خطر مشاهدة الأفلام اللااخلاقية على الشباب من الناحية العلمية

هاشم الباججي

عالم واسع ومتاح ولا محدود وبدون رقابة يشهده عالم الانترنت والفضائيات اليوم ، وبحسب احصائيات قامت بها مراكز علمية رصينة عن اكثر الاعمال مشاهدة في برامج الانترنت والفضائيات ، كان هو الأفلام اللااخلاقية كأفلام الاغراء والاباحة لاسيما بين الشباب ، لذلك عدت هذه المراكز ان الافلام الإباحية وباء هذا العصر، فهي تدمر حياة الفرد و المجتمع نظرا لما تحمله من أضرار وخيمة على الصحة النفسية و المعنوية للشخص ، كما أن لها أضرارا أخرى مثل تأثيرها المباشر على الدماغ .
وفي عمل بحثي معمق أجراه باحثون في جامعة كامبردج لأكثر من 20 دراسة علمية ، أكدت أن الأضرار الناجمة عن مشاهد الجنس المثيرة مماثلة لتلك التي يسببها الإدمان على المخدرات والكحول، بل هي أكثر خطورة لأنها تتلف أجزاء مهمة من الدماغ …
و قد استخدم العلماء خلال هذه الدراسة الفريدة من نوعها تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي في الدماغ حيث أجريت على عدد من الشباب الذين يشاهدون الافلام الاباحية، فأظهرت نتائج أدهشت العلماء كثيرا ، لأنها أكدت ان المشاهد الجنسية تمثل خطرا حقيقيا على الدماغ !
يقول أحد الباحثين (كان هناك نشاط كبير في منطقة من الدماغ تسمى المخطط البطني، وهو الجزء المسؤول عن إفراز الهرمونات التحفيزية والتي تسبب السعادة وتبين الصور أن مناطق الدماغ المسؤولة عن التحفيز تنشط بشكل غير طبيعي أثناء مشاهدة مشاهد إباحية، وهذه المشاهد تؤثر على الدماغ بوتيرة متزايدة و ترهقه كما هو الحال بالنسبة للمخدرات).
واضاف قائلا (فعندما يُفرز الدوبامين من قبل الدماغ بوفرة أثناء مشاهدة مشاهد جنسية، يستنزف الدماغ، وخصوصا المنطقة الأمامية من الدماغ ، وهذه المنطقة مسؤولة عن اتخاذ القرارات لأنها تشبه فرامل السيارات : تخيل معي أن شخصا يقود سيارة دون فرامل !! هذه المنطقة لديها قنوات اتصال مع المنطقة المسؤولة عن التحفيز في الدماغ ، وبالتالي تتأثر خلال مشاهدة أفلام الجنس وبالتالي قراراتك وقدرتك على السيطرة على نفسك معرضة للخطر) .
والدوبامين هو هرمون حيوي يُشعِر بالسعادة .. وهذه المادة التي يفرزها الدماغ، تجعلنا نشعر بالسعادة عند كسب المال أو غير ذلك ، فعندما يصبح الدماغ مدمنا على مشاهدة المشاهد الاباحية، يزيد إفراز الدوبامين ، ولكن بعد فترة من الوقت الخلايا التي تفرز الدوبامين تصبح مرهقة تماما مما يؤدي إلى انخفاض الإفراز و من ثم اتلاف هذه الخلايا إلى الابد ..
وقد تشابهت هذه البحوث والدراسات مع دراسات أخرى أظهرت أن تعاطي المخدرات يسبب تلف للدماغ، فالمدمنين على الكحول والمخدرات يعانون من فقدان السيطرة على أفعالهم ،وكذلك فإن من يشاهد هذه المقاطع الاباحية سوف يكون له التأثير نفسه على المخ وربما أكثر، ولكن في كثير من الأحيان الناس لا يدركون ذلك إلا بعد فوات الأوان !

نشرت في الولاية العدد 116

مقالات ذات صله