رجال مهنيون الشاعر كاظم ناجي

ارشد رؤوف قسام

هناك رجال لهم سيرة ابداعية تستحق ان تكون عبره في اسلوب حياتها ولكن قد غيبها النسيان وأحيانا ألأهمال وأنا اجد هنا لزاما علينا ان نذكر عطاءهم الثر ولو بشيء من الأختصار ليكون عنوانا للوفاء منا للولاية و المدينة لأنهم عاشوا فيها متمسكين بها واليوم سأذكر شخصية نجفية عمل وابدع فيها وهو الشاعر المرحوم كاظم عبد الرسول ال ناجي والمعروف بـ(كاظم ناجي)

كانت له مهنة يتكسب منها حيث كان يمتلك (مكوى) محل لغسيل وكوي الملابس في سوق (المسابك) المتفرع من السوق الكبير في النجف والمسمى (مكوى الحيدري) وكان يراعي اخلاقيات المهنة كثيرا من شطف الملابس ومراعات اصول الطهارة بالنسبة للملابس اضافة الى نظافتها وكويها واضافة الى عمله هذا فقد حباه الله بموهبة في نظم الشعر فهو شاعر ملهم وقد عاصر الشعراء والرواديد الحسينيين حتى كان محله (المكوي) ملتقى لهم ومنهم الشاعر الكبير عبود غفلة والمرحوم عبد الحسين ابو شبع والمرحوم الحاج معين السباك والمرحوم الشاعر رسول محي الدين والمرحوم الشاعر علي التلال والمرحوم الشاعر هادي القصاب وكان الشاعر المرحوم عبدالامير المرشد من جلسائه واعز اصدقائه وكان ملازما له طوال حياته ومن اهم القصائد التي كانت تعاد كل سنة في ليلة الحادي عشر من محرم لموكب طرف البراق التي لايمكن نسيانها وهي بالمستهل :
زينب يداحي الباب طاحت بين اجناب
ما لفت ليك اخبار عنها يحامي الجار
شكي الضريح وكوم
وقد اجمع كل الشعراء والرواديد على ان هذه القصيدة مؤثرة جدا ويجب ان تعاد وتقرا في كل سنة في طرف البراق ومن امثال اولئك الشعراء والرواديد عبد الامير مرشد وعبدالرضا الرادود والمرحوم محسن شيحان والمرحوم سيد محسن جريو إذ نظم هذه المستهلات الحاج كاظم ناجي من 14 بيت سنة 1966 ومنها هذا المستهل المذكور اعلاه . وكان ايضا من اصدقائه الذي يلتقيه في مكوى الحيدري امير المنبر الحسيني الشيخ احمد الوائلي رحمه الله.
ومما يذكر عنه أيضا انه في سنة 1967 وفي صحن امير المؤمنين (عليه السلام) وضمن موكب طرف البراق كانت للشاعر كاظم ناجي وقفة تاريخية مشرفة وذلك عندما وقف امام الضريح الطاهر لأمير المؤمنين (عليه السلام) والقى خطبة بليغة ظل صداها يتردد طويلا في النجف إذ اراد ان يسمع قائمقام النجف انذاك عبد السميع عارف الذي كان جالسا في الكيشوانية إذ قال المرحوم كاظم ناجي ضمن خطبته (السلام عليك يا امير المؤمنين سيدي في مثل هذا اليوم وقف ابناؤك يقارعون الظلم والظالمين وقد برزلهم اشبه الناس خلقا وخلقا برسول الله قائلا:
انا علي بن الحسين بن علي
الـــيـــت ان لا انــثــــنــــي
احـــمـــي عـــيـالات ابــي
وامضي على دين النبي
وقال قمر العشيرة ابو الفضل العباس (عليه السلام):
والله ان قطــــعتمُ يمــــيــني
اني احامي ابدا عن ديني
وعن امام صـــادق الــيقين
فهتف ابو الاحرار قائلا: ان كان دين محمد لم يستقم الا بقتلي فيا سيوف خذيني) هنا التفت كاظم ناجي الى القائمقام عبد السميع الذي كان يستمع من الكيشوانية وقال له (هذا علي فاين معاوية وذاك مسلم ابن عقيل وذلك العباس قمر العشيرة فاين يزيد وعبيد الله بن زياد وتلك زينب فاين هند وحمامة المجد المجد لك ياعلي لا للصرح الاموي فاي مجد لك يا امية في احراقك الكعبة ام قتلك الحسين والسلام عليك ياسيدي يا امير المؤمنين) فضج الحاضرون بالهتاف ياحسين يا حسين وهذه الخطبة التي اخذت صداها في الشارع النجفي هي موجودة ومسجلة على اشرطة التسجيل. ومن اهم قصائده:
ذكريات الطف مرت باسم مولانا الحسين
هاهو اليوم بارض الطف مقطوع الوتين
نطق الراس على الرمح وقــــــــــــــــــــــــــــــــــــال
احفظي يازينب الليلة العيـــــــــــــــــــــــــــــــال
ذكريات الطف مرت باسم مولانا الحسين

رحم الله الشاعر كاظم ناجي وكل خدمة الحسين (عليه السلام).
(وهذه سيرة بسيطة زودني بها ابن المرحوم كاظم ناجي وهو عماد))

نشرت في الولاية العدد 112

مقالات ذات صله