هكذا حط العلم رحاله عند علي عليه السلام

%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%af%d9%81%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%86غزوان العيساوي

هنا حيث نبي الله ادم يدخرها لعلي (عليه السلام) وهناك نوح ببركة علي(عليه السلام) ترسو سفينته, وعلي (عليه السلام) يدخل ارضها ويقدسها, حيث اجتمع العلم برفقة معرفته لتأتي الناس افواجا يطلبونه.. عند علي (عليه السلام) تزف المعرفة اشخاصها وعند علي (عليه السلام) يرتفع العلم درجات حتى اصبح مرقده يتزاحم فيه العلماء مابين ماشٍ على ارضها ودفينها فيصبح لمرقده الطاهر سور من العلم والعلماء.

اكتسبت أرض النجف الاشرف قدسيّة خاصّة بعد دفن المولى أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه‌السلام فيها سنة ٤٠ هـ وبدأ الناس بالهجرة إليها والشروع بإعمارها وتوسعتها عند نزول الشيخ الطوسي فيها سنة ٤٤٨ هـ.
وقد خصّ الله سبحانه وتعالى هذه الأرض المباركة بميّزات لم تشاركها غيرها فيها، فهي «قطعة من طور سيناء» وهي «الجبل الذي كلّم الله عليه موسى تكليما» كما ورد عن الإمام الصادق عليه‌السلام.
وخاطبها الإمام علي عليه ‌السلام قائلاً: «ما أحسن منظرك وأطيب قعرك، اللهمّ اجعل قبري بها».
فقد امتلأت حجر وأرض الحرم المطهر بآلاف الدفناء من أوّل تأسيسه إلى سنة ١٤٠٤ هـ ـ ١٩٨٤ م حيث منعت الحكومة المبادة الدفن فيه إلاّ لبعض الأفراد المخصوصين الّذين لا يتجاوزون العشرة.
اصبح المرقد المطهر محاطاً بسور من قبور العلماء الذين نشروا العلم وثقافة اهل البيت في ارجاع العالم ومن هؤلاء العلماء البارزين السيّد أبو الحسن الأصفهاني السيّد أبو الحسن الصدر السيّد أبو القاسم الخوئي الشيخ أحمد الأردبيلي والشيخ الانصاري اسماء كبيرة لمعت في سماء العلم والمعرفة والأدب لتخط للناس منهجاً من العلم والمعرفة ويحتضنها تراب النجف لتنبثق من اعماقها روح العلم في مدينة العلماء .
لم يقف الحد عند العلوم الاسلامية بل جمعت العلوم الاخرى منها الادب والشعر والفن وما الى لا يعد ولا يحصى من الثقافات التي تطورت من خلالهم لتنطلق الى الناس للاستفادة منها .
كذلك ضم هذا السور العظيم الذي يحيط المرقد الطاهر من المثقفين الأُستاذ أحمد أمين الأُستاذ أحمد بن أمين بن محمود الزنجاني الكاظمي أديب كاتب ورياضي ماهر والشيخ جعفر محبوبه عالم مؤرّخ محقق والسيّد أحمد العطّار عالم كبير وأديب شاعر والشيخ أحمد البلاغي عالم جليل وأديب ومئات من المثقفين هم دفنوا حول علي بن ابي طالب عليه السلام .
النجف الاشرف قديما او حديثا لم تختص لجهة معينة او لعلوم واحدة بل جمعت كل ما يعني العلم ففي كل مجال برز اشخاص لعلم من العلوم ليكونوا منارا ينطلق من النجف الاشرف يملأ العالم .
كما حاول النظام البائد ان يعمد على طمس آثار المقابر، وقلعت الصخور الدالة على الاشخاص، ورفعت الصور المعلقة وبهذا العمل الخبيث ضاع كثير من الشواخص والآثار النفيسة ولكن مازالت الروحية الموجودة تدفع العلماء للتسابق الى النجف الاشرف ليكونوا علماء يتمتعون بعلوم من دفن فيها .
كما يشير كتاب مشاهير المدفونين في العتبة العلوية المؤلف كاظم عبود الفتلاوي الى 514 عالماً وأديباً وشاعراً ومثقفاً دفن في العتبة العلوية وهؤلاء ليس جميع ما دفنوا بل ما حصل على معلوماتهم .
مساحة هذا السور الذي يحيط بالمرقد الطاهر، طول كل من ضلعيه: الشرقي والغربي 84 متراً من الخارج، و 77 متراً من الداخل، وطول ضلعه الشمالي 74 متراً من الخارج، و 72 متراً من الداخل، والجنوبي من الخارج 75 متراً، ومن الداخل 72 متراً. أما ارتفاع السور فيبلغ 17 متراً، وهو مؤلّف من طابقين:
الأول منهما: مؤلف من 54 ايواناً مقبباً، يتقدم حجرة هي مقبرة لأحد ألمشاهير ويسكنها عادة طلاب العلم والآن يتم العمل لإعادة ابرازها امام الزائرين والباحثين والكتاب.
أما الطابق الثاني: فهو عبارة عن إيوان معقود بعقود فارسية مدببة، يتقدم مجموعة من الغرف المقبّبة يسكنها عادة الطلبة والمنقطعون للعبادة، ويحتوي الطابق الأعلى على 78 غرفة. وجميع جدران السور مكسوة بالقاشاني البديع النقش، وعلى حواشي جدرانه العليا مكتوب بعض السور القرآنية بأحرف عربية جليّة.
وهذا السور يحيط بالصحن الشريف الذي هو رحبة واسعة تبلغ مساحتها ثمانية آلاف متر مربع مفروشة بالرخام، كانت قبل فرشها بالرخام مملوءة بالقبور.
انه مرقد الامام علي عليه السلام تجمعت لديه الثقافات لينطلق العلم والمعرفة الى العالم لذلك يرغب المؤمنون بأن يكون مثواهم الأخير في النجف الاشرف وبالتحديد قرب علي بن ابي طالب عليه السلام.

نشرت في الولاية العدد 95

مقالات ذات صله