احكام ترك الصلاة

وقفة فقهية

الشيخ مقداد الكعبي

لا يخفى على الإنسان أهمية الصلاة في الإسلام، وأنها عمود الدين، وقد حثت الشريعة الإسلامية المسلم على الاهتمام بها ورتبت جملة من الاحكام على تارك الصلاة والاستخفاف بها.
ومن اجل ذلك نقدم بين يدي القارئ الكريم جملة من تلك الأحكام إتماما للفائدة:

 

سؤال: هل تسقط الصلاة عن المكلف في بعض الحالات؟
الجواب: يقول الفقهاء إن الصلاة لا تسقط بحال، ومعنى ذلك أنها لا تسقط في السفر ولا في الحضر، فلو ضاق وقت الصلاة وجب على المسلم المسافر – مثلاً- أداء صلاته في الطائرة أو الباخرة أو السيارة أو القطار، في أثناء التوقف، أو الحركة، في صالة الانتظار، أو في الحديقة العامة، أو في الطريق، أو في مكان العمل، أو ما شاكل ذلك.
فقد روي عن النبي(صلى الله عليه وآله) في اهمية الصلاة انه قال: حافِظُوا على الصَّلواتِ الخَمسِ؛ فإنَّ الله تباركَ و تعالى إذا كانَ يَومُ القِيامَةِ يَدعُو بِالعَبدِ، فأوَّلُ شَيءٍ يَسألُ عَنهُ الصَّلاةُ، فإن جاءَ بها تامّا وإلاّ زج في النارِ.
سؤال: كيف يتم التعامل مع شخص لايهتم بالصلاة؟
الجواب: بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتذكيره بأهمية الصلاة وأنها عمود الدين إن قبلت قبل ما سواها وإن ردت ردّ ما سواها، وان أهل الجحيم حين سئلوا عن الطريق الذي سلكوه فانتهی بهم فيها قالوا: لم نك من المصلين، وليتجنّب التطاول بالكفر ونحوه فإن عواقبه وخیمة.
توضيح: رسول الله(صلى الله عليه وآله) – في وَصيَّتِهِ لِمُعاذ-: لا تَترُكَنَّ صَلاةً مَكتوبَةً مُتَعَمِّدًا، فَإِنَّ مَن تَرَكَ صَلاةً مَكتوبَةً مُتَعَمِّدًا فَقَد بَرِئَت مِنهُ ذِمَّةُ اللهِ.
وروي عن الإمام عليّ(عليه السلام) أنه قال: الفَرقُ بَينَ المُؤمِنِ والكافِرِ الصَّلاةُ، فَمَن تَرَكَها وادَّعَى الإِيمانَ كَذَّبَهُ فِعلُهُ، وكانَ عَلَيهِ شاهِدٌ مِن نَفسِهِ.
وروي عن الإمام الصادق(عليه السلام) – لِمَن سَأَلَهُ عَنِ الكَبائِرِ – فقال: تَركُ الصَّلاةِ مُتَعَمِّدًا أو شَيئًا مِمّا فَرَضَ اللهُ عزّوجلّ ، لأِنَّ رَسولَ اللهِ(صلى الله عليه وآله) قالَ: مَن تَرَكَ الصَّلاةَ مُتَعَمِّدًا فَقَد بَرِئَ من ذِمَّةِ اللهِ عزّ وجلّ وذِمَّةِ رَسولِهِ.
السؤال: ما حكم تارك الصلاة وكيف يتم قضاؤها؟
الجواب: يستغفر ربه ويقضي الصلوات التي فاتته ولا ترتيب في قضائها ما لم تكن مرتبة في الأصل، وتوضيح ذلك انه يمكن قضاء صلوات المغرب والعشاء قبل قضاء صلوات الظهر والعصر، ولكن لا يجوز قضاء صلاة العصر قبل قضاء صلاة الظهر من اليوم نفسه، لأن صلاة الظهر مرتبة قبل صلاة العصر بالاصل.
