أشهر طبيبات العرب قبل الاسلام

9

م.م. وسن صاحب الجبوري

 

لم يقتصر النبوغ في مهنة الطب وممارسته على الرجال فقط، بل شمل النساء كذلك اذ اشارت المصادر التاريخية الى اسماء عدد من طبيبات العرب قبل الإسلام ممن عاصرن الرسول الكريم، وبقين يمارسن هذه المهنة على علم منه(صلى الله عليه وآله).
ومن أشهر هؤلاء النسوة اللواتي عملن في مجال الطب:
1. رفيدة الاسلمية: وقيل الأنصارية، وكانت طبيبة متميزة بالجراحة، عاصرت رسول الله(صلى الله عليه وآله) وعملت في خيمة مستقلة لتداوي الجرحى، وعندما اصيب سعد بن معاذ بسهم في معركة الخندق قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): اجعلوه في خيمة رفيدة حتى اعوده من قريب.
2. زينب طبيبة بني أود: من النساء اللواتي عرفن مهنة الطب بحذاقة ودقة عالية، وهي امرأة من بني اود كانت كبيرة بالعلاج ومداواة آلام العين والجراحات، وذكرت المصادر التاريخية أن رجلا من الأعراب قال: اتيت امرأة من بني اود تكحلني من رمد كان قد اصابني فكحلتني ثم قالت: اضطجع قليلا حتى يدور الدواء في عينيك، فاضطجعت ثم تمثلت قول الشاعر:
أمخترمي ريب المنون ولم ازر طبيب بني اود على النأي زينبا
فضحكت ثم قالت: اتدري فيمن قيل هذا الشعر، قلت: لا، قالت: فـيَّ والله قيل، وأنا زينب التي عناها وانا طبيبة بني اود، افتدري من الشاعر قلت لا،قالت: عمك ابو سماك الاسدي.
3. الشفاء بنت عبد الله: صحابية جليلة واسمها الشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس بن خلق ابن شداد بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب، القرشية العدوية، ولم يعرف تاريخ ولادتها ولكنها ولدت في الجاهلية وتوفيت سنة 20هـ/640م، وقد اسلمت قبل هجرة الرسول(صلى الله عليه وآله) وكانت من المهاجرات الأُول.
والشفاء كانت ذات عقل وفضل وعلم، واشتهرت بمعالجة مرض (النملة) بالرُّقى، واستأذنت الرسول(صلى الله عليه وآله) في مكة بمتابعة عملها، فقالت له: يا رسول الله اني كنت ارقي في الجاهلية على النملة، واني اريد ان اعرضها عليك، فعرضتها عليه فإذا هي: (اللهم أذهب البأس رب الناس)، فاقرّها الرسول (صلى الله عليه آله) على ذلك وطلب منها تعليم زوجته حفصة القراءة والكتابة ومعالجة النملة بالرقى.
4. أم عطية الانصارية: وتكنى بأم عمارة الأنصارية وهي نسيبة بنت كعب بن عمرو ابن عوف بن مبذول بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري، كانت مشهورة كطبيبة قبل الإسلام، مارست عملية الختان على الإناث بعلم من الرسول(صلى الله عليه وآله)، حتى انه قدم لها النصائح في ذلك، وذكر ابن سعد ان ام عطية الأنصارية أسلمت وبايعت رسول الله وغزت معه في معركة احد لتداوي الجرحى، فضلا عن ذلك فقد كانت تصنع لهم الطعام وتسقيهم الماء، وعاشت أم عطية الأنصارية حتى خلافة ابي بكر وتوفيت سنة 13هـ/632م.

 

نشرت في الولاية العدد 77

مقالات ذات صله