التدخين واضراره

slideshowslide_sss_730_291

د. محمد جعفر الموسوي

التدخين آفة صحية واجتماعية واسرية مدمّرة للفرد والمجتمع..
والتدخين سلبي جدا بالنسبة للذين يتنفسون الهواء الملوث بنتيجة حرق التبغ سواء كانت سكاير ام نركيلة ام أي نوع آخر، فكلها لها نفس التأثير على الإنسان اعتمادا على كمية ونوعية التبغ المستخدم.

 

سبب للامراض الفتاكة:
وخطورة التدخين تكمن بأضراره، فهو مادة مسرطنة أكيدة، تسبب عددا كبيرا من أنواع السرطانات مثل سرطان الشفاه والفم والبلعوم والانف والجيوب الأنفية والقصبات الهوائية والحويصلات الرئوية، وسرطان المعدة والأمعاء، والبنكرياس والكبد والدم والمثانة والبروستات والمستقيم.
ولا يكاد جزء من جسم الإنسان يسلم من هذه الاصابات السرطانية، سواء الأولية منها ام الثانوية -أي الاصابة المنتشرة- بالاضافة الى عشرات الأمراض الاخرى، كحساسية القصبات والربو القصبي، ولا ننسى أن التدخين من العوامل المساعدة على الاصابة بالتدرن الرئوي (السل).
ويعد التدخين عاملا مساعدا على التهابات الرئة وأمراض الشرايين وتصلبها، وهي خطرة جدا لكل اجزاء الجسم، وتأتي نتيجة لترسب النيكوتين والمواد التبغية الأخرى في جدران الأوعية الدموية، كتأثير الكولسترول في الدهون الحيوانية.
واذا اصيبت الشرايين التاجية – وهي الشرايين المجهّزة للقلب بالمواد الغذائية والأوكسجين- فان القلب سيتوعّك وتبدأ علامات الذبحة الصدرية الخطرة تظهر عليه.

ظواهر اجتماعية للتدخين:
لذا فإن التدخين خطر جدا، وبخاصة اذا مارسه الانسان في مقتبل العمر مثلما نلاحظ هذه الايام، إذ ترى العديد من الشباب وهم في مقتبل العمر يمارسون التدخين وبخاصة في مقاهي الاركيلة، كما ان التدخين قد يشكل الى حد ما دافعا مشجعا على الجنوح والانحراف.
إن تدخين ربِّ الأسرة او أحد أفرادها في البيت يشكل خطورة بالغة للأطفال وكبار السن والمرضى والحوامل في المنزل، فضلا عن ان التدخين في الأماكن العامة كالمستشفيات ودور العبادة يحمل مخاطر كثيرة على المتواجدين فيها.

حلول لمحاربة التدخين:
نحن نطالب وزارة التجارة والصحة بمنع إعلانات التبغ، ومنع استيرادها أو وضع ضرائب عالية عليها، مع ضرورة وضع علامات تبين خطورة التدخين، ولا يكتفى بكتابة غير واضحة عن مخاطر التدخين في الاعلانات التي تروج له.
والأمانات العامة للعتبات المقدسة مسؤولة عن منع التدخين في المزارات الشريفة نهائيا، والتأكيد على منعه في المساجد والحسينيات، وفرض غرامات في هذا المجال، وبخلاف ذلك سنرى أنفسنا أمام أعداد كبيرة من الإصابات السرطانية والأمراض الخطيرة تنتشر في اوساط مجتمعنا الكريم.
وهناك مسؤولية كبرى تقع على عاتق الزملاء الأطباء في التوعية والتثقيف، وكذا العلماء والخطباء والأساتذة والمديرون لأنهم قدوة للآخرين.
وهنا أريد أن أشير بألم لظاهرة توزيع السكائر في الفواتح على أرواح المؤمنين، وهذا السلوك من الأمور الخطرة جدا، ومن الواجب ان يوضع حد لها، كما نرجو من الإخوة الإعلاميين الانتباه لظاهرة خطرة هي ظاهرة الأفلام التي تظهر ابطالها وهم يدخنون، اذ ان هذه الظاهرة تؤثر في المشاهدين.

وفي الختام:
ان التدخين لا يسبب إدمانا فيزيائيا خلويا، بخلاف الإدمان على المخدرات، وإنما هو ظاهرة تعويد لا اكثر، ومن السهل تركه مع شيء بسيط من الآثار الجانبية كالصداع والعصبية التي تستمر لعدة اشهر، ومن ثم يعود الإنسان معافى وتزول عنه الأمراض تدريجيا، فينتعش القلب والرئتان وكل اعضاء الجسم، ويطول العمر، فضلا عن الراحة الاقتصادية.. فلماذا نلوث أجواء بلد أمير المؤمنين(عليه السلام) بهذه المواد السامة والمسرطنة؟
فلتكن عاصمة الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه) وبلد أمير المؤمنين والأئمة الأطهار(عليهم السلام) خالية من هذه الظاهرة السيئة، ولنبادر الى مكافحة آفة التدخين نهائيا لتكون هذه المدينة الأولى عالمياً في هذا المجال.

نشرت في الولاية العدد 78

مقالات ذات صله