اعداد: حمود الصراف
أستاذ الفقهاء ومرجع عصره الزعيم الديني الكبير سماحة الشيخ آية الله العظمى الميرزا فتح الله بن محمد جواد النمازي الشيرازي المشهور بـ(شيخ الشريعة) الأصفهاني ألنجفي.
ولد شيخ الشريعة في مدينة اصفهان سنة 1226هـ ونشاْ بها نشأته الأولى، تتلمذ بتفوق على كبار علمائها في المراحل الدراسية المختلفة، ومن أساتذته الذين اخذ عنهم في اصفهان عبد الجواد الخراساني، احمد السبزواري، محمد باقر محمد تقي الأصفهاني، وتلقى من الاخير كثيرا من المباحث الاصولية وسمع عليه تحقيقاته.
وفي سنة 1295هـ هاجر الى حيث المنبع الصادق والنمير الصافي إلى مدينة النجف الاشرف، المنبع الذي يتدفق بالعلم ويزخر بالفطاحل من العلماء في شتى الميادين، وقد خرجت الرجال الذين خلدهم التاريخ لمواقفهم العظيمة في العلوم والمعرفة، فمن تلك الأرض الطاهرة التي سمت وتشرفت بضمها لأطهر جسد بعد النبي الأكرم (صلى الله عليه واله) وهو الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فنهلوا منه سبلا لمناهجهم، فتألقت بالطيب لتورق رياضاً غناء في العلوم والمعرفة، وأقام الشيخ (شيخ الشريعة) في هذه المدينة المقدسة وكان مجدّا في الحضور على أشهر مدرسيها أمثال الشيخ حبيب الله الرشتي والشيخ محمد حسين الكاظمي حتى صار إماما كبيرا وزعيما دينيا مشهورا، رأس في النجف الأشرف وتولى التدريس عشرات السنين فتخرج عليه فحول العلماء في الفقه واصوله والحكمة والحديث.
مكانة الشيخ المعروفة في العلم والتقوى وشهرته الواسعة في أوساط النجف الاشرف وأصبهان معروفة.
وعندما توفي زعيم الثورة العراقية الشيخ محمد تقي الشيرازي خلًفه المترجم له وقام بأعباء الزعامة والإمامة وجابه الحكام الغازين بشجاعة وقوة فدحض حججهم ورسائله إليهم منشورة.
مؤلفاته: ومن مؤلفاته كتاب إنارة الحالك في قراءة ملك ومالك، وإفاضة القدير في خل العصير، وقاعدة لا ضرر، والقول الصراح في نقد الصحاح، وابرام القضاء، هذا ما عدا حواشيه على كثير من الكتب الدراسية ورسائله الفتوائية لعمل مقلديه وغيرها من الكتابات المتفرقة، وبعد أن توفي السيد الفقيه محمد تقي الشيرازي قدس الله سره، زاد عليه الاقبال في التقليد، وأصبح المرجع الأعظم. وأثناء قيامه بمهام المرجعية العظمى والزعامة العامة، شارك الثوار العراقيين في جهادهم ضد الانكليز، إلى أن اختار الله تعالى له الدار الآخرة، فتوفي في النجف الأشرف بالثامن من شهر ربيع الثاني سنة 1339هـ، ودفن في الصحن الشريف في حجرة رقم 22.
ورثاه شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري بقصيدة نذكر منها:
سلام على النعش الخفيف فقد ثوت ثقال المعالي عنده وأواصره
أناعيه خفض، فالشريعة تعتزي إلى شيخها فانظر لما أنت ذاكره
لفقدك حال الدين عمــا عهدته فمسلمه في ذمة الشرع كافره
فلا بلغ الناعي على دين أحمد مناه، ولا حاقت يديه بواتره
فلو شاء ذاك القبر بين كم به أماني نفوس قد طوتها ضمائره
فيا لا ســقت إلا يداه ضريحه ففيه مسـح الغيث حل وماطره
نشرة في الولاية العدد 92