الرادود عمار الكناني

حاوره: أحمد الكعبي

للمنبر الحسيني اشعاع لا يراه الا من كان له انتماء ذاتي وفطري منذ اراقة الدماء الزكية التي جرت في طف كربلاء سنة 61هـ المنبر الحسيني الذي اراده الامام الحسين عليه السلام أسوة ومنبر للحق و الفضيلة ضد الباطل والرذيلة.
المنبر الحسيني الذي كان ولا يزال مشروعاً اصلاحياً وثقافياً واجتماعياً وتوعوياً على النهج المستقيم والدليل القويم.. وان لهذا المشروع اناس اخذوا على عاتقهم الولاء والتفاني من اجل المنبر ومبادئه السامية ومن هؤلاء الافاضل الرادود الحسيني الملا عمار الكناني العماري.
ضيفا عزيزا على صفحات الولاية لنتعرف عليه عن قرب وجها لوجه وبكل صراحة وبيان..

– معرفة البطاقة الشخصية والاجتماعية ستكون مهمة للقارئ؟
أنا وبكل فخر خادم المنبر الحسيني الملا عمار بن فريح بن سلمان الكناني ولدت في محافظة ميسان (العمارة) سنة 1982م نشات وترعرعت في منزل متواضع عرف بالاصالة العربية والبسالة الكنانية.. متزوج ولي ثلاث بنات اكبرهن (بنين) تيمنا بسيدتي ومولاتي السيدة ام البنين (عليها السلام).
هذا يعني ان دراستكم الرسمية في ميسان تحديدا؟
نعم بعد نشأتي وتربيتي بين يدي امي (رعاها الله) كان لها دور كبير لأني فقدت والدي في واحدة من الحروب العبثية لصدام الكافر وكان لي من العمر خمس سنوات فكانت والدتي كريمة الحاج نيروز الكناني دور الوالدين.. تدرجت في المدارس الرسمية بمتابعة واخلاص حتى تخرجت من جامعة ميسان كلية التربية قسم اللغة العربية.
هل ترى ان المنشد (الرادود الحسيني) يجب ان يكون له تحصيل دراسي؟
نعم هذا واجب عليه من منطلق قول النبي الاعظم (صلى الله عليه واله): اطلب العلم من المهد الى اللحد، فضلا عن وجود التقنيات العلمية والتكنولوجيا المعاصرة اذا عليه مواكبة الحداثة من خلال ثقافته المعاصرة وانفتاحه على العالم ومعرفة ثقافاته وادبياته لاسيما انه ربما يدعى للمشاركة في القراءة خارج وطنه الى بلد اخر فيعكس ثقافته وعلمه وادبه وكل ذلك ينفعه ويعد رصيداً علمياً واضحاً امام الجمهور الاخر والشخصيات الاجنبية .
كيف كانت البداية بالتشرف بخدمة المنبر الحسيني؟
من خلال التأثر العائلي الذي اعيش فيه من تربية صالحة واجواء روحانية لها اثرها وقدرها، وكما اسلفنا ان لأمي اثراً كبيراً في التوجيه والتعليم فكانت هي المعلم الاول حتى اكون خادما صغيرا امام المنبر الحسيني بعد الدعاء والتوسل والتقرب الى اهل البيت (عليهم السلام ) بعد الثانية عشرة تشرفت في خدمة المنبر الحسيني في البيوت والمآتم المختصرة عند المعارف والاصدقاء رغم الصعوبة والشدة من قبل زمرة حزب البعث الصدامي الغاشم وقد كانت المجالس في ذلك الوقت بمثابة الجهاد ضد الحاكم الجائر من خلال الكلمة الصادقة والعالية ضد الظلم والجور فمنهم من اعدم ومنهم من سجن بسبب احياء ذكر الامام الحسين( عليه السلام ) وقد تأثرت من خلال متابعتي لمدارس القراءة بالمرحوم ياسين الرميثي والمرحوم حمزة الزغير والمرحوم عبد الرضا النجفي والطيب الاستاذ الشيخ جاسم النويني الطويرجاوي من هؤلاء تعلمنا كيف نقرأ ونخدم المنبر الحسيني بالاجتهاد والاخلاص والتواضع.
بعد هذه المرحلة من الظلم والجور جاء الانفتاح على العالم الاسلامي عام 2003م فما هي خطواتك نحو النجاح؟
شرعت بخطوة جبارة بتعلم القرآن الكريم ودراسة تعاليمه وما يدور حول عالم القرآن الكريم، وادركت وقتها يجب على خادم الامام الحسين (عليه السلام) ان يكون متسلحا بالثقافة القرآنية المباركة، وبعد هذه الدراسة والجهود المثمرة كان لي الشرف المشاركة في المسابقات القرآنية داخل القطر، فحصلت على المركز الاول بعدها شاركت في المسابقة القرآنية الدولية في ماليزيا وحصلت على المركز الخامس على العالم الاسلامي.
