هشام كمون
صديقي ورفيقي وصاحبي وآخرون يطلقون عليه معنى الأخ الذي لم تنجبه الأم وغيرها من النعوت التي يطلقها المرء على صحبة صادقة حسنة في حياته فالصديق من الضرورات الاجتماعية التي لابد منها لما لها من الأثر الكبير في استقامة أو انحراف الشخص لأنها تغذي الإنسان بالتعاليم والأخلاق السلبية أو الايجابية، و بالتالي فمسألة الصداقة والصحبة ليست مسألة طبيعية وهامشية في حياة الإنسان بل هي قضية خطيرة ومهمة جداً ومصيرية في الوقت ذاته لارتباطها بسلوك الإنسان داخل المجتمع لذلك إن عنوان الأخوة والصداقة قد احتل مساحة في النصوص الإسلامية وما سطره الكتّاب والباحثون.
لقد حثَّ ديننا الحنيف على اقامة العلاقات الإنسانية التي تبنى على أسس الخير والمودة والصلاح والتي يكون الركن الرئيس فيها ينبع من الروح الطاهرة والقلب النظيف والعقيدة المستمدة من مبادئ الإصلاح وحب الآخرين, لما تتضمنه هذه العلاقات من تأثير يتشارك فيه الطرفان وخصوصاً اذا كانت هذه الصداقة مبنية على التعاليم الإسلامية التي تنحت أثارها عند الشخصين في حياتهما فقد ورد في كلام أمير المؤمنين (عليه السلام)أنه يبلغ منزلة الأخ في بعض الأحيان حين قال (عليه السلام): ربَّ أخٍ لك لم تلده أمك.
الصداقة في اللغة العربية: جاء في كتاب الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري: إن الصداقة اتفاق الضمائر على المودة فإذا أضمر كل واحد من الرجلين مودة صاحبه فصار باطنه فيها كظاهره سميا صديقين.
وقيل أيضا الصداقة من الصدق والصدق هو نقيض الكذب وبهذا يمكن تعريف الصداقة بأنها صدق النصيحة والإخاء والصديق الحقيقي هو من صدقك، وجمع صديق : صدقاء وصدقان وأصدقاء وأصادق وقد يقال للواحد والجمع والمؤنث صديق.
من هو الصديق: الصديق هو شريك الحياة هو الذي يجري في الانسان مجرى الروح في البدن هو المرآة التي تنعكس عليها حسنات المرء وسيئاته كما قال الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله) : المؤمن مرآة أخيه يميط عنه الأذى. وهو محط الأسرار ومبعث الآمال لذلك يجب أن يكون حسن السيرة وطيب السريرة طاهر الذات جميل الصفات حتى يقتدي به صاحبه ويهتدي به رفيقه فإن تأثير الصديق عظيم جداً يقود القرين للصلاح والطلاح. فهذا أمر ثابت لا ريب فيه يؤيده الوجدان وتدعمه الحوادث الواقعة و ينص عليه المفكرون قديماً وحديثاً. ونظراً لأهمية هذا الأمر وتأثيره البالغ في حياة الإنسان من حيث السعادة و الشقاء جاءت النصوص عن أهل البيت (عليهم السلام) متواترة ومتضافرة تحث الناس على اتخاذ الأصدقاء الصالحين وتحذرهم من مصاحبة المجرمين و المفسدين.
نشرت في الولاية العدد 90