القرآن يشمل منهاج الحياة الكامل

عباس عطيه عباس أبو غنيم

الدين الإسلامي الذي يشمل جميع القوانين الإلهية والدستورية التي جعلها الله تبياناً للناس في محكم كتابه العزيز منذ أن خلق الله الخلق، هذا الكتاب الكريم الذي اقرّ كثيراً من التشريعات التي كانت قبل نبوة نبينا صلى الله عليه وآله واكملها بنبوة نبينا صلى الله عليه وآله وجعلها الخاتمة وجعل رسالة الاسلام هي المكملة والموسومة بقيم السماء الاخلاق الكريمة فجعل فيها الحياة التي تبعث على الامل وتنشد السعادة والرخاء في مجتمع يعاني من عقد اخلاقية وسلوكية مريضة، جاء ا لكتاب العزيز ليأخذ الانسان الى جادة النجاة والصلاح قال تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) الإسراء:9.

القرآن الذي يهدي لكل خير هو دليل على أن جميع النظم السماوية تنهج من القرآن سنة لتسيير المجتمع إلى بر الأمان نتيجة التمسك في نظمه لكن المجتمع عند انحرافه وانجرافه نحو الهاوية تجد كثيراً منهم وقود النار وهذا ما نجده في المجتمعات الغربية نتيجة جهلهم ووقوعهم في الرذيلة التي حذرنا الله منها في كثير من الآيات البيانات وقال تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ) النحل:89. وقال تعالى: (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ)البقرة:148.هذه الدلائل الربانية التي وضعت في محكم الكتاب الكريم الذي جهله اغلب الناس مع قلّة المحذرين لها مع الأسف الشديد، اليوم يتطلب من الأمة السير على نهجك يا سيدي يا أمير المؤمنين وأنت تبين عدالة السماء في رعيتك سيدي اليوم بات السائس يحكم في الرعية جوراً دون رقيب من ضمير يتفنّن في ظلم رعيته وسلاما على من عزز حرية التعبير في مواقف جمه وسلام على من ارشد الرعية لحياة عزيزة تحرص على الإنسان من دوافع شره وسلام عليك يا مولاي يا أبا الحسن (عليك صلوات الله وسلامه).
وقد علمتم أنه لا ينبغي أن يكون الوالي على الفروج والدماء والمغانم والأحكام وإمامة المسلمين البخيل فتكون في أموالهم تهمته، ولا الجاهل فيضلهم بجهله، ولا الجافي فيقطعهم بجفائه، ولا الحائف للدّول فيتخذ قوماً دون قوم، ولا المرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق ويقف بها دون المقاطع، ولا المعطّل للسنة فيهلك الأمة). (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج16 ص 168)
اليوم نجد أغلب الحكومات التي تريد إسعاد شعبها عليها أن تجعل من الأجهزة الرقابية دليل وعي لا كما كانت أجهزة البعث القمعية التي لا تريد الخير لشعبها واليوم نحن نعيش في ظروف أكثر تطوراً من ذي قبل فعلى الساسة أن يجعلوا من دورهم الرقابي لحلحلة كثير من المشاكل المبطنة بلباس الطائفية المقيتة التي أنتهجها ضعفاء النفوس من ساستنا ونحن نعيش النصر الذي حققه الإبطال الحشد المقدس وقواتنا الأمنية فعلى الجميع أن يبني دولة مؤسسات يحاسب فيها المقصر عن أداء واجبه ويُكافئ المجد في عمله لتجنب كثير من المشاكل.
أمير المؤمنين الذي ينثر أعالي الجبال؟ لا الى أن تجوع الطير في دولته كيف يعمل صاحب الرسالة السماوية في مملكته وقد كان(عليه السلام) يرسل من يراقب ويتابع ولاته كما في هذا الكتاب الذي كتبه إلى كعب بن مالك:
أما بعد، فاستخلف على عملك، واخرج في طائفة من أصحابك حتى تمر بأرض كورة السواد فتسأل عن عمالي وتنظر في سيرتهم فيما بين دجلة والعذيب، ثم ارجع إلى البهقباذات فتول معونتها، واعمل بطاعة الله فيما ولاك منها، واعلم أن كل عمل ابن آدم محفوظ عليه مجزي به، فاصنع خيرا صنع الله بنا وبك خيرا، وأعلمني الصدق فيما صنعت، والسلام) تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 204 ــ 205 خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)
أن النهج التربوي الهادف لجميع الملل والنحل تجده قد وضع في كتاب الله الدائم لجميع العالم من حيث الترتيب لنهجه مع انحراف العملية الدستورية لأغلب المجتمع الإسلامي وهذا من سوء فهمهم للقرآن الكريم لذا نجد سبحانه وتعالى من وضع الموازين بالقسط وهذا النهج الذي جعل منه تبيان لكل شيء نعم الرسل والأنبياء والأئمة التي جعلها الله لتبيان هدف سامي لنيل البشرية السعادة الدائمة في الحياة الآخرة فعلى الأمة أن تعي ما جهلته نتيجة انحراف بعض قادتها لتأثرهم الحياة الدنيا على الآخرة ومن هذه نجد دلائل كثيرة من القرآن الكريم. يقول تعالى: (الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا) الأعراف: 45. يقول تعالى: (رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) طه:50. وكقوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى) الأعلى:2-3.
وكقوله تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا) الشمس:7 -10.
وكقوله تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) الروم:30.
وكقوله تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ) آل عمران:19.
وكقوله تعالى: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ) آل عمران:85.
الهدف من جعل القرآن الكريم منهاجاً تربوياً واضحاً لنيل السعادة الأبدية يتخذها الإنسان وسيلة ذات دلالة تتسم بالأخلاق والمعارف للوصول إلى السعادة وتحقيق أعلى الأماني للعيش الرغيد في الدنيا والآخرة لا كالذي شذ عن الطريق نجده قد أتخذ طريقه الذي كان يعد له نفسه من السعادة الذي يرجوها وهؤلاء رغم الملذات الدنيوية هم يعيشون حياة النكد دون الشعور بهم ولعل الغريب بالموضوع من أصيب أغلبهم بأمراض نفسية عقديه قال في محكم كتابه العزيز قال: (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا) النساء:82. كقوله تعالى: (قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) الرعد:43 وكقوله تعالى: (لكِنِ الله يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللهِ شَهِيدًا) النساء:166. هذه الدلائل المعطرة من كتاب الله العزيز نجد اغلب الناس قد جهلها عناداً وتكبراً على سبيل المثال وهذا التحرر الذي جاء به الغرب أذل به الامة لتصبح في ضل العبودية التي وضعها أرباب الجهل من الغرب والعالم الإسلامي الذي لم يفقه من محكم الكتاب الكريم وقوانينه الموضوعة منذ زمن بعيد غير لغة الدم لا لغة الحوار وهذا الجهل قد ابتليت به عوام الناس مع الأسف الشديد.

نشرت في الولاية العدد 113

مقالات ذات صله