مرافئ عدد 121

من درر الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام
– قال عليه السلام: السخاء ما كان ابتداء، فأما ما كان عن مسألة فحياء وتذمم
– وقال عليه السلام: إنما المرء في الدنيا غرض تنتضل فيه المنايا، ونهب تبادره المصائب . ومع كل جرعة شرق وفي كل أكله غصص ولا ينال العبد نعمة إلا بفراق أخرى ، ولا يستقبل يوما من عمره إلا بفراق آخر من أجله . فنحن أعوان المنون ، وأنفسنا نصب الحتوف فمن أين نرجو البقاء وهذا الليل والنهار لم يرفعا من شئ شرفا إلا أسرعا الكرة في هدم ما بنيا وتفريق ما جمعا
– وقال عليه السلام: احذروا صولة الكريم إذا جاع واللئيم إذا شبع
– وقال عليه السلام: طوبى لمن ذكر المعاد، وعمل للحساب، وقنع بالكفاف، ورضي عن الله
– وقال عليه السلام: خذ الحكمة أنى كانت، فإن الحكمة تكون في صدر المنافق فتلجلج في صدره حتى تخرج فتسكن إلى صواحبها في صدر المؤمن

حكيم يعاتب نفسه
ويحك يا نفس ما الذي قذف بك في هذه السدفة وأصار بك إلى هذه الغمّة ووصلك بهذه الظلمة أنسيت وأنتِ في النور تسرحين وفي العلوم تمرحين وتنظرين في الضياء الصادق وتتفسحين في العالم المشرق انزلت إلى عالم الظلم والمعاندة والغشم والمفاسدة تخطفك الخواطف وتنتهرك العواصف قد حرمتِ علم الغيوب والكون في العالم المحبوب ورميت بشدائد الخطوب ورفضت كل مطلوب أين مصادرك الطبيّة وراحتك القوية حللتِ يا نفس بين السّباع القاتلة والأفاعي المهلكة والنيران المحرقة والريح العاصفة وصيرتك الاعمار في قرارات الاجسام لا تشاهدين إلاّ غافلاً ولا ترين إلاّ جاهلاً قد زهد في الخيرات ورغب عن الحسنات ثم رفع طرفه نحو السماء فرأى النجوم تزهر فقال بأعلى صوته يا لك من نجومٍ سائرة وأجسام زاهرة من عالمٍ شريف طلعت ولشيءٍ ما وضعت انك من عالم نفس قد كانت النفس في أعاليه ساكنة وفي اكنافه قاطنة فقد أصبحت عنه ظاعنة..

المعاجز التي ظهرت بـــــــــعد اســـــــــــــــتشهاد الإمام الحسين (عليه السلام)

حدث خلف بن خليفة عن أبيه قال: لما قتل الحسين اسودت السماء، وظهرت الكواكب نهاراً حتى رأيت الجوزاء عند العصر وسقط التراب الأحمر.
وعن علي بن مسهر، عن جدته: لما قتل الحسين كنت جارية شابة، فمكثت السماء بضعة أيام بلياليهن كأنها علقة.
وقال مسلم بن إبراهيم: حدثتنا أم شوق العبدية قالت: حدثتني نضرة العبدية، قالت: لما قتل الحسين بن علي مطرت السماء دماً، فأصبح كل شيء ملآن دماً.
وعن أم سليم قالت: لما قتل الحسين مطرت السماء دماً، احمرت منه البيوت والحيطان.
وعن عمار بن أبي عمار قال: أمطرت السماء يوم قتل الحسين (عليه السلام) دماً عبيطاً.
وعن سفيان بن عيينة قال: حدثتني جدتي: لما قتل الحسين بن علي (صلوات الله عليه) ساقوا إبلاً عليها ورس، فلما نحرت رأينا لحومها مثل العلقم ورأينا الورس رماداً، ما رفعنا حجراً إلا وجدنا تحته دماً عبيطاً.
روى هذه الأحاديث الفريقين وفي هذا دليل جلي على عظيم المصاب وشناعة ما ارتكبته أيدي الضلالة والغي بني أمية ومن تبعهم يداً ولساناً وقلباً الذين باعوا آخرتهم بدنياهم بانتهاكهم حرمة رسول الله الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) بقتلهم ذريته الطاهرة وسبي نسائه، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإنا لله وإنّا إليه راجعون.

نشرت في الولاية العدد 121

مقالات ذات صله