الاخصاب غير الطبيعي

12اعداد:امير الحسيني

للشريعة موقف واضح متجدد لكل متغييرات الحياة لا ينفك عنها ولا يحيد بوجهه عن حركتها وفعلها.. فهي واجب يتكفله أولو العلم من علمائنا ومراجعنا كي لا يضل أو يزيغ بأحد من أمة المسلمين الى طريق فيه عصيان أو ضلال معصية تودي بصاحبها الى النار والهلاك او عسير الحساب يوم الدين.
وقد ارتأينا ان نطرق في كل عدد من «الولاية» موضوعا علميا مستجدا يهم حياة الناس ويقف على مسائلها الابتلائية التي يجب معرفة موقف الشرع المقدس منها في حكم الشريعة.

ولكي نتوصل الى معرفة شاملة وكاملة سنمهد الى معرفة الأنسجة التي ستخضع للاحكام الشرعية من منظور علمي بحت، وهنا سيكون الرحم في الجهاز التناسلي الانثوي وهو اول باب درس سنتناوله بشكل مبسط في هذه الحالة، فالرحمُ هو عضوٌ في الجهاز التناسلي للمرأة. وتشمل الأعضاءُ التناسلية للمرأة: المبيض، قناة فالوب (البوق الرحمي)، الرحم، والمَهبِل.
والرحمُ عضوٌ أجوف فيه ثلاث طبقات، تُعرَف الطبقةُ الداخلية للرحم باسم بطانة الرحم. تنمو وتثخن في كلِّ شهر للتحضير لفترة الحمل؛ فإذا لم يحصل الحمل، تتدفَّق البطانة إلى خارج الجسم، وهذا ما يُسمَّى بفترة الحيض.
أما الطبقةُ الوسطى فهي عضلةٍ يمكن أن تنمو بشكلٍ كبيرٍ لاستيعاب الحمل وتُولِّد هذه الطبقةُ تقلُّصات المخاض، التي تؤدِّي إلى ولادة الجنين.
أمَّا الطبقةُ الخارجية فهي الغطاءُ الخارجي للرحم والمعروفة باسم الطبقة المصلية.
الجزءُ الأوسط من الرحم هو جسمُ الرحم، وهو المكانُ الذي ينمو فيه الجنين ويبقى حتَّى الولادة.
والرحمَ قابلٌ للتمدُّد في الحجم بشكلٍ كبيرٍ.

السؤال: إمرأة تعاني من مشاكل في المبيض وبسبب ذلك لا تحمل:
فهل يجوز أن تأخذ بويضة من إمرأة أخرى وتلقح من قبل الزوج صاحب المرأة التي تعاني من خلل المبايض ثم تزرع في رحم تلك المرأة حتى الولادة؟
الجواب: هذه العملية جائزة في حد ذاتها اذا لم تكن صاحبة البويضة من محارم صاحب الحويمن (زوج التي تحتضن البويضة المخصبة) ولكن اذا كان اجراء العملية يتوقف على النظر او اللمس المحرمين فلا يجوز إلا لمن تضطر اليه.

السؤال: تحتاج حالات معينة لإجراء تلقيح اصطناعي يجريه الطبيب بين زوج وزوجته لزيادة احتمالات الحمل، ويتطلب هذا التلقيح كشف العورتين، فهل يجوز ذلك؟
الجواب: لا يجوز كشف العورة لمجرد ما ذكر، نعم إذا كانت هناك ضرورة تدعو الى الإنجاب وتوقف على الكشف جاز عندئذ. ومن الضرورة ما لو كان الصبر على عدم الانجاب حرجيّاً على الزوجين بحد لا يتحمل عادة.

السؤال: ربما تجري عمليات نقل بويضة امرأة لامرأة أخرى، فهل يجوز ذلك؟ ولو حصل الحمل فابن من منهن سيكون هذا الجنين؟
الجواب: لا مانع منها مع التجنب عن النظر واللمس المحرمين، وفي كون الأم النسبيّة – للوليد هي صاحبة البويضة أو صاحبة الرحم الذي تربى فيه احتمالان: والأحوط لزوماً مراعاة الاحتياط بالنسبة اليهما.

السؤال: هل يجوز استئجار رحم لحمل البويضة الملقحة من زوجين شرعيين من دون ان يتزوجها الرجل لاني سمعت انه جائز علما بأن الزوج لن يرى مؤجرة الرحم ولن يلمسها بتاتا بل سيتم نقل البويضة الملقحة الى رحمها من خلال الطبيب فقط حتى لو لم تكن زوجته؟
الجواب: يجوز وان كان الاحوط استحباباً تركه وعلى تقدير إجرائها ففي لحوق الولد بصاحبة البيضة أو بصاحبة الرحم احتمالان: مقتضي الاحتياط مراعاته.

نشرت في الولاية العدد 89

مقالات ذات صله