عندما يكون للناس فرحة؟

عبد الحسن الشافعي

لعيد الغدير فرحة في قلوب المؤمنين، تعاد عليهم كل سنة، يكون لها طعماً خاصاً مقروناً بتجديد البيعة لأمير المؤمنين ومولى الموحدين، والإنتماء إلى الإسلام المحمدي الأصيل.. إذ جعله الله تعالى عيداً للمؤمنين وعنواناً للفرحة..
الولاية تتبعت آراء بعض المحبين وسألتهم عن مكانة عيد الغدير في قلوبهم، وماذا مثّلت هذه المناسبة في قلوبهم..؟

جميل كاطع عبد / حقوقي: تعلقت مشيئة الباري تعالى الحكيمة بتخليد هذه الذكرى العظيمة في كل العصور والأزمان وهي حادثة حفرت بأحرف من نور في قلوب المسلمين.. هي فرحة عظيمة يجدد فيها المحبون عهد الحب والولاية للإمام أمير المؤمنين ويجددون البيعية له.
هاشم محمد / اعلامي: عيد الغدير هو المحك والفيصل الذي يفرق بين الحق والباطل،
والميزان الواقعي لقبول الأعمال، كيف لا وهذا اليوم قد ذكره تعالى في محكم كتابه بقوله (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) وعندها صدح قول الرسول الأعظم (من كنت مولاه فهذا علي مولاه..) فهنيئاً لمن تولى أمير المؤمنين عليه السلام.. وهنيئاً لمن حظي بزيارته في الدنيا وشفاعته في الأخرى.. وهنيئاً لمن سار على نهجه القويم؛ لأنه صراط الله المستقيم.
طلال الحكيم/ طالب علم: عيد الله الأكبر عيدٌ ليس ككل الأعياد.. عيدٌ أقره الله تعالى في محكم كتابه وجعله واجباً على كل المسلمين.
هو يوم تثبيت الولاية الشرعية لإحقاق الحق وإزهاق الباطل ودحر كل الدسائس التي كانت تحاك على رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام من أجل الانفراد بالسلطة والخلافة، فأمر الله تعالى رسوله الكريم بأن يعلن الولاية وأن يقّر بالوصية بعده لأمير المؤمنين عليه السلام وأن يجعله السيف الذي يسلطه على رقاب الكافرين والمرتدين.

حسام الكوفي/ إعلامي: عيد الغدير عيد الأمة الإسلامية جمعاء، عيد الغدير الأغر يوم الإقرار بالأنوار المقدسة، به اكتمل الدين وتمت الرسالة.. وثبتت ولاية أمير المؤمنين عليه السلام، وفيه قد تبين الحق بإعلان ما أمر الله عزّ وجل به للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ).

عمار كتاب الخفاجي/ تربوي: هو عيد الله الأكبر وعيد المؤمنين التي تبتهج له الأبصار والأفئدة والقلوب حين تنادي، وتقول: بخ.. بخ لك يا أبا الحسن، يا ولي كل مؤمن ومؤمنة..
ورحم الشاعر الذي يقول:

نَفْسِي عَلَى ذِكْرِ المُرْتَضَى طَرُبَـتْ
وَفِي سَفِينَةِ أَهْلِ البَيْتِ قَدْ رَكِبَـتْ
هَوِيَّتِي عَلَويُ النَّهْجِ قَـدْ كُتِبَـتْ
لا عّذَّبَ الله أُمِّـي إِنَّهَّـا شَرِبَـتْ
حُبَّ الوَصِـيِّ وَغّذَّتْنِيـهِ بِاللَّبَـنِ
رَضَعْتُ مِنْ ثَدْيِهَا رَدْحَاً مِنَ الزَّمَـنِ
حَتَّى نَمَا حُبُّ دَاحِيَ البَابِ فِي بَدَنِي
لله مِنْ حَرَّةٍ طَابَـتْ وَمِـنْ لَبَـنِ
وَكَانَ لِي وَالِدٌ يَهْوَى أَبَـا حَسَـنِ
فَصِرْتُ مِنْ ذِي وذَا أَهْوَى أَبَا حَسَنِ

صباح الهاشمي/ موظف: يعد عيد الغدير من الأعياد الإسلامية العظيمة والخالدة، وهو اليوم الذي أعلن رسول الله صلى الله عليه وآله فيه للناس إنّ علي بن أبي طالب عليه السلام هو إمامكم وقائدكم من بعدي، وهو حدث خالد في التاريخ الإسلامي لا يمكن لنا المرور عليه مرور الكرام، فهنيئاً للأمة الإسلامية هذا اليوم المجيد، ونسأل الله العلي القدير بحقّ هذا اليوم أن يكشف هذه الغمة عن هذه الأمة ويجعلنا من المتمسكين بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام وأبناءه الطاهرين عليه السلام.
صفاء الفياض/ مدرب تنمية بشرية: عيد الله الأكبر، عيد الشيعة الأغر، يوم تنصيب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام أميرا للمؤمنين وخليفة للمسلمين. فلا دين بلا أمير المؤمنين عليه السلام ولا نعمة إلاّ بإتمام الحجة البالغة، «فعلي» ميزان الحق والصراط المستقيم.. وسيظل عيدك سيدي عيد الله الأكبر.. هذا اليوم هو مفترق الطرق، ظهر الحق فيه وكمل الدين.
ماهر الشمري/ كاسب: أشكر ربي على هدايته واختياره، أن أتنوّر بنور الولاية التي يمثلها يوم الغدير، أنه يومٌ رسم فيه الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله طريق الإسلام والحق من بعده. إنه يوم لتجديد الولاء وتأكيد الوفاء لحضرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.. إن هذا اليوم تبشرّت فيه وجوه المؤمنين والأخيار، وتعبسّت وجوه الضلالة والطغيان..
صالح مهدي/ كاسب: ماذا يمكن لي أن أصف يوم الغدير وصوت النبي صلى الله عليه وآله يعلو في ذلك اليوم منادياً مرات ومرات: يا أيها الناس.. يا أيها الناس.. حتى أخذ منهم الميثاق والعهد بالتبليغ والبيعة لمن سيتم المسيرة حتى لا يرجع عهد الجاهلية الأولى بينهم فما كان من هذه الأمة إلا الجفاء والعودة إلى جاهليتهم، فليتهم سمعوا بإذن واعية.
حيدر الطريحي/محاسب: هذا اليوم إجهار الخالق وتصريحه بإبلاغها بعد أن مهّد لها وأشار إليها ولكن الناس أبوا الفهم فكان هذا اليوم هو الحجة على العباد إلى يوم يبعثون.
ان وقوف النبي صلى الله عليه وآله في (غدير خم) وإعلانه لخلافة علي بن أبي طالب عليه السلام من بعده هو انتصار للحق والإسلام. ونحن هنا اليوم نؤكد تجديد عهدنا وولائنا وطاعتنا لك يا أمير المؤمنين فتقبّل يا الله منّا ذلك.

نشرت في الولاية العدد 108

مقالات ذات صله