«الولاية».. طموح وحلم

هاهي عشر مضت و أنيرت شمعتها المئة في سماء صاحبة الجلالة، بحلو الأيام ومرها مرت تلك السنين سريعة، نسترجع ذكريات المخاض، ولهفة السباق مع الزمن، وفرحة الإصدار، تلفها الأيدي بكل حنو، ويشمُّ فيها المحبون عبقات المرقد الطاهر، وتكون تميمة خير، وفأل بركة، وطير سعد دار مع حمام الحضرة الطاهرة، ورفرفت أجنحته الحريرية مع اجنحة الملائكة المحدقة بالقبر الشريف في روضة هي من رياض الجنة.
أكملت «الولاية» عددها (المئة) بعد ان كانت حلم يراود المحبين, وأصبحت فكرة وطموح يسعى الجميع لتحقيقه, وتحولت إلى واقع مميز, وأثمرت نجاحاً على مدار السنين العشر التي مضت، إذ لاحت بواكيرها تحت عنوان مجلة (الروضة الحيدرية)، ثم تطورت الى اصدار مجلة (طوى)، وصولا الى إصدار نشرتي (الولاية) و(نور الولاية) لتدمج أخيرا النشرتين بإصدار واحد وبحلة جديدة وشكل نهائي هو «الولاية» الذي تصدر عليه اليوم، في غرة شهر رمضان المبارك من العام 1429هـ المصادف لعام 2008م..
فكانت اللسان الناطق لمحبي أهل البيت «عليهم السلام» في أرجاء المعمورة، والصورة والواجهة المرئية للعتبة العلوية المقدسة حيث يرقد الجسد الطاهر لمولى الموحدين الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» وفي رحاب مدينة مقدسة تعد حاضرة العلم والمعرفة الأولى في العالم الاسلامي.
فقد سعت طوال هذه الأعداد بكادرها الطموح أَنْ تثبتَ وجودَهَا وتصل لمبتغاها وتنشر حولها عبقاً من الثقافة والفكر, وحققت بالفعل «الولاية» ذلك، ونجحت نجاحاً ملحوظا فكانت تكبر كل يوم وليلة، وحققت لها قفزات مشهودة، تجلت في الإقبال الواسع للقراء على اقتناء أعدادها ومتابعة صدورها لما لمس فيها من تميز بصدق المعلومة، وعمق فكر كتابها، وثراءِ محتوى مقالاتها، إلا إن الطموح لا يمكن ان يتوقف عند حد معين، لذا عمل هذا الكادر بما عرف عنه من مهنية عالية- الذي أتشرف بانتسابي اليه- وبأساليب مبتكرة وجاذبة الى تحقيق المستحيل وبكل ما يملكه من بذل وعطاء لدفع عجلة تطوير المجلة قدما إلى الأمام.
وانطلاقا من المبدأ نفسه، أنعم الله علينا شرف الحاق شقيقات لـ «لولاية» يشاركنها رحلة النجاح فكانت مجلة «قنبر» للأطفال مع ملاحقها المميزة في سلسلة «قنبر يقرأ»، مجلةٌ استطاعت بفترة قصيرة تحقيق ما لم تستطع أخريات من اقرانها تحقيقه فنافست بشرفٍ وكان لها قصبُ السَّبْقِ والتفوق وتحقيق نجاحات شهد لها به القاصي والداني من قراء ومختصين في مجال أدب الطفل، وذلك بفضلٍ من الله، ثم بفضلِ جهودِ أسرة تحريرها المتفاني والمميز.
ومن جانب آخر كان لنشرة «رياض الولاية» بشقيها العربي والفارسي التي صارت ذاكرة الزائر ورفيقته كلما حط رحاله عند أعتاب المرقد الطاهر، تُسجل المناسبات الدينية، والاحداث التاريخية وتقدم له مادة علمية سريعة ومشوقة وبشكل أسبوعي، كل ذلك بعرض مميز من أدارة تحريرها المخلصة والطموحة.
لم تكن «الولاية» مجرد مجلة، هي طموح وحلم، ننتقل بها من مرحلة إلى مرحلة ومن واقع الى واقع، يراد لها ان تكون مشروعا ثقافيا، تضيء الدرب وتصنع واقعا أفضل لأمة تستحق الكثير، أمة مفتونة بالحلم وتنتظر مستقبلا ودولة كريمة يعزٌّ بها المؤمنون.

نشرت في الولاية العدد 100

مقالات ذات صله