هل استمريت في الميدان القرآني المبارك من خلال تعليم المبادئ القرآنية ونشر هذه الثقافة؟
ساهمت في نشر الثقافة القرآنية من خلال افتتاح معهدٍ لتدريس القران الكريم وقد تخرج العديد من القراء الاكارم.
كما شاركت في تقديم البرامج الاذاعية والتلفزيونية من خلال المجالات (حفظا، تفسيرا، انغاما) في العديد من الفضائيات والاذاعات المحلية .
هل يعني انك تشرفت في خدمة الثقلين (القرآن والعترة)؟
بكل فخر وشرف واعتزاز تشرفت في خدمتهم ولا زلت في بركة وجودهم معي اينما اكون داخل وخارج العراق.
مع من تعاملت شعريا وادبياً لتكون الراوي عنهم امام الجمهور؟
كان لي الشرف بالتعامل مع شعراء عدة معروفين بالولاء والاخلاص اذكرهم لا على اساس الحصر تعاملت مع حسين طالب السماوي وعبد الجليل المالكي، وسيد سعيد الصافي، والسيد عبد الخالق الحريشاوي، والاديب احمد الهلباوي والاديب مازن الزبيدي ومازن الشطري ومحمد الجماسي وكرار حسين الكربلائي وعلي الشويلي وابي فاطمة العبودي وصفاء الخالدي والشيخ وسام الشويلي وعذرا لبقية الاسماء التي لا تحضرني .
اي القصائد التي ترددها ولها وقع في نفسك واحاسيسك؟
قصيدة (يسبع الليل) في حق سيدي ومولاي سفير الحسين مسلم بن عقيل (عليهما السلام)، وقصيدة (يخيمات) للشاعر الموفق علي الشويلي، وقد نالت استحسان الجمهور لهذا العام حيث يصور حال السيدة زينب (عليها السلام ) بعد مصرع الامام الحسين (عليه السلام ) وكيف حرقوا الخيام وسبوا عيال المولى الشهيد فكان لها اثر كبير عند الصغير والكبير من المحبين .
لماذا لا تقرأ قصائد الكعدة (الجلوس) التي ينظم بها الشاعر انواع القضايا الاجتماعية والسياسية وغيرها؟
قرأت الكعدة في الكثير من المجالس ولكن بسبب البث المباشر لبعض المجالس مقيدا بالوقت المتاح لي لذلك لا نقرأها.. ولكن نقرأها في المجالس التي تكون فيها المساحة الوقتية والزمنية اكثر وكثيرا ما نقرأ قصائد الحزن والدمعة في مصائب اهل البيت (عليهم السلام) .
كيف يكون استخراج الالحان لقصائدك هل تستعين باحد المختصين ام هل تعتمد على خبراتك؟
اللحن هو رزق من الله تعالى واهل البيت (عليهم السلام) بالاضافة الى الاستعانة بالخزين النغمي الموجود وبعض الاصدقاء يساعدوني في بعض الاحيان لعديد من المناسبات التي اشارك فيها احياء للشعائر الحسينية.
يعد الشاعر الاديب جابر الكاظمي من رموز الشعر الحسيني لماذا لم تقرأ له وتتعامل معه؟
الاستاذ جابر الكاظمي هو من مفاخر القصيدة الحسينية ولنا الفخر ان نتعامل معه ولكن الى الان لم أوفق لذلك اللقاء والتعامل ولكن قرأت له بعض القصائد من ديوانه (الدموع الناطقة)المطبوع في المكتبات.
هل قرأت لشعراء الموروث الحسيني؟
نعم قرأت لهم (طيب الله ثراهم) عبود غفلة النجفي وكاظم منظور الكربلائي والسيد عبد الحسين الشرع وغيرهم.
ما هي مشاريعك المستقبلية؟
هناك مشاريع مستقبلية باذن الله تعالى تسجيل اجزاء من القرآن الكريم وبعض مناجاة اهل البيت (عليهم السلام ) وزياراتهم وادعيتهم سلام الله عليهم.
كلمة اخيرة
اقدم الشكر الجزيل لمجلتكم الموقره وادعو للعاملين فيها المزيد من الابداع والتألق في خدمة امير المؤمنين عليه السلام وهذه البادرة التي من خلالكم سأكون في رحاب الامام علي عليه السلام راجيا من زواره وخدامه ان يدعوا لي بالتوفيق وحسن العاقبة .

نشرت في الولاية العدد 118

مقالات ذات صله