(رجال مهنيون) السيد شهيد الحمامي

ارشد  رؤوف القسام

ولد السيد شهيد بن السيد حسون بن السيد علي الحمامي سنة 1890م في مدينة النجف الأشرف من اسرة علوية ينتهي نسبها ألى ألأمام موســـى الكاظم (عليه السلام) .
نشأ وترعرع في محلة المشراق احدى محلات النجــــــــف ألأربعة. وبما أن في النجف مقبرة كبيره و يتشرف جميع المسلمين بدفــن موتاهم فيها لمجاورة قبر أمير ألمؤمنين عليه السلام فأمتهن عدد كبير من اهل النجـف أعمال الدفـن وكان السيد شهيـد الحمامي في بداية حياته قد عمل في مهنة الدفن أسوة ببعض أفراد أسرته . ولكنه كان لا يرغب في الاستمرار بهذه المهنة وذلك لشغفه بحب السيارات وأعجابه بها مما جعله يشتري أكثر من سيارة رغم عدم قيادته لتلك السيارات بل كان يوظف سواق لها ومن السيارات التي تملكها كانت ( بوكس) موديل 1927وأخرى موديل 1928وكان يصلحها بنفسه وذلك لرغبته الكبيرة أولا ولندرة المصلحين للسيارات ( الفيتريه) في النجف إذ كان عددهم ثلاثة فقط وكانوا من أهل بغداد . ثم بعد ذلك طور نفسه بنفسه حتى أخذ يصلح سيارات الاصدقاء والمعارف مقابل أجور زهيدة أو كان لا يأخذ أجرا اصلا بل تهدى له بالمقابل هدايا خاصة وذلك لأتقانه العمل في تصليح تلك السيارات . وبعد ذلك كان لابد من أن يفتتح ورشة مناسبة لــتصليح السيارات مما دعاه لأن يشارك الحاج مهدي حسن وفعلا تم افتتاح محلٍ لهم لتصليح السيارات في خان مشهور في النجف كان يعرف آنذاك بـ(خان أبو الخـل). وكان من أشهر المصلحين للسيارات في النجف آنذاك هو مهدي حسن و عزيز عجينة والسيد شهيد الحمامي الذي كان يمتاز بذهنية المتفتحة وحبه للعمل وهذا مما جعله يبدع في هذا المجال حتى انه طور محرك السيارة وجعله قليل في استهلاك زيت المحرك (صرفيات دهن السيارة) وقد أخذت شركة فورد هذا الابتكار دون الرجوع للسيد شهيد فيسمى ذلك (سرقة ابتكاره) وقد ذكرت ذلك صحيفتا الراصد والقادسية كما ونشرت مجلة ألف باء في عددها (901) سنة 1986مقابلة مع السيد شهيد الحمامي قال فيها (كان ذلك عام 1928 ومن خلال عملي لاحظت بأن الدهن كان يتسرب بكميات كبيره ويحترق أثناء السير بدون فائدة وفكرت بطريقة تقليل الصرفيات للدهن وذلك بعمل ثقوب في حلقة المكبس الثالثة التي تسمى (بستون رنك) مما يؤدي بالدهن لأن يذهب الى مخزن السيارة دون تسربه الى غرفة الاحتراق ليهدر دون فائدة )
أما عن كيف عرفت الشركة بذلك فيقول السيد للمجلة (أذكر أن مندوب شركة فورد زارني في محلي وأخذ الحلقة المثقبة معه الى أمريكا وهناك اجريت عليها اختبارات عدة وتم تصنيعها ووضعها على مكائن سياراتهم واعتبار ذلك ابتكارا امريكيا وليس عراقيا ) ثم سئل السيد عن سرقتهم له مرة أخرى فأجاب (نعم بعد ثلاث سنوات من ابتكاري ألأول ابتكرت ثانية في تحسين عمل محرك السيارة وحاولت هذه المرة ان أخفي هذا الابتكار خوفا من السرقة ولكن أحد العملاء للشركة وكان من الصهاينة الموجودين في بغداد آنذاك قام وبطريقة احتيالية بسرقة الابتكار وأرساله الى أمريكا للشركة المصنعة وقد سرق مني الابتكار وذهب تعب السنين ومجهود الفكر دون تسجيله لي) وقد نشر هذا الموضوع محمد عباس الدراجي في مجلة الكوثر ..
أما عن الابتكار الثاني فهو كان عن تحوير مخزن الدهن في السيارة وهو (الكيس) الذي كان مقسما على عدد المكابس بحيث اذا صار ضعف في أحد المكابس بسبب قلة الدهن فيه يتسبب في توقفه وتلافيا لهذه الحالة قام السيد شهيد بفتح مجرى للدهن يعبر من خلاله بين هذه الاقسام بحيث يسد النقص أذا ما حصل علما انه كان المكبس هو الذي يغرف الدهن دون وجود مضخة …
توفي رحمه الله سنة 1990 ليعيش قرنا من الزمن شاهد فيه مراحل تطور السيارة منذ دخولها الى النجف عام 1908 وحتى وفاته هكذا هم المبدعون في مدينتي..

نشرت في الولاية العدد 115

مقالات ذات صله