سؤال: لو اراد تارك الصلاة قضاء ما فاته ولكنه شك في عدد السنين التي ترك فيها الصلاة فما حكمه؟
الجواب: يجب عليه قضاء ما فاته من الصلوات الماضية بالمقدار المتيقن منها، وتوضيح ذلك: انه لو كان يقطع بخمس سنوات ويشك بست سنوات وجب عليه قضاء الخمس فقط.
السؤال: ما هو الاستخفاف بالصلاة؟
الجواب:
1- أن يؤخرها عن اول وقتها بلاعذر شرعي اوعرفي بل من باب عدم الاهتمام بها.
2- أن يترك الصلاة في الوقت بلا عذر شرعي وان قضاها بعد ذلك.
3- ان يصلي في بعض الاوقات ولا يصلي في بعضها الآخر، فمتى كان له فراغ صلى، ومتى كان مشغولاً بالامورالدنيوية تركها.
٤- ان لا يهتم بالصلاة، فينسى الاتيان بالصلاة لعدم اهتمامه بها او ينام عنها بنحو لو كان يهتم بها لم ينسَ أو لم ينم.
وقد ورد في الحديث عن الامام الصادق(عليه السلام) في قوله تعالى (الذين هم عن صلاتهم ساهون) انه قال: (هو تأخير الصلاة عن اول وقتها لغير عذر) وروي عنه(عليه السلام) أيضا: (هو الترك لها والتواني عنها) وعن الامام الكاظم(عليه السلام) أنه قال: (هو التضييع) .
سؤال :عدم أداء صلاة الصبح لأسباب عدّة ومنها المرض والسهر والكسل، فهل یعدّ ذلك تهاوناً بالصلاة ؟
الجواب: لا يُبرّر كلّ ذلك، فانّه تساهل وتهاون ولا یجوز.
سؤال: هل يجوز تأخير الصلاة بسبب قدوم الضيوف والقيام بخدمتهم او بكاء الطفل الرضيع؟
الجواب: لا يجوز تأخيرها حتى ينقضي وقتها لما ذكر من المبررات ويستحب تقديمها في أول وقتها.
سؤال: إذا اعتقد المكلف بأنه إذا نام فإنه لا يستيقظ لصلاة الصبح، فهل يجب عليه أن يبقى مستيقظاً لحين أداء الصلاة ؟ وهل يأثم إذا نام فلم يستيقظ لصلاته بعد ذلك؟
الجواب: يمكنه أن يكلّف أحداً بإيقاظه للصلاة أو يستخدم الساعة المنبهة أو نحوها لهذا الغرض، وإن لم يمكن ذلك لم يأثم بالنوم إلا إذا عدّ ذلك تسامحاً وتهاوناً بالصلاة عرفاً.
سؤال: شخص يستيقظ قبل دخول وقت صلاة الفجر بدقائق فهل يحقّ له معاودة النوم ثانية اذا كان يعلم أو يحتمل احتمالاً قويّاً أنّه لا يستيقظ اِلاّ والشمس طالعة؟
الجواب: اذا كان ذلك تهاوناً واستخفافاً منه بالصلاة لم يجز.‏
سؤال: اذا نام الانسان واستغرق نومه وقت صلاة الصبح هل یأثم وهذا یتكرر كثیراً؟
الجواب: اذا حدث ذلك اتفاقاً فلا اثم علیه، واما تكرره فربما یكشف عن الاستخفاف بالصلاة.
سؤال: هل السهر المفوت لصلاة الصبح حرام؟
الجواب: اذا كان بحیث یصدق علیه الاستخفاف والتهاون بالصلاة لم یجز.
سؤال: هل يجوز السهر ليلاً مع علمه بعدم قدرته على الاستيقاظ لصلاة الصبح؟
الجواب: لا يجوز التهاون في أداء الواجب.

نشرت في مجلة الولاية العدد 73

مقالات ذات صله