الملا علي باشا زاده الكربلائي

المنبر الحسيني هذه الشجرة المعطاءة المتجذرة من نهضة الامام الحسين عليه السلام التي تفئ على كل الأزمنة والأمكنة يقطف ثمارها كل موالي وما الشعر والانشاد الحسيني الا احد اكبر اغصانها، فانتجت أجيالا من الشعراء والمنشدين الذين كان لهم الدور الأساسي في التثقيف والمواجهة في شتى الظروف التي واجهها اتباع اهل البيت عليهم السلام ومن بين الأجيال المبدعة انطلقت نخبة من المبدعين في المهجر العراقي.. لهم الحضور الواسع والعطاء المثمر نتيجة الفضاء المفتوح يحفزهم الحنين الى ارض الوطن.. ومن بين هؤلاء المنشدين الكبار، صوت كربلائي دخل عالم الانشاد بعد ان كبر في اذنيه الشجو، هو (الملا علي باشا زاده الكربلائي) الذي اعتلى المنبر لقراءة المقدمات المنبرية والزيارات قبل أربعة عقود من كربلاء المقدسة، لتعانق بعد ذلك اوتاره ترانيم الراحلين الأبرار من رواد الشعر المنبري، ولتمتد المسيرة صادحة بالولاء للولاية التي حلّت عليه ليكون ضيفا عزيزا في هذا العدد في حوار سريع نتناول فيه الواقع المنبري.

خلال مسيرتكم في الانشاد الحسيني مع من تعاملتم من الاساتذة الشعراء والأدباء؟
ابتدأت ولا زلت مستمرا بالقراءة للشعراء الماضين وهم رواد الادب الشعبي الحسيني كالمرحوم عبود غفلة النجفي وكاظم منظور الكربلائي والسيد عبد الحسين الشرع والشيخ ناجي الجبان والحاج مهدي الاموي الكربلائي والاستاذ محمد رضا فتح الله وابي مؤيد الكاظمي وابو جعفر التوسلي وغيرهم.
وأما المعاصرين فقرأت للشيخ عبد الستار الكاظمي والحاج جابر الكاظمي وسيد سعيد الصافي وسيد سعد الذبحاوي والآن تعاملت مع الاستاذ كرار حسين الكربلائي فهو يعتبر من الشعراء المتميزين بسباكة المعنى وسعة الخيال ودقة التصوير في النظم.
هناك رأي يذهب الى ان أدائكم جاء نتيجة الغربة وانكم متى وطأتم ارض الوطن انتهى دوركم في الانشاد والمنبر؟
نلاحظ جميعا ان الطير اذا ابتعد عن السرب يغرد اكثر واذا عاد اليه يكون تغريده اقل، واؤيد هذا الطرح بشأن الشعراء الذين قل نتاجهم وابداعهم برجوعهم الى الوطن، أما الأمر بالنسبة للرواديد انا أختلف تماما ومجالسنا التي تنقل عبر الفضائيات تشهد بذلك.
في أي منطقة ومكان وجدتم انشادا متميزا أي من خلال متابعتكم للمجالس المباركة؟
في العراق تحديدا عند المراقد المقدسة والمزارات الشريفة فهناك ترى الانشاد من قبل محبي اهل البيت عليهم السلام لا حدود له ولا مثيل فنحمد الله تعالى على نعمة الخدمة الحسينية.
الاستوديو والقراءة فيها لها متابعيها والمنبر وجمهوره له مريديه في أي منهما وجدت الأداء الأفضل؟
في المنبر الحسيني طبعا وهذا لا يختلف عليه اثنان، فهو الأفضل بكثير من الاستوديو من حيث الحضور والتفاعل وفيه الاصغاء الجيد والمشاركة التفاعلية الواسعة وهنا من خلال مجلتكم الغراء احب ان اوصي الرواديد والمنشدين ان يضعوا الاستوديو في المرحلة الثانية.
الفيديو كليب ظاهرة اخذت بالانتشار في وسائل الاعلام، حيث اخذ بعض الرواديد يتعاطون معها، هل تجد هذا التعاطي او التعامل ناضجا؟
التقنية الفنية والاعلامية بلا شك تسهم في خدمة المنبر الحسيني ولكن هذه الظاهرة (الفيديو كليب) تحتاج الى ذوي الخبرة والاختصاص لمراجعة وتدقيق الأعمال الفنية المتعلقة بالنص الحسيني المراد انتاجه في الكليب، وان نجاح الكليب يكون حسب مستوى النص الشعري واللحن المناسب والسيناريو والاخراج وهذا ما لمسناه في اعمالنا التي قدمناها.
هل تؤيد أو تدعم وجود نقاد للقصيدة الحسينية تدرس ما يعرض في الفضائيات لكي يكون الأداء اكثر نضجا ومتكاملا يرتقي بذائقة المستمع؟
في اعمالنا في الاستوديو نستعين ببعض الأخوة المختصين والذين لهم خبرة في هكذا اعمال ونتمنى ان يكون الأمر الذي يؤدي الى التكامل المنبري ويكون مناسبا للقداسة واحترام اهل البيت عليهم السلام بالطرح امام العالم الاسلامي والعربي.
ما الذي وجدته خلال مسيرتك المنبرية يسهم في بناء شخصية المنشد الحسيني؟
الثقافة الاسلامية عند الرواديد والمنشدين واتقان المقامات ومعرفة الاوزان وحفظ عيون من الشعر العربي فهذه الامور تقوّم مسيرة الرادود الحسيني وتجعل منه منشدا حقيقا.
هل لأولادك ميولا تنهج على مسيرتكم المباركة في خدمة المنبر الحسيني؟
وما توفيقي الا بالله العلي العظيم ارجو منه سبحانه وتعالى ان يوفق جميع الاخوة الرواديد والمنشدين ومن هؤلاء ولدي عبد الله الذي يسير على خطى أبوه خادم آل البيت.. وهذه نعمة من ألله تعالى إذ جعل لنا عقبا في هذه الخدمة المباركة التي نتمنى من الله عز وجل قبولها.

نشرت في الولاية العدد 111

مقالات ذات صله