مرافئ 118

قال امير المؤمنين عليه السلام من خطبة له:

أيها الناس إنا قد أصبحنا في دهر عنود. وزمن كنود. يعد فيه المحسن مسيئا. ويزداد الظالم فيه عتوا. لا ننتفع بما علمنا. ولا نسأل عما جهلنا. ولا نتخوف قارعة حتى تحل بنا. فالناس على أربعة أصناف: منهم من لا يمنعه الفساد إلا مهانة نفسه وكلالة حده ونضيض وفره. ومنهم المصلت لسيفه. والمعلن بشره. والمجلب بخيله ورجله. قد أشرط نفسه وأوبق دينه. لحطام ينتهزه. أو مقنب يقوده. أو منبر يفرعه. ولبئس المتجر أن ترى الدنيا لنفسك ثمنا ومما لك عند الله عوضا. ومنهم من يطلب الدنيا بعمل الآخرة ولا يطلب الآخرة بعمل الدنيا قد طامن من شخصه وقارب من خطوه وشمر من ثوبه وزخرف من نفسه للأمانة واتخذ ستر الله ذريعة إلى المعصية ومنهم من أقعده عن طلب الملك ضؤولة نفسه. وانقطاع سببه . فقصرته الحال عن حاله فتحلى باسم القناعة وتزين بلباس أهل الزهادة وليس من ذلك في مراح ولا مغدى . وبقي رجال غض أبصارهم ذكر المرجع. وأراق دموعهم خوف المحشر. فهم بين شريد ناد. وخائف مقموع . وساكت مكعوم. وداع مخلص. وثكلان موجع . قد أخملتهم التقية وشملتهم الذلة فهم في بحر أجاج. أفواههم ضامزة . وقلوبهم قرحة . وقد وعظوا حتى ملوا وقهروا حتى ذلوا. وقتلوا حتى قلوا . فلتكن الدنيا في أعينكم أصغر من حثالة القرظ وقراضة الجلم واتعظوا بمن كان قبلكم . قبل أن يتعظ بكم من بعدكم . وارفضوها ذميمة فإنها قد رفضت من كان أشغف بها منكم

الوقت

نظم الإنسان منذ القدم وقته لأنه ثمين ولا يعوض وقد قال الحكماء منذ زمن عن الوقت بأنه كالسيف إذا لم تقطعه قطعك، فعلينا الاهتمام بالوقت والعمل على عدم هدره، فيجب استغلاله بما يخدمني والناس يجب استغلال الوقت مواضيع فيها الصالح ليكون عملا يخدم الجميع فمن اضاع الوقت اضاع نفسه وانتهى في بحر هائج تتقاذفه الامواج معدوم المصير يتخبط في التيه ويلفه الحرمان
فقد قال النبي محمد صلى الله عليه واله: اغتنم خمساً قبل خمس شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك»؛ فالعمل ان يكون متصلا ومتواصلا بلا كلل او تعب ولا تأجيل قال الحكماء (لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد).

اسكن فانك فاسق

رَوى الطبري في تفسيره بإسناده عن عطاء بن يسار، قال: كان بين الوليد بن عقبة بن أبي معيط و علي بن أبي طالب كلام ، فقال الوليد: أنا أبْسَطُ منك لساناً، وأحَدُّ منك سَناناً، وأرَدُّ منك للكتيبه.
فقال علي بن أبي طالب: أُسكت فإنك فاسق.
فأنزل اللّه فيهما في كتابه الكريم: ﴿أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ، أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴾ (سورة السجدة/ الآيات 18-20).

نشرت في الولاية العدد 118

مقالات ذات صله