مرافئ 119


من وصية أمير المؤمنين علي لابنه الامام الحسن عليهما السلام:
اعلم يا بني أن أحب ما أنت آخذ به إلي من وصيتي تقوى الله والاقتصار على ما فرضه الله عليك، والأخذ بما مضى عليه الأولون من آبائك، والصالحون من أهل بيتك، فإنهم لم يدعوا أن نظروا لأنفسهم كما أنت ناظر، وفكروا كما أنت مفكر، ثم ردهم آخر ذلك إلى الأخذ بما عرفوا والامساك عما لم يكلفوا. فإن أبت نفسك أن تقبل ذلك دون أن تعلم كما علموا فليكن طلبك ذلك بتفهم وتعلم، لا بتورط الشبهات وعلو الخصومات. وابدأ قبل نظرك في ذلك بالاستعانة بإلهك والرغبة إليه في توفيقك وترك كل شائبة أولجتك في شبهة، أو أسلمتك إلى ضلالة . فإذا أيقنت أن قد صفا قلبك فخشع، وتم رأيك فاجتمع، وكان همك في ذلك هما واحدا فانظر فيما فسرت لك.
وإن أنت لم يجتمع لك ما تحب من نفسك، وفراغ نظرك وفكرك فاعلم أنك إنما تخبط العشواء، وتتورط الظلماء. وليس طالب الدين من خبط أو خلط، والامساك عن ذلك أمثل… نهج البلاغة 3 /41

الانفجار العظيم
في علم الكون الفيزيائي هو النظرية السائدة حول نشأة الكون. تعتمد فكرة النظرية أن الكون كان في الماضي في حالة حارة شديدة الكثافة فتمدد، وأن الكون كان يومًا جزءً واحداً عند نشأته. بعض التقديرات الحديثة تُقدّر حدوث تلك اللحظة قبل 13.8 مليار سنة، والذي يُعتبر عمر الكون. وبعد التمدد الأول، بَرَدَ الكون بما يكفي لتكوين جسيمات دون ذرية كالبروتونات والنيترونات والإلكترونات. ورغم تكوّن نويّات ذرية بسيطة خلال الثلاث دقائق التالية للانفجار العظيم، إلا أن الأمر احتاج آلاف السنين قبل تكوّن ذرات متعادلة كهربيًا. معظم الذرات التي نتجت عن الانفجار العظيم كانت من الهيدروجين والهيليوم مع القليل من الليثيوم. ثم التئمت سحب عملاقة من تلك العناصر الأولية بالجاذبية لتُكوّن النجوم والمجرات، وتشكّلت عناصر أثقل من خلال تفاعلات الانصهار النجمي أو أثناء تخليق العناصر في المستعرات العظمى.
تُقدّم نظرية الانفجار الكبير شرحاً وافياً لمجموعة واسعة من الظواهر المرئية، بما في ذلك وفرة من العناصر الخفيفة والخلفية الإشعاعية للكون والبنية الضخمة للكون وقانون هابل ونظرًا لكون المسافة بين المجرات تزداد يوميًا، فبالتالي كانت المجرات في الماضي أقرب إلى بعضها البعض. ومن الممكن استخدام القوانين الفيزيائية لحساب خصائص الكون كالكثافة ودرجة الحرارة في الماضي بالتفصيل. وبالرغم من أنه يمكن لمسرعات الجسيمات الكبرى استنساخ تلك الظروف، لتأكيد وصقل تفاصيل نموذج الانفجار الكبير، إلا أن تلك المسرعات لم تتمكن حتى الآن إلا البحث في الأنظمة عالية الطاقة. وبالتالي، فإن حالة الكون في اللحظات الأولى للانفجار العظيم مبهمة وغير مفهومة، ولا تزال مجالاً للبحث. كما لا تقدم نظرية الانفجار العظيم أي شرح للحالة الأولية للكون، بل تصف وتفسر التطور العام للكون منذ تلك اللحظة…


النجاح الحقيقي
ان النجاح الحقيقي اساسه الجد والمثابرة والفن والإبداع ليصل الى التميز والرقي عن باقي الاعمال والافعال…
أما الوهمي فما خلا من تلك العوامل التي هي من اسباب نجاح الانسان وسموه، والواهم ما اكتفى بأنه ناجح ولا يبذل أي جهد لبيان قدراته، فيبقى معتمدا على أسماء وعلاقات تسهل له الطريق بلا تعب.
وتوهمهم بأنهم ناجحون هذا يمنعهم من ان يخطو أي خطى جديدة ترتقي بهم ولهذا فهم باقون في دائرة ضيقة محاصرين بالأحلام والطموحات، وما نحتاجه لنكون ناجحين هو أن ندرك قيمة العمل وأهميته ومنحه المقومات اللازمة ليكون عملا جادا ومتكاملا وبنوعية جيدة جدا وبشكل عام يخدم الجميع.. فالنجاح قيمة تحرك لدينا الرغبة في صنع المزيد من الإنجازات معتمدين في ذلك على ما نملكه من همة وعزم وإرادة.
ان قدرتنا على تحقيق الموازنة بين مجالات الحياة المختلفة هي وحدها التي تجعل منا أشخاصا متفوقين ومتميزين يتطلعون إلى اكتشاف أنفسهم وتنمية قدراتهم ليصبح بإمكانهم بلوغ النجاح الحقيقي.
علينا أن نكون في حذر مع أنفسنا كي لا يحاصرنا الوهم ولا نستسلم له، فنحن بتفكيرنا الخاطئ قد نظن أن النجاح نجاح بغض النظر عن الطرق والأسباب التي جعلتنا نرتقي بأنفسنا لا ندري أن التوهم بالنجاح قد يكون أسوأ من الفشل ذاته والسبب هو أنه عندما يداهمنا الفشل نقرر وبسرعة البحث عن بدائل تخلصنا من ذلك الشعور المقيت لقناعتنا التامة بأننا في الموقع الخطأ بينما توهمنا بأننا ناجحون سيجعلنا نرفض مجرد التفكير بالبحث عن بدائل ربما لأننا نؤمن أننا في المكان الصحيح وأن نجاحنا هذا حقيقي لا يحتاج إلى إثبات أو تأكيد
نشرت في الولاية العدد 119

مقالات ذات صله