مرافئ 123

من كلام لأمير المؤمنين (عليه السلام) لما بويع بالمدينة:
ذمتي بما أقول رهينة، وأنا به زعيم إن من صرحت له العبر عما بين يديه من المثلات حجزته التقوى عن تقحم الشبهات. ألا وإن بليتكم قد عادت كهيأتها يوم بعث الله نبيكم (صلى الله عليه وآله) والذي بعثه بالحق لتبلبلن بلبلة، ولتغربلن غربلة، ولتساطن سوط القدر حتى يعود أسفلكم أعلاكم وأعلاكم أسفلكم، وليسبقن سابقون كانوا قصروا، وليقصرن سباقون كانوا سبقوا، والله ما كتمت وشمة ولا كذبت كذبة، ولقد نبئت بهذا المقام وهذا اليوم، ألا وإن الخطايا خيل شمس حمل عليها اهلها، وخلعت لجمها فتقحمت بهم في النار، ألا وإن التقوى مطايا ذلل، حمل عليها أهلها، وأعطوا أزمتها، فأوردتهم الجنة. حق وباطل، ولكل أهل، فلئن أمر الباطل لقديما فعل، ولئن قل الحق فلربما ولعل، ولقلما أدبر شئ فأقبل..


إنك لا تجني من الشوك العنب

رأى صبي اباه يغرس شجرا من البستان .. وبعداشهر متعددة ظهرت ثماره عنبا حلوا لذيذا.. فظن الصبي ان كل ما يغرسه يخرج العنب.
وفي احد الايام وجد شجرة شوك فغرسها .. وانتظر مدة فوجد اغصانها .. فقال له ابوه
ـ انك لا تجني من الشوك العنب .. فلا تتنظر الشيء من غير اصله.
ويضرب هذا المثل لمن يرجو المعروف من غير اهله.. او لمن يعمل الشر فينتظر من ورائه الخير .. او لمن يحاول اصلاح شخص خسيس الاصل سيء التربية.

من حكايات البهلول مع هارون العباسي
في كتاب الغرر قال لما دخل الرشيد الكوفة خرج الناس ينظروا إليه، فناداه بهلول: يا هارون ثلاثاً، فقال هارون من يجري عليّ في هذا الموضع؟ فقيل: له بهلول، فرفع طرف السجف فقال له ادنُ مني فقال: يا هارون روينا بالاسناد عن قدامة بن عبد الله العامري، قال رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) رمى جمرة العقبة لا ضرب ولا طرد، ولا قيل بين يديه إليك إليك، وتواضعك في شرفك يا هارون خيرٌ من تجبرك وتكبرك، قال: فبكى الرشيد حتى بدت دموعه، وقال: أحسنت يا بهلول، زدنا يرحمك الله، قال: أيضاً: روينا عنه (صلى الله عليه واله) أنه قال: أيما رجل أتاه الله مالاً وسلطاناً وجمالاً فانفق من ماله، وعفّ جماله، وعدل في سلطانه، كتب في ديوان الله من الابرار، قال له: أحسنت يا بهلول، وأمر له بجائزة، فقال: يا بهلول إن كان عليك دين قضيته عنك قال يا رشيد: إن هؤلاء أهل الرأي بالكوفة، أجمعوا على أن قضاء الدين بالدين لا يجوز قال: فهل لك أن أجرى عليك رزقاً يقوم بك ويكفيك، فرفع طرفه نحو السماء وقال: يا هارون أنا وأنت عيال الله ثم تركه ومضى.

نشرت في الولاية العدد 123

مقالات ذات صله