحقيق للمؤلف سبط أبن الجوزي (14 مجلدا) ، و(دائرة معارف النجف الأشرف) الحد الأدنى له (25 مجلدا) وكذلك تاريخ الكوفة الحديث، وحصيلة الثورة العراقية من النتاج الفكري، ودليل المتحف الوثائقي لثورة العشرين في النجف ، شعراء الكوفة الشعبيون، فضائل الإمام علي، قلائد الذهب في جمهرة أنساب العرب،الكوفة في ثورة العشرين، مذكرات برترام توماس في العراق، النجف وحركة الجهاد ،مذكرات السيد علي كمال الدين، مذكرات الحاج صلال فاضل، مذكرات السيد حسين كمال الدين، مذكرات السيد صالح جريو، مذكرات السيد سعد كمال الدين، مذكرات الشيخ عبد الحميد زاهد، مذكرات السيد كاظم العوادي، مذكرات الحاج عبد الرسول تويج ، مساجد الكوفة ،مسلم بن عقيل في الكوفة.
ما بداياتكم الادبية ؟
أبتدأت بالكتابة عام 1965 بمقال ( العلم والأيمان ) في مجلة التضامن الأسلامي التي تصدر في الناصرية، وأستمرت رحلة الكتابة ثم أصدرت مجلة الموعظة الكوفية وهي مجلة شهرية ثقافية عامة، أستمرت بالأصدار لمدة سنتين، أما في التأليف فكان أول كتاب (صوموا تصحوا) وأعقبته مؤلفات عدة كما ذكرته سابقا
عملت لفترة من الزمن مديراً لمتحف ثورة العشرين ، ماذا أضاف لك العمل في المتحف ؟ وهل بحوزتكم وثائق عن ثورة العشرين لم تنشر لحد الآن ؟
لقد قمت بجمع وثائق عن ثورة العشرين لفترة زمنية طويلة تجولت فيها في ربوع الفرات ومناطق ثورة العشرين حتى أصبحت مادة لمعرض وثائقي عن هذه الثورة ، تجول المعرض في مناطق الثورة ( الرميثة والسماوة والديوانية والحلة وكربلاء والكوفة وبغداد ) برعاية وزارة الثقافة والأعلام في 6/8/1974.
وفي كل منطقة يعرض فيها المعرض يطلبون أن يكون متحفاً فيها وقد طلبت وزارة الثقافة والأعلام رأيي في الموضوع فوافقت أن يكون في النجف الأشرف ، وبالفعل اقيم وافتتح متحف ثورة العشرين في 19/8/1978 وأخذت الجولات في هذه المحافظات مدى أكبر بحيث أصبح هناك كادر أعلامي متجول ، لقد أستفدت من المعرض بتعرفي على أكبر وأبرز رجال ثورة العشرين والحصول على وثائق أخرى مهمة وكذلك لقائي بشيوخ العشائر والأدباء والمثقفين وحقيقة فالمعرض أحدث نقلة نوعية في حياتي ، وبعد صدور كتابي ( وثائق الثورة العراقية) خمسة مجلدات، حصلت على وثائق أخرى قد تشكل جزء سادس من ضمنها رسالة للسيد محمد سعيد الحبوبي.

نشرت في الولاية العدد 107

مقالات ذات صله