إقبال واضح لكبيرات السن على التعليم أسباب ودوافع

رملة الخزاعي

كثر ازدياد الأقبال في الأيام الأخيرة على التعليم من قبل كبيرات السن، سواء أكان التعليم المنتظم(نظام تدريس الامية)، ام التعليم غير المنتظم (الدورات)، بعد أن كان التعليم ليس من اولويات كبار السن في الغالب، فمنهن من دخلت نظام تعليم الامية ومنهن من دخلت نظام التدريس الحوزوي، وقد تكون هناك أسباب كثيرة لإقبال النساء المتقدمات في العمر على الدراسة، وقد أجرينا استطلاعاً للرأي حول دوافع الاقبال على التعليم.

(الحاجة مهدية حسن – 61 عاماً) تقول: كنت أقرأ لكن بشكل ضعيف جدا، ودفعني الى تقوية قراءتي، ابني الاكبر لأسد الفراغ الذي اعيشه فنصف النهار اقضيه في البيت دون فائدة وبعد ان دخلت (الامية) صرت اقرأ بشكل جيد واستطيع ان اكتب، وصرت اقرأ القرآن وبعض الأدعية، وقد شعرت بأهمية القراءة والكتابة..
وعبرت السيدة (فاطمة قاسم الزيادي- 54 عاماً) عن تحسرها بالقول: كنت لا اقرأ ولا اكتب، وعندما ازور الاضرحة المباركة اتحسر على قراءه الزيارة، أو قراءة بعض الادعية حتى نصحتني احدى الزائرات بدخول الدورات التي تعلم الحروف الهجائية وبعدها دخلت وبعد مدة استطعت ضبط الحروف ثم دخلت دورة في القراءة التفكيكية للقرآن الكريم، وصرت اقرأ القرآن وان كنت ضعيفة في قراءته، الا اني فرحة جداً بتعلمي، وقد ندمت كثيراً على ما فاتني من جهل بالقراءة والكتابة.
والتشجيع على الاستمرار دور كبير..هذا ما لاقته السيدة (كلثوم جبار -71 عاماً).. شجعتني ابنتي على تعلم القراءة والكتابة بنية تعلم قراءة القرآن، لأحصل على الاجر والثواب، ولأتمكن من قراءة الادعية وكتاب الله، وقد اهدتني التعلم الناطق الذي صار لي محفزّ لتعلم الحروف كي اعرف بدايات الآيات او بدايات السور مع التعلم والقراءة، وبعد 8 أشهر تمكنت من معرفة الحروف جمعيها والان اجد من السهل ان اتابع القراءة مع التعلم القارئ.
وعن دور القراءة والكتابة في تقويم الاعمال العبادية للفرد تقول (فوزية عبد الحسين / 45 عاماً).. لقد فاتني صلوات كثيرة وصرت وعزمت على قضائها لكنني انسى كم قضيت حتى اشارت عليّ بعض المؤمنات بكتابة عدد الصلوات التي اصليها كي اعرف كم قضيت لكن لا اجيد القراءة, وقد تحسرت كثيراً على هذا الأمر، كانت ابنتي تدون لي صلواتي التي اقضيها فطلبت منها ان تعلمني الحروف والارقام، بعد مدة طويلة تعلمتها بصعوبة ثم دخلت في احدى الحوزات لاتقوى على القراءة والكتابة ودراسة بعض علوم اهل البيت (ع).
صعوبات ومعوقات
وقد وجدنا خلال الاستطلاع بعض السيدات ممن حاولت التعلم لكن لم تتمكن من ذلك لعدة اسباب، فهذه السيدة (ماجدة حارس) تقول:
حاولت التعلم لكن لم استطع بسبب تقدمي في السن وضعف ذاكرتي، وتشاطرها الرأي السيدة (زهرة حاشي): ذاكرتي لم تسعفني كي اتعلم، وانا اتحسر على قراءة القرآن الكريم او اسم مكان ما، عندما اذهب لمكان ما لا اعرف قراءة اسم المكان مثلاً كأسم مدرسة او صيدلية وارى نفسي كالاعمى الذي يطلب والناس مساعدته على معرفة طريقه، وقد ندمت كثيراً لاني لم اتعلم في صباي.
وترى الدكتورة (زهراء الحسيني)/ علم النفس ,,ان دوافع التعليم تختلف باختلاف توجه الفرد وقوة الدوافع التي يمتلكها، وتعليم الكبار يتوقف على الدوافع والتوجه والاصرار ونرى حالات كثيرة كانت دوافعهم سبب تعلمهم وارادتهم سبب نجاحهم في هذه المهمة.
والتربوية (ايمان حميد) تتفق ايضاً بالقول،أن تعليم الكبار يتوقف عليهم وبوساطة اصرارهم على التعلم لكن بعضهم يواجه صعوبة لأسباب مختلفة منها:
صعوبة الحفظ لديهم لتقدمهم في العمر أو لتدهور صحتهم وكذلك اختلاف الطاقة الاستيعابية لديهم بسبب مشاغلهم.
اما التربوية (ناهدة حسين): فترى من الوجوب تعديل نظام التعليم ان يعدل وان تكون مساحة لكبار السن فهم بحاجة الى محتوى تعليمي يناسبهم ولاسيما فيما يتعلق بمبادئ القراءة والكتابة والحساب، فنحن نرى كثيراً من الكبار يحب التعلم لكنه لا يجد محتوى مشجعاً له وهذه احد اهم اسباب معوقات تعلم الكبار ومع الانفتاح والتطور نجد اغلبهم يلجأ الى التعلم بعد ان كان امياً أن تعليم الكبار لا يقل اهمية عن تعليم الصغار فهم بحاجة الى تعلم القراءة والكتابة على اقل تقدير ويجب ان تصحح نظراتنا المتوارثة الى عدم اهمية تعلم الكبار فهي على العكس من ذلك، فيجب ان نكون مشجعين لهم ليمضوا في هذا المجال كون التعليم نوراً لهم ودراية مهما كان دافعه فهذه الفئة قد حرمت من التعليم لأسباب كثيرة عانى منها مجتمعنا، وللإعلام دور كبير لترويج هذا الامر، حيث يجب ان يركز الاعلام على فكرة، تعليم الكبار والترويج لها، وعلى المؤسسات التعليمية، عمل ورش عمل خاصة بهم وتشجيعهم على هذه الخطوة، فالمجتمع المتعلم يختلف تماماً عن المجتمع غير المتعلم، ونحن أمة القرآن الكريم الذي يشجع على القراءة والكتابة ومع الغزو الثقافي تعد القراءة والكتابة سلاحاً مهماً وضرورياً لمجابهة الافكار والانحرافات العقائدية والمسؤولية كبيرة على المؤسسات التعليمية للاهتمام بالكبار.

نشرت في الولاية العدد 123

مقالات ذات صله