سامي العبودي
ابدى علماء الاثار والتاريخ من مختلف بلدان العالم اعجابهم بالمعالم الاثرية والتاريخية لصحن امير المؤمنين (عليه السلام) وماله من روحانية عظيمة, فيما ابدى البعض منهم اعجابه بحضور طلبة الدراسات الاكاديمية الى حلقات الدرس الحوزوي التي تقام في الصحن الشريف والمدرسة الغروية, وهذه اشارة الى ان مرقد امير المؤمنين (عليه السلام) ليس مكاناً للعبادة فقط وانما للدرس والتحصيل العلمي, وله روحية تستقطب الناس من كل بقاع العالم.
وقالت البروفسور (اديلايد اوتو) Professor Dr. Adelheid Otto المتخصصة في علم الآثار وتاريخ الشرق الأدنى القديم – قسم الدراسات الثقافية والتاريخ القديم في جامعة ميونخ الالمانية, بتصريح خاص لمجلة الولاية, انها» زارت أغلب المناطق الاثرية في العراق لكن زيارتها الى العتبة العلوية المقدسة تعدّ واقعا مشرقا ومشعا ينبض بالحياة, وهي المرة الاولى في حياتي التي أرى مثل هكذا مكان جميل مليء بكل المعاني الروحية, فحينما تدخل الصحن الطاهر تجد نفسك قريبا الى السماء, وتلتمس فيه صورة ناصعة البياض تنبض بالروحية, سيما وقد وجدت الناس في هذا المكان يختلفون عن غيرهم في اماكن اخرى, فهم اناس محبون ومتعاونون مع الزائرين, وينتابني شعور وانا في وسط هذا المكان كأني في وسط عائلتي الكبيرة».
واضافت, اني أشاهد لأول مرة اناسا يدرسون اختصاصات علمية مثل الطب والهندسة والتحليلات المرضية في هذا المكان المقدس, رغم انه مكان ديني, وفي الوقت ذاته وجدت ان هنالك اناسا يدرسون العلوم الدينية, وهذه ظاهرة فريدة», مشيرة الى انها سوف تنقل هذه الصورة الفريدة الى بلادها وتحدثهم عما رأت وسمعت, وستعمل على عقد محاضرات عدة للطلبة في جامعة ميونخ الالمانية لدراسة هذه الحالة النادرة والفريدة».
من جهته قال البروفسور برتولد إينواغ Professor Dr. Berthold Einwag لمجلة الولاية: ان تعامل الناس في هذا المكان المبارك هو تعامل مثير للانتباه, فهم يحملون كل الطيبة ومعاني الانسانية وهم يعرضون علينا شتى انواع المساعدة والدعم وان تعابير الفرح بوجودنا معهم ظاهرة على وجوههم وسنوصل هذه الصورة الناصعة لبلادنا ولطلبة الجامعات عندنا حتى يعرفوا حقيقة الدين الصحيح الذي يدعوا الى التعايش مع كل الناس من دون تفرقة وخصوصاً في هذا المكان المقدس.
من جانبه صرح لمجلة الولاية, البروفسور, عباس علي الحسيني, استاذ زائر في جامعة بولونيا وعدد من الجامعات الاوربية:» انا استاذ في جامعة بولونيا واستاذ زائر في عدد من الجامعات الاوربية, وقد اصطحبت قبل فترة من الزمن وفدا من الطلبة من جامعة بولونيا من شمال ايطاليا للاطلاع على المعالم الاثرية والتاريخية في العتبة المقدسة والاماكن الاثرية في العراق», مشيراً الى, ان» الاتحاد الأوربي سيعقد المؤتمر العالمي لآثار الشرق في وقت قريب جدا, وان الاتحاد لديه قسم كامل لدراسة الاثار الإسلامية», مشيراً الى, ان» مقبرة وادي السلام في طور الاكتمال لوضعها على لائحة التراث العالمي», لافتا إلى ان:» علماء الاثار والتراث الاوربيين انبهروا بجمال العمارة وجمال الروح حينما دخلوا الى الصحن المطهر».
يذكر ان البروفسورة (اديلايد اوتو) تشغل منصب استاذ جامعي لعلم الآثار في الشرق الأدنى في جامعة ميونيخ ومنصب أستاذ علم الآثار في دول شرق آسيا في قسم علم المصريات ودراسات الشرق الأدنى القديم بجامعة يوهانس غوتنبرغ ماينز, والمدير الإداري لقسم الدراسات الثقافية القديمة ومحاضر في علم الآثار في الشرق الأدنى في جامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونيخ وأستاذاً زائر في قسم الدراسات الشرقية بجامعة فيينا (النمسا), اما البروفسور (برتولد إينواغ) فهو يشغل منصب أستاذ زائر في جامعة برلين الحرة واستاذ في التأهيل في علم الآثار في الشرق الأدنى في جامعة ميونيخ وزميل ما بعد الدكتوراه في جامعة ميونيخ وحائز على شهادة السلفيون – من الدولة البافارية وباحث مشارك في معهد علم الآثار في الشرق الأدنى من جامعة ميونيخ.
خبراء الآثار في مشروع أيدو العالمي يبدون اعجابهم بالمعالم التاريخية والأثرية لصحن امير المؤمنين (عليه السلام)
وقال خبير الآثار العالمي البروفيسور نيكولا ماركتي مدير مشروع أيدو العالمي لإحياء تراث العراق, بتصريح خاص للولاية, ان» زيارتي لهذا المرقد المقدس هي الاولى ومعي كبار علماء الآثار في العالم وهم في زيارتهم الأولى وقد ألهمنا المكان المقدس مشاعر روحية قوية، بالخصوص ونحن نشاهد الزائرين وهم يتوافدون ويحيطون بهذا بالقبر المقدس ويبتهلون بقوة وإيمان، ونحن معجبون بالمعالم التاريخية والأثرية المحيطة بهذا المكان».
وبين مدير البعثات والعلاقات الثقافية في جامعة الكوفة الدكتور حيدر الحمداني الذي كان مرافقا للوفد, ان» النخب العلمائية القادمة لرؤية المعالم التاريخية والأثرية في مرقد أمير المؤمنين(عليه السلام)، هم باحثون وعلماء متخصصون في مجال الآثار قادمون من جامعات أوروبية من بينها جامعة بولونيا وتورينو الايطالية وجامعة بنسلفانيا الأمريكية وجامعة كامبريدج البريطانية وسفراء دول ومنظمات عالمية من بينها منظمة اليونسكو ومتحف اشمولين في اوكسفورد وجامعة وارشو البولندية».
علماء آثار من جامعة برلين الحرة والجامعة التقنية يبدون اعجابهم بمعالم العتبة العلوية المقدسة واستعدادهم للتعاون المشترك في مجال المخطوطات
فيما ابدى وفد متحف البيرغامون الالماني الذي ضم عدداً من علماء الآثار الألمان تترأسه الدكتورة ماركريت فونس برفقتهم علماء آثار عراقيين خلال تشرفهم بزيارة مرقد امير المؤمنين (عليه السلام), اعجابهم بالمعالم الاثرية وجمالية الفن المعماري لصحن امير المؤمنين (عليه السلام), كما اطلع الوفد على عمل شعبة المخطوطات والآثار في العتبة العلوية المقدسة, وابدى الوفد استعداد جامعة برلين الحرة والجامعة التقنية في برلين وبرعاية معهد برغامون الآثاري لإقامة ورش عمل لصيانة المخطوطات بالتعاون مع العتبة العلوية المقدسة.
وقال مسؤول شعبة المخطوطات في العتبة العلوية, الشيخ صفاء الوديس, بتصريح خاص لمجلة الولاية, انه» تلبية للدعوة المقدمة من العتبة العلوية المقدسة الى المعهد الألماني في برلين لزيارة العتبة العلوية والاطلاع على المخطوطات والآثار فيها, لبى المعهد الدعوة بإرسال بعثة أثرية تترأسها مديرة متحف البيرغامون في برلين الدكتورة مارغريت فونس للاطلاع على الآثار في مدينة النجف الاشرف عموماً والعتبة العلوية خصوصاً».
وأضاف, ان» الوفد زار ورشة العمل في شعبة المخطوطات للاطلاع عن كثب على عمل كادر شعبة المخطوطات وكيفية أحياء التراث وصيانة الآثار الخطية وإعادتها بحلة جديدة», مبيناً « انه تم مناقشة إقامة ورش عمل بالتعاون مع جامعة برلين الحرة والجامعة التقنية في برلين برعاية معهد برغامون الاثاري وبالتعاون مع العتبة العلوية المقدسة».
نشرت في الولاية العدد 10